في صورة ليست بالجديدة على كل متابع لآلة (التزويق) الأمريكية , والتي تسعى ومنذ إبتداعـِها لتقديم هذه الدولة اللقيطة على إنها مثالٌ في الإنسانية ومراعاة حقوق الإنسان بل وحتى الحيوان , ففي مدينة بليموث التابعة لولاية “ماساتشوستس” الأميركية ، اصطف نحو 20 ضابط شرطة وأدوا التحية العسكرية لكلب من كلاب الأثر خلال مراسم وداعية رسمية أقيمت قُبيل إعدامه , كلب الأثر “كايزر” كان واحدا من أنشط أفراد شرطة المدينة، لكنه أصيب قبل بضعة أشهر بمرض الفشل الكلوي الذي نهش جسمه وحاول الاطباء معالجته لكنهم فشلوا تماما فقرروا إعدامه من باب (الرحمة) لإراحته من العذاب والمعاناة .
ومع الإستشراء المُريب للخبر في أرجاء شبكات التواصل الإجتماعي العربية , راح ثلة من الشباب العرب يتغنون بالإنسانية الأمريكية في التعامل مع الحالة المذكورة , متناسين التاريخ الأسود لهذه الدولة بل ولهذه الولاية بالتحديد , والتي قامت ومنذ نشأتها على القتل والبطش وسلب الحقوق والمقدرات , حيث إن ولاية ” ماساتشوستس” كانت قد شرعت قانوناً يبيح قتل “الهنود الحُمر” منذ خمسة قرون , وقدمت “أربعون جُنيهاً” لكل هندي ذكر يتم قتله و”عشرون جُنيهاً” لكل هندية أنثى يتم قتلها !! , فـ(إنسانية وطيبة) الهنود الحُمر الذين كانوا يعيشون في أرجاء تلك الولاية و التي ذكرها “كريستوفر كولومبوس” في رسالته لملك اسبانيا , لم تشفع لهم قبال الوحشية والدموية (الأمريكية) المطلقة .
تأتي لنا اليوم “ماساتشوستس” بكلبها “كايزر” في محاولة لـ(مكيجة) وجهها القبيح , و لتكشف للجميع (سطحية التفكير) و (محدودية المعلومة) و (التسرع في إبداء الموقف) عند ثلة من الشباب العربي فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه حقوق الإنسان والتي باتت أداة يـُرجع لها في شرعنة إحتلال البلدان وإستعباد الشعوب ومصادرة الثروات والعقول وزرع القواعد التجسسية والأمنية , كما جرى في كثير من دول العالم لا سيما العراق وأفغانستان .
وختاماً , لا أجد رسالة أتوجه بها إلى شباب الأمة إلا تلك الكلمات النيرة للسيّد المُجدد روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله عليه) حين قال ” لا تظنوا ان الغربيين قد تقدموا، انهم تقدموا مادياً لكنهم متخلفون معنوياً. ان الاسلام وسائر اديان التوحيد تريد ان تصنع الانسان، والغرب بعيداً تماماً عن هذا المعنى. فمع ان الغرب اكتشف عناصر وطاقات الطبيعة الا انه استخدمها ضد الانسان ولإبادة المدن. وكما ترون فانه كلما تقدم بلد من هذه البلدان المسماة بالمتطورة كلما ازداد قهره وضغطه على البشر. لقد كنا نحن ضحية لأحد هذه البلدان التي تسمى بالمتقدمة وهو أمريكا ، وكذلك غيرنا الكثير من بلدان العالم الآن. ان الاشياء التي طوّرها هؤلاء يستخدمونها ضد الاهداف الانسانية، وها هم يشيعون القضاء على الانسان في العالم عن طريق تأجيج نار الحرب والصراعات، فجعلوا من التقدم وسيلة لتصاعد الحروب وازدياد القضاء على البشرية … ان شعبنا بل وشعوب العالم الاسلامي والمستضعفة يفتخرون بأنهم اعداء لأولئك الذين يكنون العداء لله المتعال وللقرآن الكريم والإسلام العزيز، اولئك المتوحشون الذين لا يتورعون عن ارتكاب اية جريمة وخيانة بغية الوصول الى اطماعهم المشؤومة والمجرمة، والذين لا يعرفون صديقاً ولا عدواً في سبيل تسلّطهم وتحقيق اهدافهم الدنيئة، وعلى رأسهم امريكا، هذه الدولة الإرهابية التي اشعلت فتيل الحرب في شتى اصقاع العالم، وحليفتها الصهيونية العالمية التي ترتكب من الجرائم ما يندى له جبين الدهر، وما لا تجرؤ الاقلام على رسمها والألسن ان تتفوه بها، من اجل التوصل الى مطامعها ” .