يغيب شعار “العراق أولآ ” عن غالبية السياسيين العراقيين الذين يحتلون مناصب عليا في حكوماتنا المتعاقبة ، فيضعون الأجندة الخارجية وقراراتها قبل كل مامن شأنه ان يرفع مستوى الكسب الوطني ، ويعود بالنفع على الوطن والشعب المتآلف قسرآ مع الموت الإرهابي والأزمات الشاملة والرعب الميليشياوي .
القصف الجوي والصاروخي على مقرات داعش واخواتها في سوريا والحدود العراقية ، تزيد من ثقوب المركب السوري المهدد بالغرق في بحر متلاطم من امواج رفض عاتية من شعب يذبح منذ نحو اربع سنوات ..!
قرار دول التحالف الذي بدأ بالتنفيذ منذ يومين يشير صراحة الى انهاء وجود داعش في العراق وسوريا ، ويصعد الهمس من تحت الطاولة ليفصح عن رغبة امريكا وغالبية دول التحالف في انهاء الأزمة الكونية في سوريا بإسقاط نظام بشار الأسد ، بكونه نظامآ يماثل داعش في اساليب القتل وماكنة دائمة لتوليد الإرهاب، ومركز استقطاب ونمو للميليشيات التي تمزق مجتمعات الشرق الأوسط .
العراق اكتوى كثيرا بنار العبث السوري بأمنه وأرواح ابنائه ،ابتداءا من عام 2003لغاية انطلاق الثورة السورية الشعبية عام 2011 ، ولأن العراقيين يعملون دون استحضار للذاكرة ، وتساوقا مع الأجندة الآمرة فقد ذهبت بعض ميليشيا الأحزاب العراقية للدفاع عن نظام مرفوض من قبل غالبية ابناء شعبه ومحيطه العربي …، وهو ماضاعف من رصيد الخسائر العراقية على الصعيد الإعلامي او البشري ، او في ردات الفعل الإنتقامية التي جاءتنا بإحتلال داعش لعدد من مدننا المهمة وتشريد نحو مليون ونصف مليون عراقي . في صدمة تاريخية كارثية لاتوصف .
اخطاء السياسيين يدفع ثمنها الشعب البائس ،المنزوع من الحقوق والمغطى بالعاطفة الطائفية التي تجعل منه أضحوكة يتسلى بها تجار الموت ودعاة الحروب الطائفية ..!
يوم امس كان اسم العراق يتردد في نشرات الأخبار على نحو يشي بالإحراج ، الوزير السوري وليد المعلم يقول وصلتنا رسالة اشعار من امريكا بواسطة العراق ،تخبرنا بالضربات الجوية وموعدها …!
وهنا اشارة لزيارة مبعوث الجعفري السيد فالح الفياض لسوريا ، في حين نفى وزير خارجية امريكا ان يكون قد بعث برسالة عبر العراق ، وهو ماتكرر نفيه من مسؤولين امريكيين آخرين ، باعتبار ان سوريا مرفوضة من التحالف .
القراءات والأحداث تشير بوضوح تام الى تغييرات مهمة ستحصل في المنطقة ، ومنها تغيير نظام الاسد بعد الموافقات السياسية والمالية التي اقرها الكونغرس الامريكي ، العراق هو مركز الاحداث ومحركها ، وسيكون في قلب العاصفة ومحط رهانها .
من هنا فأن السياسي العراقي المسؤول في الدولة ، مطالب اكثر من اي وقت مضى ، بدقة التصرف و الحرص على المصلحة الوطنية ، وان لايخضع – ولو مؤقتآ- لأوامر الأجندات الخارجية ، لحين ماننتهي من هذا الوباء المتمثل بداعش وتعاد لنا مدننا المحتلة .
ضعوا مصلحة العراق امام اعينكم ولاتتورطوا ،أو تتوهموا برمي حبل الإنقاذ لنظام يتهاوى ، نظام انتهت صلاحية وجوده وطنيا وعربيا ودوليا ويشارف على الغرق بعد ان ازدادت ثقوب مركب سلطتة الدموية .
ترى هل يتعظ السياسي المسؤول ويدرك مايحدث حوله …!؟
أرجو ذلك ..!
*[email protected]