بات المواطنون في عجب من سلوك بعض ادعياء السياسة الذين زاد طنين اصواتهم المخجلة من خلال تصريحات يخجل منها كل من رضع من ثدي الوطن .. ففي حالة من “هستيريا” السياسة ، نجد هؤلاء يصرحون بالتباهي بالعلاقة مع الأخر هنا وهناك ، دون وجل وحياء وأن صلاتهم الاجنبية مبنية على وفق نهج الاستقواء على بلدهم ، متذعرين بالقول ان هذا السلوك يعزز من مكانتهم في المحيط الدولي … فيا لبئس هذا السلوك .
لقد نسى اولئك ان مصير جميع أدوات من تخلوا عن الوطن ، من المُرتزقة والعملاء والخونة والمأجورين من مستهدفي أمنه الداخلي وسلمه الاجتماعي واستقراره هم مجرد رهائن عند الاجنبي ، مهما قدموا له من ” خدمات”.
فالسياسي الذي يتناغم من اعداء الوطن ، يكون ذليلاً ومهاناً ووضيعاً في نظر من يتباهى بهم .. والتجارب اثبتت في الساحات السياسية في عموم المنطقة والعالم ، بان من يشتري الذمم ، سيبيعهم عند انتفاء الحاجة إليهم، لأنهم ليسوا إلا أدوات رخيصة تم استخدامها ، وقد أثبتت سجلات التاريخ مدى دناءة ووضاعة من يتباهى بالعلاقة مع الآخر ، حيث امثال هؤلاء لم يفهموا اساسيات العلاقات الدولية بمنطقها الصحيح ولم يتم الفرز عندهم بين العلاقة ذات التبادل والمساواة المحترمة ، وبين “التباهي” بعلاقة تصل حد التخابر من اجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب الوطن ومصالحه الكبرى ..
إن الذاكرة الانسانية التي تحمل محبة الوطن ، وتتفاخر بأرضه وتاريخه ، مؤكد إنها تتعجب من أفعال أولئك الذين ولدوا على أرض الوطن ، وترعرعوا على ترابه الطاهر؛ ثم تجدهم يتفاخرون بعلاقات مع الطرف الأجنبي من خلال اعطائهم تسميات كثيرة ، القصد منها بعث رسائل استقواء على الآخرين بالإضافة إلى أنها دعوة ضمنية للباقين ( تعالوا أنا مخلصكم ) بحيث وقد وصل التباهي بالتخابر ونقل المعلومة للأجنبي على إنها “ميزة ” لدى البعض من خلال عدم التحفظ بإخفائها .
المتباهون بعلاقات غير نظيفة مع الجهات الاجنبية ، باتوا يمارسون شتى أنواع التدليس والتضليل عبر وسائل الإعلام بأساليب ناعمة ، واضحة الاهداف ، هدفها إثارة الرأي العام تجاه وطنهم ، عبر سلوك وضيع رُسم لهم بعناية فائقة لتسويق شعارات معادية بلهاء ، واختلاق شائعات لبث الفتن ، ورسم صورة لهم على إنهم ” سوبرمان ” .. وبيدهم مفاتيح الجنة الموعودة!
ان التباهي والتفاخر بالآخر ولاسيما الاجنبي ، اصبح في هذه الايام آفة اجتماعية ، اخذت تسهم في تنامي السطحية والغش والكذب عند ” بعض” متعاطي الشأن العام .. فحذار من هذا الطارئ , ونأمل من الجميع وأد ظاهرة ” التباهي بالعلاقة مع الآخر” قبل ان تستفحل وتصبح علامة عراقية بامتياز.