بدت عليك الأعراض الانسحابية من الحياة؛ غزا الشيبُ سوادَ شعرك، وشعرتَ أن ألوانها قد اختفت. لم تَعُد تجد ما يناسبك، ولا ما تشعر أنك تنتمي إليه. آلام الركب وتجاعيد الوجه كبَّلت نظرتك للحياة، فتوقَّف الطموح، ودُفنت الأماني، وخمد السعي نحو الإنجاز.
لكن هذا لم يكن لأنك جسدٌ محنَّط بلا حياة، بل لأن أفكارك السلبية، والكسل، والخمول، والقلق، والعصبية تسلَّلت إليك وسلبتك الرغبة في العيش. لقد استسلمتَ لليأس حتى صرتَ كجسدٍ ينتظر الدفن! غير أن نظرتك السوداوية قد تحجب عنك رؤية من حولك، أولئك الذين كسروا قيود العمر وأثبتوا أن الإرادة لا تموت.
رجلٌ ناهز السبعين كَتب على قميصه: “العمر مجرد رقم”، فانطلق يعدو وكأن الحياة تبدأ الآن. وآخر كان شعاره: “للعمر بقية”، فأصبح بطلًا في كمال الأجسام وهو في الستين. إذًا، العمر ليس حاجزًا يمنعك من تحقيق النجاح، أو السعي وراء الحلم، أو بلوغ طموحاتك على الصعيد الشخصي والاجتماعي والمهني.
ليس الوقت متأخرًا أبدًا لكي تكون ما كنت قد تكونه.” – جورج إليوت
هارلاند ساندرز”، مؤسس سلسلة مطاعم “كنتاكي”، بدأ مشروعه الناجح في عمر 65 عامًا، بعد أن رفضت وصفته الشهيرة أكثر من 1000 مرة. لكنه لم يستسلم، وأثبت أن النجاح لا يعرف عمرًا.”
العمر أشبه بالنار، إمّا أن تُنضجك وإمّا أن تحرقك، والاختيار بيدك.”
نيستور غارسيا”، رجل بدأ تعلّم القراءة والكتابة في سن 80، وبحلول 95 عامًا أصبح مؤلفًا لأول كتاب له. لم يكن العمر حاجزًا أمام شغفه بالتعلم.”
لا تدفن نفسك وأنت على قيد الحياة، ولا تمُت قبل يومك!