وصف الأيديولوجيات والأنماط:

الأيدلوجيا: لا تعريف لها مستقر، لكني اعرفها أنها مجموعة من التفاعلات في الفكر لحالة مثالية لما يطرح كنمط حياة لكنها لا تشكل نمطا لانها بأفهام متعددة اغلبها ذهني لا واقع له وتدخل بدافع غريزة وتأثير  واقع بشكل سلبي كنتيجة لفاعلية غرائز آخرين كالتدين وحب السيادة أو التملك، فهي تصور فكرة أو فكر لكن بلا قراءة للواقع بشكل صحيح واستنباط ما يلائمه، والأيديولوجياعندما تكون منبثقة عن فكر مستورد أو فكر ليس فيه فهم لآلياته أو إنتاجه لآليات تدير الواقع فهو كقالب يشوه المجتمع ولا يحسنه لإدخاله في القالب ومثال ذلك تحويل الليبرالية أو الديمقراطية إلى أيديولوجيا وهي آليات تحتاج تحسين، ولم تتحسن أو تتطور فأصابها الفساد لتشرع لوجود الفساد وهيمنته، أو الصالح وتجربته، ومن الخطأ معاملتها كفكر لانها بلا جذر، كذلك التعامل مع فكر حضاري كالإسلام بفهم عبر العصور وليس مستقى في معالجته للواقع من استقراء الواقع، فهذا سيخلق حالة غريزية من التدين شوهاء أما تعصب خارج الحياة أو نفاق من اجل الحاجات والغرائز وهذه حالة معاكسة هي الاستقرار عند الجذور بلا إنبات جديد.

النظام لا يتجزأ

أما النظام الذي نحن نتحدث عن واقعه وهو الرأسمالي، فهو نظام اقتصادي أحاط نفسه بآليات حماية ليستقر المجتمع وتحدد تلك الآليات مساره في التعبير عن الضيق أو معاناة فشل النظام أو سلوكيات ما لكن لا تثير فوضى قاتلة للمدنية فهو نمط حياة في ظل قيمة النفعية وما تتطلب من سلوك في المعاملات البينية ومعاملات السوقوهذه تشكل نمط حياة ضعيف أمام الصراعات الداخلية إنأثيرت؛ غير أن نظامه الاقتصادي يتطور لحد كبير إنماسيحتاج دوما إلى الموارد الخارجية وهذا مهم جدا فهمه، وهنا تنشأ أيدولوجيات في التعامل مع الخارج وغالبا ما يكون التعامل لا إنسانية فيه وهو منسجم تماما معأساس الدولة الحديثة التاريخي التي قامت مع الثورة الصناعية والانتشار كقوى إرغام واستخدام واحتلال من اجل المواد الخام….. هذا النظام كلي مترابط الحلقات لا يطبق كوصفة اقتصادية لبلد من أناس يكرهون النظام الاشتراكي أو حلا لمشكلة وضعها طفيلي فهذا سيزيد الطين بلله ويسحق المواطن، لان هنالك نظم داخلية نشأت في التطبيق تعالج إخفاق النظرية، فعندما تقوم بالعلاج وعندك ضمان صحي أي متعامل مع آليات النظام فكلفة العملية التي تحتاج إلى 3000 دولار ربما تدفع منها 300 فقط لان هنالك عملية حسابية تمر بين عدة جهات ومؤسسات نشأت بالتجربة والممارسة، أما من يريد الحل كوصفة متجزئة فان المواطن الذي يعالج في النظام الاشتراكي بدولارين أو خمسة سيسدد 3000 دولار قد لا يملكها لان الرواتب والعائدات والقدرة الشرائية والسوق مختلف كذلك السياسية كالإتيان بنظام الانتخابات ولكن بنفسية التغلب والسلطة وليس برامج العمل في الوعود الانتخابية، فتجد أن النائب البرلماني أو رئيس الدولة يتكرر انتخابه عدة دورات وهو يطرح لائحة تتراكم فيها الإخفاقات.

ترامب جيل التقادم: الرأسماليون الأوائل تبنوا النظام وطوروه لخلق جو استثماري متمدن يتعاظم فيه الطلب والحاجة والعمل، تقارب المسافة بالاتصالات، وتحول العالم إلى بقع اصطدام حضاري نتيجة الهجرة والفرار من الظلم إلى حيث تتوقع الحرية والعدل وتشوه الأفكار الراحلة والمستقبلة عن اصلها خلق جيلا مؤدلجا لا يحملفكرا صافيا، فبالتالي أتت الايدلوجيا بلا فلسفتها، على نظم لم تصمم لاختلاف فكري وإنما اختلاف راي في التنفيد وهو امر مختلف، وهنا أخذت الليبرالية نفسها تضيق باستيعاب الجميع، فانتقلت من حالة كلاسيكية ليبرالية 1825 إلى حالة اجتماعية 1929 في الكساد أوجد ديكينز بعد الحرب الثانية إلى الليبرالية الاجتماعية، لغاية السبعينات وبتوحش الشركات ليتحول إلى الحديثةمنذ الثمانينات في القرن الماضي من كارتر أنها متوحشة تقلل من نفوذ المخالف ومؤسسات المجتمع المدني، واليوم ترامب يمثل وجها مرتدا متطرفا إلى الكلاسيكية المتجددة حسب تفكيره، وينافس الوجه الآخر الذي يمثله بايدن الذي يتدخل في الحياة الخاصة نسبيا وهو اظهر سلبية في تفكك المجتمع، لكن الأمر ليس بوجهين أيديولوجيينفقط لتنظيم نمط حياة.

