أيام صعبة بإنتظار العراقيين

أيام صعبة بإنتظار العراقيين

أصبح على طهران القبول بالواقع الجديد الذي بدأ يترسخ بعد دخول عقوبات الحصار على صادرات النفط بمراحلها الجديدة، إنها ليست “شو إعلامي” أو دعائي مثلما تعودوا عليه، فقرار ترامب وفريقه سيؤدي إلى نتائج تصفير الإقتصاد الإيراني مهما بلغت درجة التحايل الإيراني في تصدير نفطه بناقلات نفط عراقية على إنه نفط عراقي، أو إبتزاز العراق من خلال نهب دولاره الذي بات يخرج ببرادات تتكدس فيها شحنات الدولار لتعبر الحدود إلى الجارة الشرقية.

يبدو أن المعركة الأخيرة للمواجهة سيكون العراق آخر معاقل محور المقاومة بعد أن تم تدمير أركان هذا المحور في لبنان وسوريا.

لا تخلو الساحة العراقية من أحداث باتت ترسل رسائل مبطنة أن هناك سيناريو قادم للعراقيين يحمل من المتغيرات والمفاجآت.

المفارقة إن منظومته السياسية تعيش ذلك الواقع وكأن المياه تجري من تحت أرجلها دون أن تشعر بحجم المصيبة.

قبل أيام ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بواقعة إقتحام قوة أمريكية لمطار النجف الدولي، حين دخلت قوة مكونة من ثماني عجلات مضللة إلى المطار بشكل مفاجئ ودون تنسيق مسبق مع السلطات العراقية، تزامن مع ذلك الدخول هبوط طائرتين مروحيتين من نوع “بلاك هوك” في المطار، تلك العملية التي كانت تحمل أبعاداً أمنية وعسكرية خاصة نفذت عمليات تفتيش دقيقة بمرافقة عناصر يرتدون سترات واقية وأُستخدمت كاميرات خاصة لرصد بعض المواقع داخل المطار.

خبر الإقتحام لمطار النجف مرّ مرور الكِرام على السلطة في بغداد وماكنتها الإعلامية، وهناك من المصادر السياسية ما يشير إلى تمركز فريق آخر من هذه القوة الأمريكية في مطار بغداد لأغراض مشبوهة وغايات لا تعلم بها الحكومة العراقية، يتخوف من واجبات مستقبلية قد تنفذها هذه القوات على الأراضي العراقية، يرافق ذلك التواجد تحليق لمسيرات مجهولة تجوب الأجواء العراقية.

أيام وينتهي الإعفاء الأمريكي لإستيراد الغاز الإيراني، وبحلول 8 آذار/مارس المقبل سيدخل العراق مرحلته الأولى من العقوبات الأمريكية عندما يفقد ثلث طاقته الكهربائية من جراء إنقطاع الغاز الإيراني، وهو ما يشير إلى أزمة قد تُفجّر الشارع العراقي غضباً خصوصاً مع إقتراب فصل الصيف.

مفاجآت ترامب التي ستعمل على إخراج العراق من المنطقة الرمادية إلى دائرة النفوذ الأمريكي، مما يعني أن من ضمن الشروط الأمريكية التي بدأت تُنفذ في الحال هو التعامل العراقي مع شركة جنرال ألكتريك الأمريكية للعمل على تأمين الطاقة الكهربائية في العراق والتخلي عن الإلتحاق بالشركات الصينية أو الألمانية مثل سيمنز.

قِطع الدومينو التي بدأت تتساقط في تفكيك الميليشيات كان آخرها دعوة عبدالله أوجلان لحزب العمال الكردستاني بإلقاء سلاحه، ربما كانت ورقة متساقطة من أوراق الميليشيات التي كانت تراهن عليها إيران والتي يُعتقد إنها بداية لقرار دولي لتفكيك الفصائل.

الأيام القادمة ستكون صعبة على طهران وكذلك العراق الذي ربطوا مصيره بمصير الجارة الشرقية.

إذاً لقد إقتربت ساعة الصفر، فحديث وزير الخارجية الأسبق للعراق هوشيار زيباري القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في لقاء متلفز عن وجود مخاطر حقيقية ستضرب الإقتصاد العراقي وتشلّه بعد شهر رمضان من خلال عقوبات أمريكية على البنك المركزي العراقي وشركة سومو المسؤولة عن تسويق النفط ليس مصادفة.

زيباري لا يتحدث عن فراغ، عندما ندرك أن للكرد لوبي قوي داخل الإدارة الأمريكية، ولهذا يدرك جيداً هذا المسؤول ما يقول، وقد يكون هناك مشروع أمريكي لتغيير النظام في العراق بإستخدام أدوات إقتصادية، حسب ما كشف عنه بعض نواب البرلمان العراقي.

أيام صعبة بإنتظار العراقيين، بعد أن ربط البعض من ساسته مصيرهم بطهران التي أوشكت على الإنهيار.

هؤلاء الساسة تراهم يدافعون عن إيران أكثر من الإيرانيين أنفسهم فهل هناك حديث عن سيادة في بلد مخطوف بقوة السلاح تتقاذفه الولاءات المتعددة والخيانات المزدوجة.

أصبح العراق رهينة بيد مجموعة لم تبق شيء إلا وراهنت عليه من وطن وشعب، وتلك هي المصيبة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات