شهادة الصدر فيلسوف “القرن العشرين”

شهادة الصدر فيلسوف “القرن العشرين”

من ذكرى أستشهاد فيلسوف (القرن العشرين) أية الله العظمى الشهيد “محمد باقر الصدر ” (قدس سره)
“نقـتبـس رحيق الـذكـرى”
على دموع الذكرى  يوم أستشهاده يسيل حبر القلم دما ونكتفي بقليل من الوجع الخفي نكتب و نقف فلابد من أن نقلب صفحات الماضي فلنا معه عتاب ولنا معه. وقفات…ووقفات…. ووقفات.
في مساء يوم  ٩\ نيسان ١٩٨٠ الساعة ٩:٠٠ ليلا وفي تلك الليلة تم قطع التيار الكهربائي عن مدينة النجف الاشرف حيث تغط المدينة  تحت الظلام الدامس ، حيث لا شيء  يرى ويسمع سوى صوت هدير محركات مركبات قوات الأمن  التي تجوب شوارع المدينة ومنها من توقف الى جانب رصيف بالقرب من داره  وهم  ملثمون  يطرقون باب دار المرحوم السيد محمد صادق الصدر قدس سره
وهو والد الشهيد الصدر الثاني ، خرج عليهم وهو مذعورا من مجيئهم ، تكلم معهم قليلا  وطلبوا منه الحضور معهم الى المكان هو بناية محافظة “النجف”
 كان بانتظارهم هناك مدير أمن النجف الملعون  يكنى (أبو سعد)
فقال مدير الأمن:  هذه جنازة الصدر وأخته قد تم اعدامهما .
طلب منه أن يذهب معهم لدفنهما.
فقال: السيد محمد صادق: لابدّ لي تغسيلهما.
فقال مدير الأمن : قد تم تغسيلهما وتكفينهما.
فقال : السيد لابد من الصلاة عليها.
قال مدير الأمن: نعم صلي عليهما.
وتم أخذهما في سيارة الأمن وتم دفنهما في مقبرة وادي السلام حيث مثواهم الأخير.
لكن كان خبر إعدام شهيدنا الصدر (قدس سره) وفي الصباح الباكر  سرعان ما انتشر بالمدينة إذ ان جلاوزة السلطة ومخبريها وجواسيسها هم من نشروا الخبر في النجف وخارجها ..؟
وهنا لم  نجد حتى أصوات شجب وأستنكار من أصحابنا وأخواننا جماعة “هيهات منا الذلة ”  وهذا اضعف الايمان بل خيم السكوت والخوف على النجف تحت سطوة الجلاد ،  فؤيل للنجف الساكتة .
أشرقت الشمس وشهيدنا الصدر أعدم ونام تحت تراب  “مقبرة السلام”  كان  النهار يمر كيوماً عادياً كسائر أيام السنة فحسب بل لم تغلق المكاتب  وتعطل حلقات التدريس تعبيرا عن أحتجاجها من قبل الحوزات العلمية على النظام الإجرامي آنذاك..؟
 كلا …….. كانت رسالة مرسلة و بكل وضوح للسلطة آنذاك … بأننا سمعا وطاعة لكم سيدي.
وأننا لنا رب !
وللصدر  رب آخر … ؟
ولنا ديـن !
وللـصدر ديـن آخر …؟
ولـنا مـذهـب !
وللصدر مذهب آخر …؟
رحم الله شهيدنا الصدر  يوم ولـد و يوم أستشهد ويوم يبعث حياً شاهدآ  وشهيداً  على هذه الأمه .