النظام الجديد ضخم مشكلة الاقتصاد، ومع التطور التقني، قلل فرص العمل مع زيادة في السكان، فترى أن الفشل ينسب للمهاجرين بينما الأمر ببساطة هو شيء في طبيعة النظام مازال يسير رغم انه فشل بداية القرن الحالي لكن لا بديل بفقدان البديل الإسلامي الذي ليس جاهزا، لكن الشركات الآن أخذت مع ترامب في دورته الثانية تبدي تمكنا إضافة إلى توجهه الطائفي مماهياالتوجه هذا عند الروس القيصري لكن أمريكا بلا تاريخ فعاد إلى الليبرالية الكلاسيكية وبرأسمالية اشد توحشا.

اوربا الضعيفة:

اوربا ليست ضعيفة لافتقارها القوة وإنما ركنت إلىأمريكا فضعفت إرادتها بقيادة مبادرة أو حرب، وهي تعاني من سلبيات الليبرالية الحديثة، والمفاوض الأوربي وارث للإمبريالية فهو يأخذ من أمريكا أكثر مما يعطي، وأمريكا تعاني بشكل مباشر من فشل لا النظام الرأسمالي وطموح الشركات الذي بات كالثعبان الذي التقم ذيله، فترامب أتى للحكم بأناس مؤدلجين أكثر من كونهم خبراء وهنا نقطة مهمة، ففرضه للضرائب ورفع سقف مطالبه بلا دليل والتعامل بعدوانية وفرض الإرادة وليس التفاوض سيحفز الأخرين إلى قرارات عدمية واللاعودة وهذا سيزيد التضخم ورفع الأسعار في البلد وتلكؤ الصناعات التكاملية وربما ارتفاع للبطالة وقد يصل إلى الإفلاس، وهو ما ستوصله له اوربا كرد بتعطيل اتفاقاته الخارجية أو وضع العقبات أمامها، والشركات لن تصد السقوط إن حصل لانها أصلا تحتاج إلى رقابة لن تكون مع ترامب حليفها لذا فهذه فقاعات صوت غالبا.

مع هذا الناظر لسياسات ترامب في تعامله مع الرسميات بارتداء الزي فقط، إلا انه لا يعطي قيمة لمن يراه بلا قيمة وهذه نقطة حساسة يعقبها ظلم وربما ارتداد على مصالح الولايات المتحدة، وأحيانا تنفع عندما يعلم أن من يجلس معه مجرد إنسان تافه بلا قيم فيمرر مصلحته بإظهاره أمام نفسه ثم فرض ما يريد عليه، ويحترم عدوه القوي لدرجة الصداقة، ولا يتعامل من خلال منظور غير الربح وما يحصل عليه وكل من يقف أمام هذا يهمل النظر برد فعله بلا تحليل أو توضيح فيستجيب المهتز الضعيف ويتعامل مع القوي وفق صيغ متعددة لذا فحلفاؤه ينبغي لهم دوما عند دخول ساحته يتأكدون أن هنالك مخارج هروب متعددة، فهو نفسه يفكر ببعدين بُعد الحرب العالمية من ضمنها لهذا يفكر في بنما وجرينلاند ذاتالحكم تتبع لمملكة الدنمارك، ثم يفكر بغزة كاستثمار على دماء الناس وهذا ليس تناقضا فلم يقل أحد أن الرأسماليةوالدولة الحديثة إنسانية أو ذات قيم أخلاقية، إن كنت كريما فهم سيعتبرونه استجابة للضغط لدرجة أن ترامب قال (سأذهب إذا دفعتم تريليون دولار لشركات أميركية موزعة على مدى أربع سنوات” بينما كان طموحه نصف هذا المبلغ لكن كرم الملوك وسعه تعبيرا عن الكرم وحسن النية فتمدد ونسبه لنفسه باعتباره إذعان تكبرا ولم يشكر الكرم وهذا طبيعي لاختلاف الثقافات التي لا يأخذها قادة الأمة بالاعتبار.