خيوط ضوء:
ليس سهلا تضحي بشعب من كل الأعمار وتكتب تاريخا بالدم وأجسادا دفنت بلا قبور أو ورود ولا نرد على من يتكلم في فتات وقته كقاضي بطلا وكعالم في الخفايا والواقعية وراء الكيبورد.
لكننا نؤسس على حقيقة الحدث ونوع من انتصار الدم عندما يتكلم وان شكا فبصمود مدهش ولا يخلو الناس من ضعف فهم ليسوا آلهة ولا مثاليين، لكن الصمود عندما يتميز بمن يقاتله العالم الرسمي ومؤامراته وخبث البعض الذي أن تعجب من شيء هو أن نفوسا كهذه أبالسة في جسد الآدمي.
الكره لايدلوجيا أو فكرة حين تجعلك تستبيح دماء الأبرياء فهو يعبر عن كينونتك الفاقدة للآدمية وان معاداتك لهذه الأيديولوجية شرف لها وتكريم، فهذه الناس أينما كانت ومن كانت الموت ليس غايتهم ولكنهم قاتلوا وفق ظنهم من اجل حياة أهلهم أحرار في أرضهم، ولعل عدوهم له ذات الاندفاع وله أيديولوجيته وتفسيره المقابل، لكن المعيار في محاكمة السلوك مبدئيا؛ فقلة عند العداء يتصرفون بإنسانيةوهذا رقي وجدناه واقعا في سلوك القسام مع الأسرى وعلاقة لابد من دراستها وتحليلها والبناء عليها وليس على الكراهية لحل مشكلة بشر يتصارع على حقوق بين مطالب ومانع لها.
ما يحصل أمامنا من قتل ودم وتخريب بتقنيات حديثة وعلى شعب اعزل يقاتل عنه مقاتلون شبه عزّل حرك أمراً مهماً وهو إدراكالشعوب الحية في الغرب، وصمت يبدو كعين العاصفة يصارع العجز مع القهر في مجتمعات عربية وإسلامية راحت تلوم الضحية وأصحاب القضية.
هذه وغيرها مما سيكون دراسة لفترة زمنية ومعاناة شعب أصاب العالم الرسمي تجاهه العماء هو إنما خيوط ضوء تنبه الشعوب وضمائر لم تمت إلى واقع الآدمية المتراجع وسؤال كبير من نحن؟ وهل خدعنا في ادعاء الحرية والإنسانية والقيم المبهرجة عندما كشفت في مطالبة أهل القضية بالقضية؟
عدمية الكراهية:
عندما نريد أن نصدر حكما على أمور مصيرية فهي لا تنضوي تحت حرية الراي أو الراي والراي الآخر بفهم ممكن أن يوصف بالسطحية والعواطف سلبية أو إيجابية ليحول البعض موضوع التقييم إلى تقييم ملائكي وآخرون يحولونه إلى مراجع شيطانية، في حين أن الحكم يتطلب أن تتمهل وتدرس حيثيات الموضوع، وهو يؤخذ من باب 1)) الحقوق 2)) والظروف أي البيئة وتحدياتها 3)) وهل العمل صواب أم خطأ 4)) وما هي معايير الخطأ والصواب هل يحددها الإعلام أم معايير معينة، أم 5)) العلاقات المحيطة بمنظومة المقاومة الفلسطينية وهي موضوعنا الذي نبحثه، كعلاقتها مع جهات قد يكون من يصدر الأحكام مؤيدا لها أو يكون مخالفا كارها لها، هنا سنسقط في معامل حكم آخر لا يتعامل مع الأمور الفكرية وإنما السياسة والجغرافيا السياسية والاستراتيجية وهذه كلها عوامل قد لا تعطي بالمجمل أمرا استراتيجيا للقرار رغم أنها مواضيع أساسية بيد أنها هنا تشكل دوافع لدعم المقاومة الفلسطينية أي عوامل محيطة ببيئة المقاومة تتلخص بأحد قرارات ثلاث ، أ)) الوقوف مع المقاومة الفلسطينية لنتائج وخلاصة العوامل المذكورة، ب)) أو الوقوف ضدها، ج)) أو الجلوس على التل.
كاشفة الضمير:
7 أكتوبر كما اصطلح عليها ليست وليدة ذلك اليوم وإنما هي حلقة كبيرة في سلسلة إثبات الوجود والكينونة في صراع وجودي صفري مستمر منذ إعلانه 1948 واتخذ أشكالا من التفاعل كانت كلها تشحن الصفرية دون توقف لمنع الكراهية أو الرغبة في بناء تعايش سلمي وإنما منطلق أيديولوجي أساسا لم يقم من اجل اليهود ولا مصلحتهم وهو ما كتب عنه كتاب كثر وكان عبد الوهاب المسيري رحمه الله من الذين وضحوا بالتفصيل ماهية الأمر، وما زال العمل يتصاعد من العدائية إلى الكراهية العمياء وفقدن الحس البشري وجرائم الحرب والتدمير بل أن المهاجر إلى فلسطين للاستيطان فيها اليوم ينادي إلى تهجير سكان البلد الأصليين وفق تلك الأيديولوجيا والفرضيات العدمية وتدعمها عدة حكومات في الغرب وأمريكا لأسباب متعددة لقد كشفت الضمير بل الحياة في العالم ككل عندما تكلمت الشعوب الحية وصمتت عجزت بل بانت كثعبان يلتقم نفسه.
ما طرحته لن اذهب لتفصيله فهو ليس متن مقال وإنما بحث وكتابيجب أن يكتب بفاصل زمني ليكون بحثا رصينا، لكن التساؤل الكبير هل كان يتوقع مخطط تلك المعركة أن يواجه بالسلبية والاتهامات بل وبمساعدة عدوه في تدميره ممن ينبغي أن يقفوا معهليمنعوا الإبادة الجماعية على الأقل!
ولهذا الموضوع أهمية لان من ينتقد الخسائر الكبيرة والتي تتعاظم لان لا رادع للقوي والمتكبر لما يفعل سببه الموقف السلبي والا فالحرب انتهت عندما أضحت عسكريا لا معنى لها وهذا أصلا قبل أن تتوغل القوات البرية داخل غزة، وكان التفاوض لحل نهائي عقلا هو الذي يجب أن يحكم وليس سلوكيات بعيدة عن التمدن والإنسانية واي قيمة آدمية لإثبات أن إسرائيل منصة مازالت صالحة وهو ما برهنت الإبادة عكسه