يتم استخدام مصطلح الاحتياجات الخاصة Special needsفي التشخيص ألسريري والتطور الوظيفي لوصف الأفرادالذين يحتاجون إلى مساعدة بسبب إعاقة ، والتي قد تكونطبية أو عقلية أو نفسية ، وهذا مصطلح واسع ويشمل أيمن الصعوبات المختلفة مثل الإعاقة ( الجسدية أو العاطفيةأو السلوكية أو التعليمة أو ضعفها ) التي تتسبب في أنيطلب الفرد خدمات إضافية أو متخصصة مثل تعليم ذويالاحتياجات الخاصة و حتى ترفيههم ، وذوي الاحتياجات الخاصة جزءا لا يتجزأ من كل المجتمعات فهم من الذكور والإناث ومن الصغار والكبار ومن مختلف فئات المجتمع بكل الاعمار ، واحتياجاتهم البسيطة او المعقدة قد تنشا لأسبابوراثية منذ الولادة او من عوامل تتطور فيما بعد للإصابةببعض الأمراض او عند تعرضهم للحوادث والحوادث غالبا ما تكون من الأسباب المهمة للإعاقات ، وحسب إحصاءات منتشرة فان هناك أكثر من مليار شخص في العالم لديهمشكل او أكثر من الإعاقة ، وغالبا ما لا يحصل الأشخاصذوي الإعاقات على الرعاية الصحية اللازمة ، فربما نصفالأشخاص المعاقين لا يمكنهم توفير تكاليف الرعاية الصحيةمقارنةً بثلث الأشخاص من غير المعاقين ، ولا يختلف العراق عن غيره من البلدان في وجود ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يشكلون ما لايقل عن 10% من السكان نظرا لتعرض البلد إلى ظروف أنتجت ولا تزال تنتج الإعاقة سواء ما يتعلق بالجوانب البيئية و الاجتماعية او الحروب والحصار والحوادث والنزاعات وغيرها من الأسباب .
ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمكن أن تتم غالبا من قبل الفرد وعائلته او من إمكانياتهم الذاتية نظرا لطبيعة متطلبات وتعقد وتكاليف وندرة تلك المتطلبات ، وذلك يستدعي تدخل المجتمع وبالذات الدولة بكل أشكالها لإسنادهذا الموضوع ، وعلى المستوى العالمي يتم إنشاء هيئات ومؤسسات ومستشفيات تعنى بالموضوع ، وفي بلدنا حظي هذا الموضوع باهتمام الدولة في عددا من المجالات العلاجية والمادية والاجتماعية وحسب توفر الإمكانيات ، وقد تم تشكيل هيئة حقوق ذوي الإعاقة والاحتياجاتالخاصة وترتبط بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولها علاقات محلية وخارجية ومع مختلف الجهات للقيام بأعمالها كلما أمكن ذلك ، وفي هذا الخصوص تتم الاستفادة من خبرات وإلامكانيات الدولية ومنها منظمة اليونيسيففي مجالات عديدة ومنها تنفيذ مشروع الربط الشبكي بينمركز البيانات والدوائر والأقسام التابعة للهيئة لتقديم أفضلالخدمات للمستهدفين أينما يكونون ، كما إن هناك منظمات غير حكومية N G O تنشط في هذا المجال ، وعلى مستوى التعليم الجامعي التقني الحكومي في بغداد يبرز دور احد أقسامها العلمية في هذا المجال ، إذ يُعد قسم تقنيات العلاجالوظيفي من الأقسام العلمية المهمة في المعهد الطبيالتقني بغداد ( احد تشكيلات الجامعة التقنية الوسطى ) ،تأسس القسم عام 1993 تحت مسمى “فرع رعاية المعاقين“،وشهد عدة تغييرات في تسميته حتى اعتمد التسميةالحالية “تقنيات العلاج الوظيفي” بدءًا من العام الدراسي2024-2025 ، و بموجب موافقة وزارة التعليم العاليوالبحث العلمي ، وجاء تغيير الاسم تلبيةً حاجة سوقالعمل واستجابةً لمطالب وزارة الصحة التي أكدت علىضرورة وجود اختصاص العلاج الوظيفي ، يهدف القسمإلى تأهيل تقنيي العلاج الوظيفي للعمل في مجالاتالتأهيل الطبي والنفسي والمجتمعي من خلال إعداد ملاكاتمتخصصة تسهم في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة علىتحقيق الاستقلالية والاندماج في المجتمع .
و يحمل خريجو القسم لقب “تقني علاج وظيفي“، ويتولونمهاماً متعددة تشمل : تقييم قدرات ذوي الإعاقة باستخدامأدوات تخصصية لتحديد الخطط العلاجية المناسبة وفقاحتياجاتهم الفردية ، تنفيذ برامج العلاج الوظيفي لمساعدةالمصابين بإعاقات بدنية أو سمعية أو بصرية أو عقلية أوالمصابين بالتوحد على أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، تدريب المستفيدين على استخدام المعينات والأجهزةالتعويضية لتحسين جودة حياتهم ، تعليم مهارات الرعايةالذاتية مثل الاستحمام واللباس وتناول الطعام والنظافةالشخصية لتعزيز استقلاليتهم ، تصميم وتطوير الأدواتالمساندة التي تسهم في تسهيل أداء المهام اليومية وتدريبالمرضى على استخدامها ، المشاركة في برامج التأهيلالشامل التي تشمل التأهيل الوظيفي والنفسي والمجتمعيوالطبي والمهني ، العمل ضمن الفرق الطبية فيالمستشفيات ومراكز التأهيل الطبي ووحدات العلاجالوظيفي وأقسام رعاية أطفال التوحد وصعوبات التعلم،ومستشفيات الأمراض النفسية والإدمان، وضع وتنفيذالبرامج العلاجية بالتعاون مع المختصين والمنتفعين لضمانتحقيق أفضل النتائج ، ويتمتع خريجو قسم تقنيات العلاجالوظيفي بفرص عمل واسعة في القطاعات الحكومية وغي الحكومية الصحية والتأويلية ، حيث إنهم مؤهلون للعمل في : مستشفيات ومراكز التأهيل الطبي التابعة لوزارةالصحة العراقية في بغداد والمحافظات ، وحدات العلاجالوظيفي ( الحرفي ) وأقسام رعاية أطفال التوحد وصعوباتالتعلم ، مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية والإدمان ،و يشكل خريجو هذا التخصص إضافة نوعية للقطاع الصحي، كونهم يساهمون في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقةوتعزيز قدرتهم على العيش باستقلالية ، مما يجعل هذاالتخصص من المجالات الحيوية التي تلبي احتياجاتالمجتمع .
ملاحظة : تمت الاستعانة بالإعلامية أسراء الطائي لتوفير معلومات عن عمل القسم