اكبر خطأ في تاريخ التيار الصدري عندما دخل لانتخابات البرلمان العراقي لعام 2014 بثلاثة قوائم ولا اعلم من هو صاحب الفكرة وعلى اي شيء استند واقترح هذا المقترح ؟
هل استند الى نتائج مجالس المحافظات لعام 2013 ام ان الصدريين يصنفون الى ثلاث اصناف موالي .. بامتياز .. و موالي .. و شبه موالي ؟
بصراحة لو رجعت الى الوراء قليلا لوجدت ان الظروف قد خدمت قوائم التيار الصدري الاربعة التي شاركت بانتخابات مجالس المحافظات فكإن القدر قد وزع المصوتين بالتساوي تقريبا على تلك القوائم وربما بعض القراءات الواقعية التي استند اليها القائمون على العمل السياسي في التيار الصدري من خلال الانتخابات التمهيدية بتقسيمهم للمرشحين التابعين لهم على حسب الكثافة الصدرية بانتقاء مناطقي مدروس وهي لعبة جيدة اذا ما تم تقييمها على طاولة السباق الانتخابي العراقي .
لكن خطاهم الفادح هذه المرة لم يكن القدر معهم اولا ولم يكن مهندسي الماكنة الانتخابية على قدر عالي من الدهاء والمسؤولية على محاكات مثل تلك الظروف ومثل هذا النظام الجديد باحتساب المقاعد . نظام سانت ليغو المعدل يطبق بهدف جعل عملية توزيع المقاعد لصالح القوائم الكبيرة وليس كما يتوهم البعض بانها تخدم القوائم المتوسطة والدليل ما حصل عليه دولة القانون بانتخابات البرلمان 2014 وان فرضنا انه كذلك فيا ايها القائمين على قيادة العمل السياسي بالتيار الصدري واقصد الهيئة السياسية الا تعلمون ان التيار الصدري بثقلة وشعبيته يعتبر قائمة متوسطة الحجم اذا ما قورن هذا التيار بدولة القانون على سبيل المثال او القائمة العراقية وحسب ما افرزته نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 2010 حيث حصل التيار الصدري على 40 مقعد والقائمة العراقية 90 والقانون 89 وهذه الارقام تدلل على ان الصدريين حصلوا على نصف ما حصلت عليه القوائم الكبيرة والمصيبة في الامر ان الصدريين يعترفون بانهم اكبر القوائم التي فازت بدون ائتلاف !!! وهذه حقيقة فلو بحثتم قليلا لوجدتم ان قوة التيار الصدري التصويتية ازدادت الى الضعف ففي عام 2010 صوت 650 الف صدري وفي انتخابات مجالس المحافظات صوت 910 الف صدري تقريبا اما بالانتخابات الاخيرة 2014 قد صوت 1144790 مليون ومائة واربعة واربعون الف وسبعمائة وتسعون صوت صدري في عموم العراق اي بما معناها ان القاعدة التصويتية لهم قد زادت الى الضعف واهم اسباب هذا الزيادة بالقاعدة التصويتية للتيار الصدري .
اولا ثبات القيادة على منهجية واحدة لم تتغير بثوابت وطنية لا تحيز عن سلوكياتها وتعاملاتها مع الاخرين وهذا ما يسبب بزيادة الثقة لدى الاتباع .
ثانيا القاعدة الجماهيرية لهذا التيار اغلبها فتية وشابة وتتراوح اعمارهم بين ( 13 الى 40 ) والفتية ازدادت اعمارهم وبقي ولائهم ثابت لهذا دخلوا ضمن معادلة التصويت خلال التسع سنوات الماضية مما زاد من القدرة التصويتية لهذا التيار .
ثالثا بسبب الطبيعة الفطرية للإنسان بالبحث عن بديل واطروحة قيادية متزنة ونزية ترسل الوطن الى بر الامان بعد ان فشلت الحكومة فشلا ذريعا بالملف الامني والخدمي جعلت اغلب الناس تتوجه الى التيار الصدري خصوصا ان بعض المنجزات قد ارسلت اشارة ايجابية للمواطن العراقي بان هناك اناس مثل السيد دواي والسيد صاحب وزير الاسكان لهم القدرة على صنع شيء وهذا ما اثبتته الارقام رغم قلتها … وهذه القاعدة الاضافية منهم من صوت للصدريين ومنهم من كان خجولا فصوت للمجلس الاسلامي .
لكن السؤال الذي يتبادر للذهن كيف يمكن للقدرة التصويتية ان تتضاعف مع تراجع بعدد المقاعد والكل يعلم انهم خسروا ستة او سبعة مقاعد في هذه الدورة البرلمانية ؟
الجواب واضح هو سوء ادارة وتخطيط وعدم دخولهم بقائمة واحدة جعلهم مشتتين وضعفاء جدا امام دولة القانون حتى وان جاء الصدريين بالمركز الثاني … لكن لو اجتمعوا بقائمة واحده (الاحرار) وهي معروفة عند الصدريين وغير الصدريين لحصلوا على عدد اصوات اكبر … وفي هذا المقال سأوضح لكم انموذج واحد عن محافظة بغداد وحسب الروابط ادناه ستجدون جدول بصيغة ملف (اكسل ) قمت بإعادة حساب المقاعد على اساس دخول التيار الصدري بقائمة واحدة .
