15 نوفمبر، 2024 6:18 م
Search
Close this search box.

وهل من مخرج من نفق السنين العجاف…!؟

وهل من مخرج من نفق السنين العجاف…!؟

سالتني ابنتي الصغيرة ، و التي تبلغ من العمر عشر سنوات :
–  ” لماذا ، يا ابي ، تكثر من مشاهدة التلفزيون المصري وتتابع قنواته باهتمام ولم تتابع قنواتنا العراقية……!؟”
سؤال بريء لكنه يحمل في طياته حكمة وموعظة وردت على لسان هذه الطفلة البريئة…! والله تلعثمت وتاهت الكلمات مني ولم استطع الاجابة على سؤالها هذا… !؟!…الحت علي الاجابة فقلت لها :
–  ” لكي اتعلم السياسة وحب الوطن منهم ، يا ابنتي…!!”
 ثم قصصت عليها قصة نبي الله يوسف (ع)  مع المصريين ، واوصلتها عهد السيسي …! وحين انتهيت من كلامي ابتسمت ومنحتني الحق الكامل في عزوفي عن مشاهدة الجرائم الانسانية التي يقترفها السياسيون على شاشات الفضائيات العراقية من تصريحات ساذجة مسيئة  للعراق وشعبه ، مفعمة بالكذب والرياء والنفاق ، لا تمت بصلة للواقع من مزايدات وبيع وشراء الذمم والوطن بعد ان نكثوا وعودهم وعهودهم وتركوا الشعب بلا قوت حين عزفوا عن اقرار الموازنة وهذا عار  لا اعتقد ان الشعب العراقي سيحتمله او ينسى يوما ذلك لهم…..!؟ و اخيرا استطاعت ابنتي الصغيرة  ببساطة شديدة التفريق بين السياسيين في العراق وفي مصر…..!
صدق نبي الله يوسف (ع)حين فسر لفرعون  سر البقرات السبع والسنابل السبع وسانده الشعب المصري في ذلك الزمن حتى اخرجهم من القحط ومن السنين العجاف…و منذ ذلك الحين والشعب المصري يبحث عن الفارس الذي يمتطي الخطر ويحارب الازمات وتطورت تلك الظاهرة لديهم حتى صارت مبدأ وسنة وطريق وطني لهذا الشعب العظيم ….! وحين حل الاسلام وملا الدنيا بنوره آمن هذا الشعب بالرسالة المحمدية ولم يتراجع او يخون وكان ولا يزال نموذجا  رائعا في تطبيق الاسلام الحقيقي واثبت ذلك حين انحرف الاسلام عن مساره من قبل شرذمة  تحمل افكارا دموية هدامة وتكفر الناس وتقتلهم باسم الاسلام دونما سبب ، حاربها هذا الشعب العظيم بجدية وتماسك واخرجها من مصر في ايام قلائل بعد اعتصام رائع في الساحات والشوارع ولم يأبه لاحد حتى ولد من رحم هذا الِشعب فارسهم المنتظر لكي يحمل المسؤولية ، احتفلوا بقدومه الموعود وكاتفوه وشدوا من ازره في الحال حتي اصبح مستعدا على اخراجهم من جديد  من السنين العجاف التي حلت عليهم مرة اخرى ، وكالعادة سلمه الِشعب المصري المسؤولية وزمام الامور بكل ثقة وفخر…!
فما بالنا نحن العراقيون ، يأكل بعضنا البعض وحين يخرج فارس من رحم امتنا العريقة يبدا اخوة يوسف وحملة لواء السياسة وافتعال المشاكل والازمات فينا بمحاربته بقسوة وعنف ورميه بالحجارة والاتهامات ونثر المسامير والشوك في طريقه ونعته ابشع النعوت حتى وصل الامر الى شتمه ووصفه بالدكتاتور وهم الذين انتخبوه بشكل ديمقراطي ثم وضعوه في هذا المنصب ، وبلغ الامر بهم التحالف مع الشيطان وادخاله الوطن ليحصد رؤوس ابنائنا ، لا لشيء سوى عرقلة هذا الرجل فقط…ان قلنا ان الديمقراطية لا تلتقي مع التخلف ابدا ، يغضب اخوة يوسف من السياسيين من هذا القول  وتبدأ الكواتم والعبوات الناسفة بحصد رؤوس الابرياء من فقراء شعبنا ……!
يكمن وراء ذلك حجج واهية ، منها طائفية مقيتة والاخرى طمع بالسلطة والمناصب والجاه  والنهب والسلب حتى  وضعوا العراق  من جديد على سكك المتاهات ، ليس في سبع سنوات عجاف فقط بل في سبع قرون عجاف و ان استمروا على هذا الحال من الجهل السياسي والتشرذم ، سيظل الشعب العراقي يئن و يعاني من الجوع والمرض والظلم ويدفع الخسارة  تلو الاخرى من  قبل حفنة امية في عالم السياسة  من الجهلة الذين استخفوا واحتقروا ارادة الشعب حين خرج وانتخبهم في احلك الظروف بعد ان عاهدوه على التعقل و ترك الصراعات و المهاترات و اسلوب المحاصصة المقيتة والمضي قدما على اختيار حكومة اغلبية جديدة تخدمه ، لكن ما حصل فعلا بعد الانتخابات واعلان النتائج بيومين فقط ، نكثوا عهودهم كالعادة وعادو ا من جديد الى المساومات  واسلوب السب والشتم وبيع ضمائرهم ووطنهم حتى دخل العراق في غيبوبة الزمن العجاف مرة اخرى والى الابد……والى متى …!؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات