23 ديسمبر، 2024 7:59 م

الأردن حاضنة العرب

الأردن حاضنة العرب

الإستقرار في العراق وسوريا لا يتم إلا بمبادرة أردنية ، وفكر الملك عبدالله الثاني الذي يولي جهداً من أجل استقرار البلدين اللذين عانيى من عدم الإستقرار والإقتتال الطائفي الذي راح ضحيته الكثير من الأبرياء، رغم محاولات الدول الكبرى والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعه العربية، بل زاد ذلك من حدة الخلافات بين هذه الأطراف التي تتناحر على أرض هذين البلدين. كذلك هناك أطراف إقليميه لا تريد استقرار المنطقة، وإنما هي تزيد من حدة الخلافات وتشعبها، ولكن نجد أنَّ المملكة الأردنية الهاشمية التي تتمتع بعلاقات متوازنة مبنية على أسس احترام حقوق الشعبين. وهنا يأتي دور الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، حيث يمتلك كل مقومات ومفاتيح الإصلاح وإيقاف حمام الدم والفوضى في هذين البلدين؛ ولأن الأردن هو قلب العراق وسوريا، فإن الجلوس على طاولة الأردن يعني الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف؛ لأن الوضع في العراق وتصاعد حدة العنف في المحافظات الغربية، كذلك هناك خلافات بين جميع الأطراف السنية والشيعية، ولم تعزز الإنتخابات البرلمانية أي حالة من التغيير نحو مستقبل مشرق للعراق، وكذلك تدهور الحالة الإقتصادية والإنسانية المتفاقمة جراء ما يجري في محافظة الأنبار وعدم قدرة القوى العسكرية على حسم الموقف .
أما الوضع في سوريا فهو يتوسع يوماً بعد يوم، وعدم وصول الدول الكبرى إلى حلول تقرب الخلاف بين جبهة المعارضة والحكومة السورية، بل العكس زاد من وتيرة العنف والخراب للبنية التحتية السورية.
لذا نجد أنَّ الأردن في حالة إتفاق على أن يكون هو البلد الراعي للإستقرار في العراق وسوريا؛ لكونه الأقرب والذي لديه العلاقات مع جميع الأطراف المعارضة والحكومية، وهو يوازن علاقته، وكذلك أنَّ الذي تضرر من الوضع في البلدين هو الأردن وآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين متواجدين على هذه الأرض. يضاف إلى ذلك أنَّ القيادة الأردنية بعيدة كل البعد عن التأثيرات التي تضع الأردن مع هذا الطرف ضد الطرف الآخر، وهو أقرب لمشاكل الدولتين، وإنَّ تأثيره على جميع الأطراف واسع، لذا يرى المتابع للأحداث أنَّ هذا البلد الصغير في رقعته الجغرافية، هو كبير في تفكيره وسياسته، وأنَّ تواجده في قلب هاتين الدولتين يعطيه الدور الكبير في الوصول إلى حل لهذه الأزمات التي راح ضحيته الكثير من أبنائها والخراب الذي دمرها. وأنَّ استقرار البلدين هو استقرار للمنطقة أجمع، حيث أنَّ للحرب في سوريا والإرهاب في العراق أثر كبير على السلم والإستقرار العربي.