وكالات- كتابات:
دعا الأمين العام لـ (المشروع الوطني العراقي)؛ الشيخ “جمال الضاري”، اليوم الأربعاء، إلى أهمية عقد مؤتمر حوار وطني شامل، برعاية أممية، تشترك فيه القوى السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، لوضع الأسس الصحيحة لبناء الدولة العراقية.
وقال “الضاري”؛ في كلمة له بالذكرى السنوية لسقوط النظام السابق، إن: “بلدنا والمنطقة في ظروف عصيبة متشّنجة للغاية، فبعد ما حدث ويحدث في غزة ولبنان، والتغيير الكبير في سورية، تُقرع طبول الحرب بين إيران والولايات المتحدة، مع محاولات أميركية لتحجيم النفوذ الإيراني، من خلال قانون تحرير العراق من إيران، وارتفاع المطالبات بإنهاء تهميش السَّنة، ما يُعيّدنا بالذاكرة إلى قانون تحرير العراق من نظام صدام حسين؛ في أيلول/سبتمبر ثمانية وتسعين، والدعوات آنذاك لإنهاء تهميش المكون الشيعي، والذي أدى بعد ذلك لاحتلال بغداد سنة ألفين وثلاثة”.
وأضاف أن: “الاحتلال الأميركي ؛الذي جاء بكذبة أسلحة الدمار الشامل، ومن بعدها كذبة التغيير الإيجابي والديمقراطية الزائفة، دمر مرتكزات الدولة العراقية، وارتكب انتهاكات واسعة النطاق ضد العراقيين، وكرس الانقسام الاجتماعي والسياسي، ونشر تقاليد الفساد، وحل المؤسسة العسكرية، وأصدر قانون الاجتثاث الذي صار سيفًا مسلطًا على رقاب الناس، وأسس لعملية سياسية مبنّية على المحاصصة الطائفية والقومية، أصبحت مثالًا للفشل المتكرر، والأزمات التي أوصلت البلاد إلى منزلقات غاية في الخطورة”.
وتابع أن: “احتفال البعض بهذا اليوم بوصفه ذكرى لسقوط النظام السابق، لا يمكن أن يكون مبررًا للتغافل عن حقيقة أن التغيّير جرى بشروط المحتل وتحت إدارته، ولم يمنح العراقيين منذ البداية فرصًا حقيقية لإدارة بلدهم وبنائه، ولملمة جراح الحرب ونتائج الغزو”.
وأكد على: “ضرورة العمل الجاد لإنقاذ العراق، عبر توحيد الجهود الوطنية وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وزيادة التكاتف بين جميع الأطراف ونبذ كل الأصوات الداعية لتقسيم المجتمع العراقي وتشتيته”، مشددًا على: “أهمية عقد مؤتمر حوار وطني شامل، برعاية أممية، تشترك فيه القوى السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، لوضع الأسس الصحيحة لبناء الدولة العراقية، وتغيير الواقع المأساوي الذي يمر به شعبنا، المتطلع لإصلاحات حقيقية وتغييرات جذرية، تُعزز ثقة المواطن بدولته، والعيش في وطن آمن مستقر يحفظ كرامة المواطنين، ويطبق فيه القانون على الجميع دون استثناء”.
وختم بيانه بالقول: “رسالتنا لكل دعاة الفتنة والتقسيّم، الذين تعالت أصواتهم هذه الأيام؛ أن العراق شيعي، نقول لهم أن العراق ليس شيعيًا وما كان يومًا سنَّيًا، فالعراق كان وسيبقى دائمًا عراقًا لكل العراقيين، لا مكان فيه للطائفيين”.