19 أبريل، 2025 10:31 ص

السيادة والقيادة مفهوم عام نفتقده في دولنا العربية

السيادة والقيادة مفهوم عام نفتقده في دولنا العربية

منذ سنين ونحن نسمع التصريحات الرنانة والكثيرة من قبل أغلب حكام الدول العربية، لكنها أصوات لا تجد لها أي صدى في المجتمع الدولي، بل تجد صداها لدى جلاوزة النظام الذين يمسكون دوماً بالعصا الغليظة لضرب شعوبهم.
بعض هذه الحكومات أصبحت عاجزة حتى عن الدفاع عن شعوبها، وكل ما يمثلها كدولة هو تلك السفارات التي تمتلكها في دول العالم والقصور الجمهورية أو الملكية التي يعيش فيها هؤلاء الحكام.
لقد وصل اليأس بنا نحن الشعوب العربية إلى مرحلة الإحباط الكامل، وأصبح المواطن العربي يمجد الماضي بكل فخر لأنه عاجز عن ذكر الحاضر أو أي شيء من المستقبل المجهول والمبهم. نعم، لقد أصبحنا أبناء الماضي وليس لنا في الحاضر سوى أن نحافظ على أنفسنا ونتعلم دروس الحياة وكيف نعيش ونتأقلم بها. لم يُخلق العربي في الصحراء ليعيش تحت الخنوع أو الذل أو يتمنى من الأجنبي أن يقتل أخاه القوي بحجة أن هذا أصبح ثقلًا عليه من خلال السياسة التي يتبعها أو من خلال الإملاءات التي ربما يمليها بطريقة الخطأ. وهذا ما حصل في أحداث قريبة بين عدة دول عربية. اليوم أصبحت الشعوب العربية تنتظر إزاحة أنظمتها والخلاص منها عن طريق الدبابة الغربية، وأصبحت الحكومات العربية تعتبر أن هذه الدبابة هي الملاذ الآمن والحماية الدائمة لهم. وأصبحت الطبقات الحاكمة تعيث في الأرض فسادًا وبدون رقيب، وعلى الشعوب العربية ان تدفع ثمن هذه التصرفات من خلال تجرعها للجوع والجهل والخوف من بطش السلطات في بلدانهم.
اننا إذا قمنا اليوم  بقراءة الواقع الحالي للحكومات والدول العربية، فإننا نجد أن أغلب هذه الدول ومن خلال تصرفات حكامها الذين أصبحوا ذيولًا للدول الأجنبية، لا تمتلك السيادة المطلقة حتى على أراضيها. وكل من يدعي القيادة في هذه الحكومات العربية المتواجدة في كل دول الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه، يجد نفسه في وصف أدوات شطرنجية يتحكم بها دول الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي نصبت نفسها شرطي العالم الذي يقرر ويصدر القوانين إلى كل الشعوب المستضعفة والتي يستطيع السيطرة عليها والتحكم بثرواتها.
أين القيادة وأين السيادة العربية ونحن نرى أن جنود المستر جون يجولون في أرجاء المعمورة، ومن يقول لهم “كلا” فإنه سوف يواجه معارضة السلطة ويُعتبر إرهابيًا حسب قوانين العالم الجديدة.
ويبقى السؤال المهم: متى سوف تصحو هذه الحكومات وهذه الشعوب على نفسها وهي تطالب باستقلاليتها التامة والمحافظة على سيادة ووحدة أراضيها والابتعاد كليًا عن قرار الأجنبي ومبدأ فرض القوة على حكوماتها التي أصبحت تعيش كدمى صغيرة لا حول لها ولا قوة؟ ولم يبقَ لها أي سيادة على أراضيها، ولم نجد هناك قائد واحد قوي يصلح لقيادة هذه الحكومات الضعيفة وتلك الشعوب المستضعفة في الأرض…