سامراء فوق المذاهب والعراق ليس شيعياً

سامراء فوق المذاهب والعراق ليس شيعياً

لا الجمهور السني  معني بتوصيف مدينة سامراء كونها سنية ولا الجمهور الشيعي معني بتوصيف المدينة كونها شيعية ، ومنذ مئات السنين هي مزار للجميع  بوجود مرقدي الامامين ، وكانت زيارتها دينية وسياحية ولم تخطر على بال الزائر من كل المذاهب ان كانت زيارته ذات طابع طائفي ولا توصيفها كمدينة شيعية أو سنيّة الا في عقول بعض المرضى  من السياسيين الذين يرتبط وجودهم السياسي بمذهبة البلاد في سامراء وغيرها من مدن العراق ذات الصبغة الدينية !

ومع تصاعد أصوات طبول حرب الانتخابات القادمة ، ان جرت في وقتها ، تتصاعد النغمة الطائفية لدغدغة مشاعر الجمهور الذي لامصلحة له في الاصوات النشاز كما ” يتكرّم ” النائب علي تركي بنزع حتى الصفة الوطنية عن المدينة بالقول ” مدينة سامراء ذات صبغة شيعية أكثر من كونها وطنية” !.

بالترافق مع اصوات اخرى أكثر نشازاً تنشر امراضها عن اجتزاء المدينة واعلانها محافظة شيعية والذهاب بالصوت الطائفي الى حدود الدعوة لعراق شيعي واقامة الدولة الشيعية وهي دعوات تقسيم لاتقبل التأويل!

والمؤسف ان تصريحات وترويجات اعادة البلاد الى آتون الصراع الطائفي الذي غادرناه بسيل من دماء الابرياء لاتجد راداً لها من القيادات الشيعية المعتدلة ولا من الرؤوس الدينية الشيعية  الداعية الى  ترصين وحدة البلاد ومكونات الشعب حفاظا على ما تحقق من سلم مجتمعي ..

من الطبيعي ان تجد مثل هذه الدعوات ردود افعال من الطرف السني كما جاء في بيان لتحالف السيادة الذي ادان تصريحات المحتوى الطائفي حول المدينة العراقية التي لم يسمع المواطن العراقي ، سنياً كان أو شيعياً ، توصيفا طائفياً لها ، وكما جاء في بيان صادر عن اجتماع موسع لمجلس عشائر سامراء أعلنرفضه لتصريحات النائب علي تركي الطائفية، ووصفها في بيان بأنهاطائفيةمريضة ومقيتة“. وأضاف البيان أن تركي،بدلاً من أن يعمل على خدمة العراقويحافظ على وحدته، يدعو إلى التآمر على سامراء بأفكاره وادعاءاته المضللةوأهدافه الهدامة الداعية إلى التغيير الديمغرافي في سامراء وزعزعة أمنها“.

من العار ان يتحول موسم الانتخابات الى فرصة لتمزيق وحدة الصف ونشر افكار التفرقة من اجل كراسي زائلة لأصوات تدرك جيداً خطورة هذا الخطاب والثمن الباهظ  والتكلفة العالية لنتائجه ، وهي تكلفة لن تبقي كرسياً في مكانه ولاتحقق مراد العراق الشيعي أو المدينة مافوق الوطنية !

فانشيستات يرقص في فيديو او يصرحن بقضايا عادية جداً  تلاحقهن تهم المحتوى الهابط ويزّجن خلف القضبان فيما افكار تمزيق البلاد والعباد طائفياً تملأ شاشات الفضائيات دون ان تجد من يفرك الألسنة ويحيل الى القضاء بتهم اقل ما يقال عنها تهم تقسيم البلاد  وفتح بوابات الجحيم على الجميع !!