http://www43.zippyshare.com/v/78517122/file.html
http://ge.tt/886dvwh1/v/0
http://www.FilesOverMiles.com/a155862ef6314b7aa2918f595fd9a78e
ستجدون بالجدول ان مجموع اصوات الناخبين من الصدريين بلغ (426657) في بغداد ولو قسمنا هذا العدد حسب نظام سانت ليغو المعدل ستتغير النتائج وسيحصل التيار الصدري ككتلة واحده على (12) وليس (11) مقعد ودولة القانون على (29) مقعد والوطنية (10)مقاعد والمواطن على (5) مقاعد ومتحدون على (4) مقاعد والتحالف المدني على (3)مقاعد وتحالف العراق على (2)مقعد والعربية والفضيلة والاصلاح والصادقون لكل منهم على مقعد واحد .
وقد يحصل التيار الصدري على المقعد الثالث عشر (13) عن طريقة الكوتة النسائية حيث سيتحول مقعد من الوطنية الى الصدريين وهذا الامر ليس غريبا لانه وحسب ما قالته المفوضية في نتائجها ان دولة القانون حصلت على المقعد (30) عن طريقة الكوتة وقد اخذ هذا المقعد من القائمة الوطنية لأنها بالمركز الثاني بعد القانون حسب جدول المفوضية والدليل وحسب الجدول المرفق ستجد ان قائمة السيد علاوي وصلت الى الرقم (18326.57895) كقاسم انتخابي عند المقعد (11) اما دولة القانون وصلت الى الرقم (18213.712) كقاسم انتخابي عند المقعد رقم (30) أي اقل من القائمة الوطنية فكيف تحول هذا المقعد الى دولة القانون وهو من حق الوطنية ؟؟؟؟
فأجابة المفوضية بانها الكوتة النسائية !!!!!! لذلك نستنتج ان المقعد رقم (10) للوطنية احتمال وارد ان يحول الى قائمة التيار الصدري في ما لو كانت متوحدة ككتلة واحده فيصبح عدد المقاعد(13) او ان يعطى لدولة القانون فيصبح عدد مقاعدها (30) لانه من المستحيل ان يؤخذ هذا المقعد من الصدريين لان رقم القاسم الانتخابي عن المقعد (12) هو الرقم (18550.30435) وهو اعلى من الوطنية والقانون. هذه النتيجة وهذا التحليل الرياضي في ما لو دخل التيار الصدري بقائمة واحدة قد يضيف لهم مقعد او مقعدين في بغداد … فماذا سيحصل لو طبقت هذه الطريقة على كل المحافظات … يا صدريون؟؟؟؟
بصراحة قدمت مثل هذا الطرح في وقت متأخر فلست مستشارا في الهيئة السياسية للتيار الصدري لاطرح عليهم مثل هذا الخيار قبل الانتخابات لكن ما اتمناه ان يأخذوا العبر من تلك التجارب ولا اخفي عليكم قلبي غير راضي عن العاملين في الهيئة السياسية للتيار الصدري لانهم بإدارتهم تلك قد خسروا في بغداد مقعد او مقعدين وهذه الاضافة بالمقاعد لو كانت وارده لكانت نقطة ايجابية تحسب لصالح مشروع التغيير .
لكن الادهى والامر تساؤل اخر لا يفارق وجداني كعراقي يحب ان يرى وطنة على خير .
لماذا لم يدخل التيار الصدري مع المجلس الاسلامي الاعلى بتحالف واحد وتحت مسمى واحد ؟
فلن يخسروا شيء لان الناخب العراقي قد اصبح متمرسا باختيار الشخصيات التي تمثله في البرلمان وقواعدكم الشعبية تعرف ممثليهم جيدا والنكن صريحين الشارع الصدري يعرف المرشحين الصدريين وسينتخبهم والشارع المجلسي يعرف مرشحيه وسينتخبهم … وان حصل وحدث خلط بالأوراق وبعض الاصوات ذهبت من هنا الى هناك فلا اشكال بالأمر ان خسر احدكم مقعد او مقعدين الى صاحبة الذي رفع شعار التغيير والوحدة الوطنية معه !!!! … فلو حصل هذا لكانت النتائج قد تغيرت ولتضاعف عدد المصوتين لكم وازداد عدد المقاعد على مستوى العراق .
لكن وبصريح العبارة مازال النفس السلطوي متداولا بين اروقتكم السياسية (وهنا اقصد كل المتصدين للعمل السياسي ) والرغبة بالسلطة اكبر من رغبتكم في صنع دولة حديثة … كلامي هذا ليس طعنا او تشكيكا بوطنيتكم لا ابدا … لكن ما اشعر به ويشعر به كل عراقي ان وسيلتكم غير متضامنة وغير منسجمة للوصول للغاية التي طرحتموها كشعار قبل الانتخابات وما اتمناه ان تكون هذه الانتخابات تجربة يتعظ منها كل من يتصدى لمشروع بناء الدولة على اساس المشاركة والعيش السلمي بين مكونات هذا البلد .
ولا يريد منكم المواطن المسكين غير شيء واحد (صفي نيتكم ).