روّجتْ وسائل ألأعلام قبل أيام ” بأنّ تركيا قطعتْ أو سوف تقطع مياه نهر {ألفرات} عن ألعراق بعد مواقفها ألسلبية من العراق ، وتأزّم ألعلاقات ، وألظاهر أنّ خبر قطع مياه ألنهر لم يكن دقيقاً ، ولأنهُ لا يخضع للمنطق وألعقلانية ، وأنّهُ عمل جنوني ، لكون نهر ألفرات دولي يقطنهُ ألملايين منذ آلآف ألسنين ، ويعتبروه سرْ حياتهم وأكسيرهِ ، ثُمّ أنهُ خاضع لقوانين أممية وضوابط أنسانية ، يفترض أنْ تحفظْ حقوق ألدول ألمتشاطئة عليها ، وليس من ألمعقول مثلاً: أنْ تقطع أثيوبيا مياه نهر ألنيل عن السودان ومصر!! ، بألوقت نفسهُ لا نستبعد أنْ تقدمْ تركيا ألمسلمة على سلب الحقوق ألمائية من حصة ألعراق في نهريه دجلة والفرات ، وأنها تمادتْ ببراغماتية شديدة في حب ألذات ألتركية على حساب الدول ألمتشاطئة عليها سوريا والعراق ، وقد كتبتُ أكثر من مقال في هذا ألمجال ألحساس والحيوي ، وأستعمال ألمياه من قبل تركيا كورقة ضغط وأبتزاز ، وبصراحة مؤلمة وأقولها بمرارة أنّ ألدول ألمتشاطئة لا تعترف ولا تلتزم – ومنها تركيا- بالقوانين وألضوابط ألتي وضعتها ألمنظمات ألدولية ، صحيح أنّها غير ملزمة ولكنها تبقى مسألة أخلاقية وأنسانية ، ومن سوء طالع ألعراق أنّهُ متشاطيء مع أيران وسوريا وتركيا ، وأنّ جميع منابع أنهار ألعراق خارج ألحدود ، وأجمعت هذهِ ألدول على قطع ألأعناق وألأرزاق بخفض مناسيب نهرنا ألحبيب {نهر ألفرات} وتحوّله في بعض مناطقهِ ألعليا ألى ساقية تشكو ظلم ألأتراك ، وحكومات الغفلة ألعراقية ، وهدف تركيا ودول ألجوار أذلال ألشعب ألعراقي وألقضاء على تجربتهِ ألديمقراطية ألمغّيبة في بلدانهم، ورفعتْ سلاح ألتعطيش بشقيه ألسياسي وألبيئي ، وأسرائيل تروّج لمشروعها ألصهيو- أمريكي( ربط مياه دجلة والفرات بمياه ألجولان ألمحتلة على حساب أمن سوريا والعراق)، ونفذت تركيا سد كيبان عام 1974 على نهر ألفرات ثُمّ تلتهُ دراسات أوسع وأشمل بعد تأسيس مشروع جنوب شرق ألأناضول (الكاب) وهو مشروع عملاق يتكوّنْ من 13 مشروع للري وتوليد ألطاقة ألكهربائية وأنهُ مشروع عدائي بالذات للعراق لأنهُ بنيّ على أساس رفع ألمياه الى حوض دجلة والفرات بالرغم من أرتفاعها ووعورتها وعدم صلاحيتها للزراعة ، ورصدّتْ لها مبالغ طائلة لبناء مقترباتها وملحقاتها من سدود وخزانات وأنفاق ، وألحقتْ بسد أليسو( سد أتاتورك) على نهرألفرات ألذي يعتبر خامس أكبر سد في ألعالم وأنتهى ألعمل بهِ سنة 1990 ، وأكدتْ دراسات مائية أنّ نهري دجلة والفرات ستجفان خلال أربعين سنة ألقادمة ، ويكون ألعراق مجبراً لمبادلة {برميل نفط ببرميل ماء } وذلك لعودة تركيا لعنجهيتها ألعثمانية ألسلطانية – ألحالمة بفقاعات تأريخية تبخرت ما أن سطعتْ عليها شمس ألحرية والديمقراطية ، وأنها مدعومة بمساعدات وهبات وقروض ميّسرة من أمريكا وأسرائيل وأخوة يوسف في ألخليج ، فقط لأيذاء ألعراق