العراقُ من الهلال الشيعيّ الى الإقليمِ الشيعيّ…!!

العراقُ من الهلال الشيعيّ الى الإقليمِ الشيعيّ…!!

ظهرمصطلح الهلال الشيعي،ضمن المشروع الإيراني الديني الكوني،بعد غزو وإحتلال العراق،وبدا واضحاً وماثلاً في كبد سماء المنطقة،تتداوله الفضائيات والسياسيون الايرانيون، وحتى أن الرئيس المصري محمد حسني مبارك تطرق وحذّرمن خطر(الهلال الشيعي)،واصفاً(ولاء شيعة العراق الى إيران)، وضجّت الصحافة الولائية والعربية، بهذا التوصيف الخطير، حتى أن حكومة بغداد وطهران أدانتا هكذا تصريح ،وإعتبروه معادٍ( للشيعة)، وقبله حذر الملك عبد الله عام 2004 من ( الهلال الشيعي الايراني)،وكان هذا قبل أن ينقلب الحوثيون على الرئيس الشهيد علي عبد الله صالح ويقتلونه،وأعلن أنصار الله الحوثي في اليمن، ولاؤهم العلني لإيران، وصار التدخل الإيراني في تشكيل حكومات مابعد الإحتلال ،أمراً حتمياً ،لشدة وقوة النفوذ الايراني في العراق، وتواجد قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق ، وتشكيل الحشد الشعبي، بذهابه مع أبو مهندي المهندس، الى المرجع السيد السيستاني ،وأخذ (موافقته على فتوى (الجهاد الكفائي) منه ،بحجة مقاتلة ومواجهة تنظيم داااعش الإرهابي،وهو في باطنه حسب تصريح نوري المالكي(تشكيل حرس ثوري عراقي على غرار حرس ايران)،وهكذا إنطلق مايسمى الهلال الشيعي،ليصل ضياؤه الخجول الى صنعاء، مروراً بالعراق ودمشق وبيروت وفلسطين غزة،حسب تصريحات زعماء إيران أنفسهم، حينما قالوا، أن طهران( تسيطر على أربع عواصم عربية زائداً غزة )،وأصبحت إيران القوة الأوحد في المنطقة، بفضل قوة وفعل أذرعها وفصائلها الولائية المسلحة،فهناك أكثر من ستين فصيلاً عراقياً ولائياً(حسب تصريح حيدر العبادي)،ومعهم مقاتلي حزب الله في لبنان،وأنصار الله الحوثيين في اليمن، وفصائل زينبيون وفاطميون وحرس ثوري وفيلق القدس وغيرهم في سوريا،وكانت طهران وعلى لسان زعيم حزب الله ،الراحل حسن نصرالله قد إعترف بنفسه وامام الفضائيات ،ويقول علناً بأن (إيران هي من تموّلنا وتسلّحنا وتدرّبنا وتطعمنا)،وهكذا بقية الفصائل والأذرع، حيث وصل التسّليح الى صواريخ باليستية ،وطائرات مسيرة ،وأحدث الاسلحة والعتاد، والدعم الإستخباري والمعلوماتي وغيرها،إضافة الى دعم وتسليّح وتموّيل فصائل فلسطينية ،(حماس والقسام والعمل الجهادي الاسلامي )،بكل أنواع السلاح ،وأصبحت قوة هائلة في المنطقة ،شاركت في عمليات ضد داعش في سوريا والعراق ولبنان،حتى جاء هجوم يوم 7 إكتوبر ،على إسرائيل من قبل حماس والقسام ،ليقلب أوضاع لمنطقة كلّها رأساً على عقب ،ويدخلها في مواجهة مباشرة مع إسرائيل،وكان حزب الله والفصائل العراقية والحوثية،على خط هذه المواجهة، بقيامهم بقصف المدن الاسرائيلية ،وتدمير بناها التحتية ومعسكراتها ومنشآتها الاقتصادية والكهربائية ومطاراتها،وتطوّرت الحرب بعد تدمير إسرائيل لجميع مدن غزة ،وتسويتها مع الأرض وتهجير أهلها، وقتل أكثر من ثلاثين ألف شهيد ،وتهجير مئات الالاف ،لتصل وتنتقل الحرب الى ضاحية لبنان ومدنها وحصل نفس ماحصل لغزة ومدنها ، وتكرر لضاحية لبنان وبلداتها واهلها، وتم إغتيال قادة حماس، وقادة حزب الله كلهم ،وبهذا تم إنهاء وزوال خطر فصائل فلسطينية وخطر حزب الله لاسرائيل حسب زعمها،بدعم لامحدود ومباشر من امريكا واروبا وحلفائها،وتحجيم أنصار الله الحوثي في اليمن ،وسكوت الفصائل العراقية الولائية ،وتوقفها عن القصف لأسرائيل، وهكذا تحوّل السيناريو الامريكي – الإسرائيلي – التركي، ليزيح أكبر عقبة أمام مشروع أمريكا،(اقامة الشرق الاوسط الكبير)،فتحركت هيئة تحرير الشام ،وخمسة فصائل أخرى متحالفة معها ،ومنها الجيش السوري الحر،بدعم أمريكي وتركي وحتى اسرائيلي،لامحدود في الطائرات والاسلحة والعتاد والمركبات ،والدروع ووكل انواع التسليح اللوجستي والاستخباري ،لإسقاط نظام بشار