فخرية عبد الكريم الاسم الفني ( زينب ) بعد اشتراكها في فلم سعيد افندي مع الفنان الكبير يوسف العاني ومن اخراج الفنان القدير كامران حسني واشتهرت (بأم شاكر) لدورها المتميز في مسرحية ( اني امك يا شاكر ) التي عرضت في عام 1958 فابدعت في الاداء واندمجت بالدور بشكل مثير مما جعل قاعة الشعب التي عرضت فيها المسرحية يتعالى فيها التصفيق بشكل انفعالي غلب على جمهور الحاضرين , وقد حضرت قيادة ثورة تموز العرض وبعد انتهاء العرض دخل ضباط الثورة وراء الكواليس ليقدموا التهاني لها على اجادتها للدور , ودائما ما كان ذلك الامر موضوع فخر واعتزاز لها وتذكره في احاديثها للاخرين, كانت عضو بارز في فرقة ( المسرح الفني الحديث ) الذي ضم النخبة من الممثلين والفنانين العراقيين الوطنيين عاشت فنانة ملتزمة احتوتها الوطنية فكانت صفة لها من ظهورها حتى افول نجمها , مناضلة صلبة ومثقفة تفانت في الدفاع عن الوطن والشعب ,واستحقت بجدارة لقب ( فنانة الشعب العراقي ) ولدت في محافظ واسط قضاء الشطرة عام 1931 , وفي نهاية الاربعينيات انهت الدراسة الاعدادية في بغداد , دخلت دار المعلمين العالية وتخرجت عام 1952 بدرجة بكالويوس في الادب العربي وتم تعينها مدرسة للغة العربية في ثانوية الكوت للبنات وبسبب نشاطها السياسي والوطني تنقلت من محافظة الى اخرى من الكوت الى العمارة الى الرمادي ثم الشطرة وبعد فترة قصيرة من عودتها تم فصلها من التعليم شاركت في العديد من الاعمال المسرحية ( النخلة والجيران – اهلا بالحياة – رسالة مفقودة – الخال فانيا – فوانيس – الخان – البستوكة – الحصار – ثورة الموتى – قسمة والحلم – المملكة السوداء – رأس المملوك جابر – الام – سالفة ام مطشر- وحشة – زواج بالاكراه – تموز يقرع الناقوس – الخرابة – بيت برناردا البا -الشريعة – شعيط ومعيط وجرار الخيط – الينبوع – بغداد الازل بين الجد والهزل – سواليف يا ليل – – شفاه حزينة – ست دراهم – نفوس – انا ضمير المتكلم , وغيرها من الكم الهائل من المسرحيات والتمثيليات والقصص والمقالات السياسية والثقافية , اشتركت في ثلاثة افلام سينمائية عراقية ( سعيد افندي – ابو هيلة – الحارس ) كتبت عدد من المسرحيات منها ( ليطة – الريح والحب – تحقيق مع ام حميد – بائعة الاحذية ) حصلت على الكثير من الجوائز التقديرية لادوارها المتميزة
غادرت العراق عام 1979 الى بلغاريا ودول المنفى الاخرى متنقله بين بلدان عديدة وكلما حلت في بلد اسست فرقة مسرحية فكانت في عدن فرقة الصداقة وفرقة بابل في سوريا وسومر في السويد والتي كانت المحطة الاخيرة في حياتها حيث غادرت روحها الطاهرة في 13اب 1998بعد ان تمكن المرض منها , قام المخرج طارق هاشم باخراج فيلم تسجيلي يتناول جوانب من حياتها الحافلة بالابداع تخليدا لذكرها , حصل لها تشيع مهيب في السويد حيث تقدم الموكب دراجتان ناريتان وخلفها سيارة تحمل النعش الذي لف بعلم ثورة تموز غطته اكاليل الزهور وشارك في التشيع عشرات الشخصيات والوجوه السياسية والفنية والثقافية العالمية اضافة لجموع غفيرة من العراقيين رجالا ونساءا ومن كافة الاتجاهات السياسية والدينية والثقافية , رحم الله ام شاكر فنانة الشعب العراقي فخرية عبد الكريم ( زينب ) لن ننسى صوتك المجلجل وانت تعتلين خشبة المسرح في قاعة الشعب والتصفيق المدوي الذي رافقه , رحلتي وحب وحسرات الوطنيين تتبعك وذهب الطغاة ولعنة الشعب تلاحقهم وتلعن كل الخونة والعملاء المتاجرين بدم ودموع هذا الشعب المبتلى بعشاق الكراسي الى الخلود يا ام شاكر