بداية الانحراف والضلال وتأسيس نهج الظلم والفساد كانت حينما انحرف عن أمر ربه متكبِّرًا، رافضًا للحق، فقال بكل سخف: “خلقته من طين وخلقتني من نار، فكيف أسجد له؟”
(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) (الأعراف: 12).
عصى أمر ربه تكبرًا وحسدًا، وطلب من ربه أن يجعل له ونسله سبيلًا على الخلق ما دامت الدنيا، فقال له سبحانه: “اذهب، ومن تبعك فعليهم لعنة الله، وإنكم من المعذبين.”
من هنا بدأت خطوات مكائد إبليس ومن تبعه، حيث وصل الأمر إلى نبي الرحمة، محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لما أوقفهم في غدير خم ليبلغ رسالة ربه، وأشهدهم على أنفسهم، إذ ينقلبون على أعقابهم وينكرون ما شهدوه وأيقنت به أنفسهم.
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) (الأحزاب: 36).
على الرغم من وضوح الخطاب، أصرّوا على أن النبوة والإمامة لا تجتمعان، فكرروا قصة أبيهم إبليس، ليجددوا نكرانه وتكبره، بغضًا وحسدًا.
انحرف المسار، وتسلط الضلال عليهم حتى استباحوا الدماء المحرمة، وأعلنوا الحداد على الصلاة، فبتروها، وألغوا “الآل” كي لا تشير إلى الحقيقة. قتلوا القرآن في محرابه، فكانت آية المباهلة تنزف.
كفّنوا حامي الرسالة بالكساء، وهُدم الرحم حزنًا على وليد السماء. قتلوا الهداية ورفعوا راية الأحزاب، ولم تغل شياطينهم في شهر الصيام.
قتلوا الأبوة في سجودها من لدموع الأيتام، تهدمت أركان الهدى وحلّ الظلام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات