يحظى طلبة العلوم الدينية باحترام وتقدير معظم فئات الشعب العراقي, باستثناء نماذج شاذة لها أهداف وأغراض خاصة.
رغم المحاولات التي حصلت وتحصل, للانتقاص من احترام و تقدير طلبة العلم, بحجج مختلفة, بعضها لا صحة له, بعضها لأخطاء فردية حصلت, أو استنادا لأقاويل وإشاعات لا مصداقية لها, إلا أن هيبة العمّة والطلبة, لازالت محفوظة بقدر كبير.
بعض تلك المحاولات للإساءة لا تستهدف الطلبة بالخصوص, وإنما تقصد الحوزة العلمية كمؤسسة, وتحاول أن تفقدها مكانتها, وما يتبعها من اثر وتأثير في المجتمع, وهو أهم ما يتقصده هؤلاء, حيث يحاولون فصل مؤسسة المرجعية عن قواعدها, وتفكيك الروابط والتلاحم بينها وبين الجمهور.
حاولت أنظمة كثيرة, اختلاق قصص عن تبعية حوزات لها, أو إثارة شبهات التمويل, أو العمالة لجهات أجنبية, واستغلال الأخطاء التي يرتكبها بعض الطلبة, أو إثارة الحساسية القومية, بل وحتى وصلت لمستوى, أن تدعي بعض تلك الأنظمة, دعمها لمرجع معين أو من قومية معينة, بالضد من مرجع أخر, وما شابه ذلك من تلك المحاولات القبيحة.
فجرت قضية قيام السلطات الأمنية في محافظة النجف الأشرف, مستقر الحوزة العلمية ومقر كبار مراجعها, باعتقال عدد من طلبة العلوم الدينية, وخصوصا من التابعية الباكستانية, ردود أفعال شديدة, ومستنكرة في معظمها, وخصوصا للطريقة السيئة والمهينة التي تم معاملتهم بها, وتعمد اهانتهم, والتقليل من قدرهم بشكل متعمد وعلنا!.
صحيح أن موضوع الإقامة للأجانب وتنظيمه, من الأمور الهامة جدا بل والضرورية, ولكن من الصحيح أيضا أن الحوزة العلمية لها دور وتنسق مع الجهات الحكومية, وان الطريقة التي تم معاملتهم بها غير لائقة, لكن الموضوع وما سبقه من مواقف متعلقة بالانتخابات, وتركّز حصول الاعتقالات على طلبة من جنسية معينة, ارتبط منطقيا وبدون أي حاجة لنظرية المؤامرة بموقف المرجع النجفي من السيد رئيس الوزراء, أثار ألف سؤال وسؤال.
تصريحات مسؤولين كبار في الداخلية العراقية, حول الموضوع, ذكرت أن “الاعتقال” للطلبة, كان لانتهاء إقامتهم, وهذا يعني أن لهم وضعا رسميا وإقامة, لكنها بحاجة للتجديد, وهو إجراء روتيني, فهل يستوجب ذلك الاعتقال؟! ولطلبة العلوم الدينية؟! وبهذه الطريقة التي تتجاوز حقوق الإنسان, والقانون نفسه؟! ولماذا الآن بعد انتهاء الانتخابات؟! وتستهدف في غالبيتها طلبة من قومية محددة؟!.
هل كل هذه الأمور مصادفات؟! وهل يعقل أن تجتمع كل هذه المصادفات معا؟!
عذر أقبح..من الفعل.