الاسد ،وإخراج مقاتلي حزب الله ،وفيلق القدس، والفصائل الولائية المسلحة من سوريا، لإنهاء النفوذ الايراني في سوريا الى الابد، والتخلص من الاسد ونظامه بعد إن إنتفت الحاجة له ،،وهكذا سقطت حلب وحمص واللاذقية ودمشق، وهرب بشار الاسد، وإنتهى أيضا النفوذ الايراني في سوريا،وخرجت الفصائل العراقية وحزب الله وزينبيون وفاطميون وفيلق القدس من الاراضي السورية الى العراق،وانتهى عصر النفوذ والهيمنة الإيرانية على سوريا أيضا، فماذا بقي لإيران في المنطقة، لم يبق لها سوى العراق، قلعة إيران الأخيرة ،في مواجهة أمريكا وإسرائيل ، بعد غروب الهلال الشيعي الإيراني في سوريا ولبنان،حيث تتحصّن فيه الفصائل الولائية والأذرع الأيرانية كلها، ومنها فصيل زينبيون وفاطميون وفلول نظام جيش الاسد المهزوم من المعركة،اليوم تقوم ادارة الرئيس ترمب، بوضع سيناريو تغيير لها في العراق ،مغاير لسيناريو التغيير في سوريا،ألا وهو– الحرب الناعمة-ونقصد بها فرض حصار –نفطي- ودولاري،وضغط أقصى ،على حكومة السوداني بقرارات تعجيزية ،لايمكن لحكومة السوداني والإطار التنسيقي تنفيذها ،بل مستحيلة التطبيق،ومنها حلّ أو دمج الحشد الشعبي، ونزع سلاح الفصائل الولائية،وقطع أي علاقة مع إيران،وغيرها من الشروط والقرارات الأمريكية التعجيزية،وهنا حكومة السوداني والإطار التنسيقي ، في وضع لايحسد عليه، فهما بين مطرقة ترمب ،وسندان المرشد الإيراني خامنئي،الذي أبلغ السوداني برفضه حلّ الحشد ونزع سلاح الفصائل، مهما تكن النتائج ،وحتى لو حصلت المواجهة مع اسرائيل وأمريكا،فقسم من زعماء الإطار هم مع الانحناء لعاصفة ترمب ،والقبول بشروطه، والآخر يصرّح علّنا( على جثثنا ما يحلّ الحشد والفصائل)، في حين وللهروب من شروط ترمب الى الامام، طالب زعيم دولة القانون نوري المالكي ب( بإقليم شيعي)، يشمل جميع محافظات الجنوب والوسط،لضمان الإستحواذ على النفط ،المصدر الرئيسي للعراق،وأيّده الكثير من زعماء الإطار ورجال الدين المعممين،بمعنى أن حكومة الإطار،وضعت نفسها في زاوية حرجة مهزومة، لقبولها بإقليم شيعي صغير لاقيمة له، وتخلّت عن العراق،ورضيت بالإقليم الشيعي الطائفي الصغير،على حساب العراق العظيم ،وتخنّدقت طائفياً مع إيران ومشروعها العقائدي،لتكون حكومة إقليم تابعة،بعد ان شعرت (بخطرترمب الحقيقي)، الذي يهدد بنهاية المشروع الإيراني الديني التوسعي، وأفول هلالها الشيعي، في آخر معاقلها بالعراق،طلب المالكي وإطاره التنسيقي،بالإقليم الشيعي ،لم يكن من بنات أفكاره الإطار وزعمائه، بل كان مقترحاً إيرانياً ،لايقاف التمدّد الامريكي – الاسرائيلي في التغيير الحتمي للمنطقة، وضمان توقفه عند حدود الاقليم الشيعي، وعدم إنتقاله الى الاراضي الإيرانية ،وتهديد مفاعلاتها النووية ، التي يصرّ ترمب وإدارته على القضاء عليه، وتدميره بالقصف مع إسرائيل، أو بالقبول بشروط ترمب المهينة لإيران ،وهي ماتحاول إدارة الرئيس الروسي بوتين، الوساطة بين امريكا وإيران ،للوصول الى تفاهمات حول البرنامج النووي الايراني ،والعودة الى إتفاقية نووية جديدة ،تضمن إيقاف برنامج إيران النووي، وعدم تهديده للعالم والمنطقة ،والمصالح الإستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط،إذن تلويح الإطار وزعمائه ،بالاقليم الشيعي، ماهو الا هروب الى الأمام، أو بالون إختبار لترمب ،وتفكيك أزمتهم مع ترمب ،وإسترضاء لطلب المرشد ،حقيقة العراق وهو ينتقل من الحكومة المركزية الى الاقليم الطائفي ، محاولة لتقسيم وتفتيت العراق ،تنفيذا لمخطط عالمي ،وان أفول الهلال الإيراني الشيعي ،هو أحد أسباب ظهور الإقليم الشيعي العراقي ،وهو مطلب ومشروع تقسيمي تفتيتي ،يرفضه شيعة جنوب ووسط  وفرات العراق، قبل شماله وغربه ، العراق بلا هلال شيعي ولا إقليم شيعي، العراق كله للعراقيين من شماله الى جنوب وليشرب الآخرون من ماء البحر……!!!!!