عندما نتحدث عن مجال القانون فإننا نرى بأنه يدافع عن المظلومين وأن كل ذي حق سيجد حقه كامل، و عندما نتحدث عن الحقوق فإننا نرى بأن القانون يهتم بحقوق الأطراف ولكن عندما نتعمق في عالم القانون نجد بأنه يحوي الأرقام و هي من تحدد اتجاهك؟ و هي من تحدد هويتك؟ و هي من تحدد قيمتك في عالم المحاماة؟ فهو أرقام لعدد القضايا التي كسبت؟ و لعدد العملاء الذين تملكهم؟ و لعدد من يتابعك عبر حساباتك في وسائل التواصل الاجتماعي وهل هناك منفعة مادية من خلالهم ؟ وما هو طريق توجهك في هذا المجال؟ و ما هو حلمك؟ وماذا تريد أن تصل له؟ وماهو تخصصك في هذا المجال؟ و لكن في واقع هذا العالم يجب أن تكون قوي لا يكسرك شي مهما حدث،و القانون يمكن أن نراه سراب ويمكن أن نراه واقع ولكن هو شي يتطلب منك القوة الكبيرة في هذا المجال يتطلب منك عدم الإنكسار ، و يتطلب منك عدم الخوف من السقوط و يتطلب منك عدم الاحتياج لأحد وإذا كنت منكسر فيه و مخذول فيه فلن تشعر بأنه قانون بل ستشعر بأنه سراب لا أكثر
و عندما تدخل في هذا المجال فإنك يجب أن تعرف بنفسك أن تتحدث عن ما وصلت له و عن الإنجازات التي وصلت لها وماهي مكانتك في هذا المجال؟نعم هذا واقع مؤلم وهو رسالة سامية وهو صورة وقلم لمن لا حق لهم ولكن في واقع الأمر هو بعيد كليا عن ذلك، إذا كنت تعمل فيه ستشعرك بذلك، لأن قيمتك ليس بخبرتك بل بعدد العملاء وكم سكتسب من الأموال؟ وكيف علاقاتك في المجتمع فإن كان لديك علاقات كبيرة جدا وتستطيع أن تستفيد منها فأنت بذلك تثبت نفسك ووجودك له قيمة كبيرة جدا، في هذا المجال نستطيع أن نصف القانون بأنه هوية وحب لا ينتهي وهو وسام لا يمكن لك نزعه من قلبك وعقلك ولكن في واقع الأمر هو أصعب من ذلك بكثير، وعندما نكتب فإننا نسلط الضوء على الضعفاء ولكن ننسى من كتبهم التاريخ ننسى بأن نكتب عن شخصيات من عالم المحاماة و نكتب عن قصصهم وكيف اثبتوا وجودهم في مهنة المحاماة وهناك من صنعوا اسمهم عبر التاريخ و خلدت أعمالهم فيه ومع ذلك لا نكتب عنهم ولا نكترث بوجودهم لذلك سنكتب عنهم لكي يكونوا مثال يحتذى به.وسنكمل ما بدأنا فيه في الجزء الثاني.