ألديمقراطي “(( ولأن تركيا تشكل ألمصدر ألرئيسي لتغذية النهر بالمياه من خلال روافدهِ ألى جانب مياه ألأمطار وألثلوج هذا ماجعل تركيا تتحكم في مجراه ألأعلى ومنابعهِ حيث قامت بأ نشاء ألسدود وألخزانات وألمشاريع ألمائية ألعملاقة مما أثرَ سلباً على نوعيّة وكميّة مياه نهر ألفرات حيث قلّ منسوب مياه ألنهر وأرتفعت مستويات ألتلوّثْ وحصلت زيادة في درجة حرارة مياههِ وذلك بسبب ألمشاريع ألكهرومائية ، وفي ألحقيقة تحاول تركيا أستغلال مياه نهر ألفرات بشكلٍ كبير جداً وفي ألعديد من ألمجالات حيث خططت لأستثمار مساحات واسعة من ألأراضي ألزراعية على حوض نهر ألفرات تقدر حوالي 1440000 مليون دونم ، فضلاً عن أنها تخطط لبيع ألمياه لدول ألشرق ألأوسط خلال مشروع ( أنابيب ألسلام) ، فتركيا لاتعترف أصلاً بدولية ألنهرين دجلة والفرات وتعتبرهما حوضاً واحداً ، وأنّهما نهران تركيان وطنيان يخضعان للسيادة ألتركية)) “” (مقططف من مقال / ألأنهار وطبيعتها القانونية نهر ألفرات نموذجاً/للدكتورة ألأكاديمية هاله صلاح الحديثي) وتتابعالباحثة عن مفاهيم عامّة عن نهر ألفرات : ” لقد ورد ذكر ألفرات في ألقرآن ألكريم في عدة مواقع وكلها تدل على ألعذوبة وألنقاء قولهُ تعالى: “هذا عذبٌ فراتٌ “، كما ورد في حديثٍ عن ألرسول ألكريم” سأل جبريل – في ألمعراج- ما هذان ألنهران ياجبريل؟ قال: ألنيل والفرات أنهما من أنهار ألجنة” ، رواهُ مسلم ، كما ورد ذكر نهر ألفرات في ألكتاب ألمقدس : سفر ألتكوين — ألنهر ألرابع ألذي يسقي ألجنة نهر ألفرات ، وأنّ ألأخوة ألصابئة ألمندائيين هُمْ من أشد الديانات تقديساً لنهر ألفرات حيث يتم ألتعميد في مياههِ .
ومن خلال هذهِ ألمعطيات ألسياسية ، ومواقف تركيا ألمتعنتة في أيذاء ألعراق ، وأستعمال { ورقة ألتعطيش} يكون مقالي بمثابتة {رسالة جادة ووطنية} الى ألحكومة ألجديدة ألقادمة لتأخذ ألحذر وبوطنية عراقية مخلصة أنْ تحافظ على كرم ألخالق فينا بهذين النهرين ألعظيمين وألتي عُرِفتْ على صفحات ألتأريخ بأسم( ميزيو بوتينيا ) أي بلاد ما بين النهرين حيث ألخصب وألنماء وألأزدهار :
1- ربط قضية نهر ألفرات بألعلاقات ألتجارية وألأقتصادية ، وأمدادات ألنفط ألى تركيا .
2- أعتبار ملف ألمياه ملف ألأمن ألقومي وألأمن ألغذائي للعراق.
3- فتح منافذ ألديمقراطية للأعلام وقوى ألخير والسلام للأحتجاج وألتعبير عن مظلومية ألعراق لأنتزاع حقوقهِ ألمائية من ألدول ألمتشاطئة معها خصوصاً تركيا .
4- وعلى ألوزارات ألمعنية ألخارجية وألموارد ألمائية بأيصال صوت ألعراق ألى ألمحافل ألدولية وألأمم ألمتحدة { وتدويل القضية ألمائية}، وأرسال ألوفود ألى تركيا للتفاوض حول حصة ألعراق ألمائية ألمقررة .
5- أستخدام سلاح ألنفط وذلك لحاجة تركيا ألماسّة لها لتكملة مشاريعها ألناهضة ، وأنّ ألنفط ألعراقي ذو مواصفات تشجيعية من حيث ألقرب والجودة .