27 أبريل، 2025 10:59 م

مرحلة الشباب وملامحها الخالدة عند أبناء الريف

مرحلة الشباب وملامحها الخالدة عند أبناء الريف

مهما تطورت عجلة الزمان وتقدمت عقارب الساعة، تجد أن ملامح ذلك الأعرابي الريفي ما زالت في تفاصيل وجهه وفي كل هيئته وبنيته التي رسمها الله في ذلك الجسد الفلاحي الطاهر الذي تأقلم مع لهيب حرارة الصيف وبرد الشتاء القارص. وبعد أن وصلت به مراحل الحياة إلى محطات الشباب وربما فيما بعدها، تجد ذلك البنيان القوي يكمل مظهره بملابس المدينة التي تتطلبها مراحل الدراسة وما بعدها من مراحل وظيفية أخرى. لقد خلقنا الله على الفطرة الربانية ونشأنا وتعلمنا أن الطبيعة هي الأم الحقيقية لنا، وأن الأحداث الصعبة والظروف العسيرة هي من كانت لنا الأب الروحي مع آبائنا. وما زالت عجلة الزمن تسير وما زالت محطاتها تتوقف بين يسر وعسر،
ومع طيبة تلك القلوب التي لم تدنسها الحياة بأوزارها الكثيرة إلا بنوع من أنواع البراءة كبراءة ذلك الذئب من ذلك الدم الطاهر.
نعم، ما زال ابن الريف يكافح ويقاتل ويدافع عن هذا الاسم وهذه العلامة الإنسانية الخاصة به والمميزة، ومن باب الاعتزاز بالشيء سواء كان باب الأصالة أو باب النسب أو باب المودة والمحبة، وكل هذه الأبواب نابعة من باب واحد هو باب القلب الطيب الذي يحمله ذلك الإنسان الريفي بكل ما تعني درجات المودة وبكل ما تكتب عنه اللحظات المتوارثة.
إن أول موروث ما زلنا متمسكين به ونحمله معنا هو تلك الملامح الريفية الجميلة التي رسمت خيوطها الطبيعة بكل ظروفها القاسية، ذلك الدم الأسمر حتى وإن كان بياضه شديد، وذلك الشعر الذي يميل دوماً إلى الالتواء حتى وإن كان سرحاً يميل إلى الأشقرار.
ان كل الملامح الصحيحة ما زالت مدفونة في ذلك الوجه وما زالت آثارها باقية تعكس جمال تلك البيئة الجميلة وذلك الربيع الذي تنمو به كل ألازهار والنباتات الطبيعية التي خلقها الله لتزيين الكون.
ملامحنا هي جزء من هويتنا ونحن نتفاخر بها ويعرفنا الناس من خلالها وهي الإرث الموروث، لما وصفه العلم بالخلايا الجذعية وهو الثبات الباقي لما عرفناه من القيم والأخلاق التي توارثها ابن الريف من سلفه الصالح آبائه وأجداده ومن أصدقائه الذين يؤنبونه دوماً عند أي خطأ يحدث لا سمح الله.
هكذا نعيش حياتنا ونحمل معنا هذه الصفات الموروثة وهذه الملامح الجسدية التي لم نكن قد اخترناها لأنفسنا وإنما قد اختارتها أقدارنا.
ونبقى وتستمر معنا أشياؤنا الجميلة وأولها المعالم الحقيقية لتلك الأجساد.
ملاحظة: هذه الصورة للأستاذ نايف عبوش وهو في مرحلة الشباب، ورغم أنه ما زال شاباً بكل عطائه، إلا أنني اخترت تلك الصورة لأنني وجدت بها ملامح ذلك الشاب الريفي الذي حمل القلم بيده اليمنى والمسحاة بيده الاخرى واستطاع أن يحصل على الشهادة الأكاديمية في تلك الظروف الصعبة شهادة الماجستير من جامعة الموصل ويعتبر من ألاوائل الذين حملوا الألقاب العلمية في منطقة جنوب الموصل،
فهنيئاً له ذلك الإصرار وهو يحمل تلك الشهادة مع هذه الملامح الريفية الأصيلة.