في اليوم العالمي للحضارة البابلية.. والمدينة تعاني الفساد والاهمال؟!

في اليوم العالمي للحضارة البابلية.. والمدينة تعاني الفساد والاهمال؟!

مفارقة مضحكة للغاية ان تكون اعرق مدينة عبر التاريخ تعاني الاهمال والفساد والنسيان الصخب والبؤس واتلال من النفايات،  وسكانها يستغربون ذلك على الرغم من ان المحافظات التي بجانبها فيها شيء من الاعمار والبناء والنمو. تكالب  على ادارة  محافظة بابل اكثر من عشرة محافظين اغلبهم تم تعيينهم حسب المحسوبية والمحاباة وهم  فاشلين وتحوم حولهم شبهات الفساد وهدر المال العام  ، وخرج عليهم “أهل بابل بتظاهرات” عارمة ويطالبون بإقالتهم وعزلهم جراء فشلهم الذريع بإدارة المحافظة  واضاعة الفرص المتاحة لهم، و تعمدهم  الهدر بالموارد المالية والاقتصادية للمحافظة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها  البلاد والعجز الحاصل بالموازنة المالية السنوية . غياب واضح لمشاريع دعم السياحة العالمية على الرغم من أهميتها القصوى في جلب الإيرادات المالية للمحافظة .    لا وجود للأعمار والاصلاح بشتى المجالات  وهذه الدورة البرلمانية السادسة شارفت على الانتهاء ولا وجود للإرادة  في العمل  والبناء خاصة ما يتعلق بتقديم الخدمات البلدية ومناطق كثيرة تعاني الكوارث البيئية ، وخلوها من مشاريع البنى التحتية وانعدام حركة البناء خصوصا  للمشاريع الكبيرة مثل الماء والمجاري والكهرباء والمستشفيات وزيادة نسبة الامية  .  لا نعلم اين نواب المحافظة ولماذا لا يستضيفون المسؤولين  ويتحدثون معهم عن المشاريع  والاعمال المنجزة والمتوقفة وما هو السبب ، اذ ان عشرات المدن السكنية  في مركز المدينة تعاني الويلات من نقص الخدمات. لا وجود للعدالة بطرق الاستثمار وتوزيع الاراضي السكنية اذ يقوم متنفذين بالاستيلاء على تلك الاراضي “بثمن بخس” وتحويلها الى مشاريع تجارية او ترفيهية  ربحية يستفيد منها المستثمر او المستحوذ فقط ولم يتم بناء أي مجمع سكني واطئ الكلفة للفقراء والمعدمين ولا توزيع قطع اراضي  .؟! وينخر الفساد وعدم الشعور بالمسؤولية دوائر البلدية في المحافظة  خاصة ما يتعلق بتوزيع قطع الاراضي ويكون للأغنياء ودافعي الرشاوي الافضلية من خلال علمهم بالتوزيع والمناطق المفرزة ، وفق محاضر معدة مسبقا وجاهزة فيما يحرم بقية المواطنين من تخصيص قطع الاراضي خاصة المتعففين والذين يعيشون تحت خط الفقر، ولا تحسب النقاط او مدة الخدمة للموظفين والمتقاعدين المتقدمين على طلب الحصول على قطع الاراضي .  والعدالة غائبة بعلم وداريه المسؤولين  ويعاني اهالي بابل خاصة الشباب من بطالة كبيرة وانعدام فرص العمل وتفشي ظاهرة  فساد اخذ الرشاوي بالتعينات.  ويكون التعيين محسوم مسبقا الى اولاد المسؤولين والمتنفذين وحسب المحسوبية والمنسوبية والمحاباة الحزبية او سماسرة التعيينات. وكثير من العوائل  يبحثون عن اعانات مالية عبر التقديم على “شبكة الحماية الاجتماعية” منذ عدة سنين  عسى ولعل ان  يفلحوا ويتم شمولهم. وهناك دراسة اعدت من احد الباحثين كتب فيها (  الأسر المعوزة أعلى منه الأسر المتعلمة – ان من اهم الاسباب لتفشي ظاهرة الفقر هو عدم تكافؤ فرص التعليم الذي يتاح للأغنياء ويحرم منه الفقراء إذ تجبرهم الظروف المعيشية التي يوجهونها على ترك التعليم والانخراط في سوق العمل . * قد توصلت الدراسة إلى ان نسبة الفقر اخذت بالارتفاع اذ بلغت (53.5%) منذ عدة أعوام ،وبذلك يكون أكثر من نصف سكان المحافظة يعيشون تحت خط الفقر، وتوصلت ايضا ان هناك تبايناً كبيراً في نسبة الفقر بين اقضية المحافظة . * تعد البطالة من العوامل المؤثرة على زيادة الفقر في المحافظة إذ إن نسبتها اخذت بالارتفاع في عام 2025، مقارنة بما كانت عليه في الاعوام السابقة  ،وهذا يدل على ان نسبة الفقر ايضا ترتفع لأن عامل الدخل قليل او انخفض خاصة وان ارتفاع معدل البطالة يقابله ان متوسط حجم الأسرة كبير. * يلاحظ ان الاسر الفقيرة لا تستطيع توفير التعليم لأغلب أطفالها خاصة إذا كانت متوسط حجم الاسرة فوق *افراد كونها لا تستطيع توفير ما يحتاجه التعليم من ملابس وكتب مدرسية وملازم وقرطاسية ومصروف جيب وغيرها من المستلزمات الدراسية اي كلما ازداد عدد الافراد المستمرين بالدراسة داخل الاسرة كلما زادت الاعباء المالية على الاباء لذلك يعمدون الى تسريح ابنائهم الى سوق العمل والاكتفاء بالدراسة الابتدائية لهم)  و هناك عادات عشائرية تقتضي بحرمان الفتيات من التعليم الثانوي او الجامعي.  – تباين نسبة الفقر في محافظة بابل . مشاكل كبيرة تواجه تلك المحافظة العريقة أهمها الفقر المادي والثقافي  ،  الفعاليات الثقافية اغلبها  وهمية يقوم نائب سابق بالاستيلاء على تلك النشاطات من خلال أخذ الدعم المادي الكبير من الحكومة المركزية والمحلية وبقية المؤسسات والشركات ويتم اقامة الفعاليات المملة بحجة مهرجان دولي جلب فرق تعبانة وشعراء غير معروفين  وهذه متاجرة بمقدرات المدينة وتخلو تلك الفعاليات من الثقافة والفنون الحقيقية  . هذه السطور ينتظر ان تتابع من قبل المسؤولين في الحكومة المركزية والمحلية وتبيان سبب هذه المشاكل ومتى تضع الحلول الحقيقية لها وإنصاف المواطنين  في اعرق مدينة بالعالم.؟!!  

            [email protected]                     

أحدث المقالات

أحدث المقالات