إنجلت غبرة الانتخابات البرلمانية وخسر فيها من خسر ، وفاز فيها من فاز ، ولم تدور الدوائر على الباغي والظالم والجاهل كما تعوّدنا أن نسمع بالأمثال ، وكما كنّا نتمنى ، وإنما بقى الباغي والظالم والجاهل في مكانه ، بل وزاد من سوءه وظلمه وطغيانه .
والغريب أن العراقيين أصرّوا على أن يبقوا في عوزهم وفقرهم وجوعهم وحرمانهم ، لا لسبب سوى لأنهم لازالوا لايرون إلّا تحت أقدامهم ، وهذا ليس جحوداً منهم ، وإنما بسبب تراكمات سنين الجهل والضعف والظلم والطغيان ، والتي عاشوها منذ تأسيس الدولة العراقية ولازالوا ، والتي سببت لهم ضبابية في قياس الأمور بمقايسها الطبيعية .
عموماً . . سقط من حسبة العراقيين شخصيات نادرة ، لايمكن تعويضها بإعتدالها السياسي ، وفكرها المستنير ، وإمكاناتها القيادية والسياسية والعلمية والإدارية ، وحبها لشعبها .
وهنا أتمنى أن لاتكون هذه نهاية عطائهم ، فخدمة اهل العراق له مداخل كثيرة وبالتأكيد سيجدون من يستقبلهم فيها من المخلصين .
وليس كل مايتمناه المرء يُدركه . .
تجري الرياح بما لاتشتهي السفنُ .