أصابع إماراتية داخل غزة بإشراف أميركي .. “مرصاد” الإيراني يكشف خفايا “خطة ترمب” الحقيقية

أصابع إماراتية داخل غزة بإشراف أميركي .. “مرصاد” الإيراني يكشف خفايا “خطة ترمب” الحقيقية

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تداولت وسائل الإعلام مؤخرًا، خبر طلب إدارة؛ “دونالد ترمب”، إلى الدول العربية الموالية للغرب؛ مثل: “مصر والسعودية والأردن”، لاستقبال الغزاويين. وقد ووجه هذا الطلب بمعارضة شديدة من جانب هذه الدول، لكن هل هذا المقترح هو خطة “ترمب” النهائية ؟ أم أن “الولايات المتحدة” بصدّد التقدم في استراتيجية دبلوماسية أكثر تعقيدًا ؟.. كما استهل “وحيد أخوت”؛ تحليله المنشور على موقع مركز بحوث (مرصاد) الإيراني.

مقترح “ترمب”: تسّكين الغزاويين في دول الجوار..

بتاريخ 25 كانون ثان/يناير 2025م؛ طرح الرئيس الأميركي مقترحًا ينص على نقل الغزاويين إلى دول مثل “مصر والأردن والسعودية”، وقال في مؤتمر صحافي مع العاهل الأردني؛ “عبدالله الثاني”، تحدثنا عن إمكانية تسّكين اللاجئين الفلسطينيين في “الأردن”، وأعتزم الحديث إلى الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، حول نفس الموضوع.

وأوضح: “غزة بالفعل مدمرة… والناس هناك تفقد حياتها، وأنا أفضل التعاون مع بعض الدول العربية، وإسكان الفلسطينيين في مكان آخر حتى يتسّنى لهم العيش في سلام وهدوء” !

رد فعل الدول العربية: معارضة حاسمة..

تعرض هذا المقترح إلى معارضة حقيقية من جانب الدول العربية. وقد أعلنت “مصر” بما تواجه من مشاكل اقتصادية وأمنية كثيرة، عدم قدرتها على قبول هكذا عدد كبير من اللاجئين.

“السعودية” أيضًا رفضت الطلب بدعوى المشاكل الأمنية والسياسية. كذلك “الأردن”؛ وصف هذا المقترح بغير العملي وغير المنطقي.

وفي رد فعل جماعي، عارض دبلوماسيون مصريون، وأردنيون، وإماراتيون، وسعوديون، وقطريون؛ خلال اجتماع بـ”القاهرة”، مخالفة أي تهجير قسّري للفلسطينيين. وأكدوا أن هكذا خطوة قد تهدَّد استقرار المنطقة، وشددوا على أهمية الوصول إلى سلام جامع بالشرق الأوسط يقوم على أساس “حل الدولتين” !

تحليل خطة “ترمب”: ما الهدف الأساس ؟

ربما يمكن، مع الأخذ في الاعتبار لأسلوب “ترمب” في فرض مطالبه خلال المباحثات مع الدول، طرح الاحتمالات في هذا السيّاق، هل “تهجير” الغزاويين إلى الدول العربية الموالية لـ”الولايات المتحدة”، هو مشروع “ترمب” الأساس والنهائي للأزمة ؟

هل يُكلف تمرير المشروع “الولايات المتحدة” تكلفة باهظة، ألا تُشير طموحاتها إلى نوع من الحق في طرح هذا المطلب ؟

في الواقع؛ ربما لا يكون مقترح تسكين الفلسطينيين في الدول المجاورة هو مشروع “ترمب” النهائي، وربما هدفه الرئيس، كما سبق وأن تم طرح هذا الخيار مع بداية (طوفان الأقصى)، هو إسناد إدارة “غزة” إلى السياسي الفلسطيني؛ “محمد دحلان”، المَّقرب من “الإمارات العربية المتحدة”، ورئيس حركة (فتح) السابق في “غزة”، وتبديل هذه المنطقة إلى مركز سياسي واقتصادي باستثمارات إماراتية.

استراتيجية “ترمب”: خذهم بالموت حتى يرضوا بالحُمى !

السؤال: ما سبب اختيار هكذا استراتيجية ؟.. إن التنفيذ المباشر لمشروع إسناد إدارة “غزة” إلى؛ “محمد دحلان”، كمندوب عن “الإمارات”، سوف يصطدم بالتأكيد بمعارضة: “مصر والأردن والسعودية”، لأن هذه الدول لا تُريد لـ”الإمارات” أن تلعب أي دور في “غزة”.

لذلك لو بدأ “ترمب”، بهذا المشروع، فسيكون عليه تحمل تكلفة باهظة؛ بينما لو طرح في البداية مشروع تهجير الغزاويين إلى “مصر والسعودية والأردن”، فسوف يمُهد الطريق لقبول خطته الأساسية دون عناء، وسوف تتعامل هذه الدول بتكلفة أقل مع الدور الذي تلعبه “الإمارات” في “غزة”.

بعبارة أخرى: “خذهم بالموت حتى يرضوا بالحُمى”. وهذا لا يعني بالطبع أن “ترمب” لا يُريد تهجير الفلسطينيين، وإنما هذا ليس الهدف الرئيس، فإذا أخذنا المسألة على نطاقٍ واسع، سوف يحدث قدر محدود ومتاح من التهجير، ولكن العملية الرئيسة ستتركز على إعادة الإعمار “الاقتصادي-الاجتماعي”؛ لـ”غزة”، بواسطة “الإمارات” وبإشراف “الولايات المتحدة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة