19 ديسمبر، 2024 1:16 ص

الحاجة إلى تهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة

الحاجة إلى تهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة

الإعتبار والتدبر والتفكر هو الهدف الذي ابتغاه الشارع المقدس من التذكير بحكايات وقصص السابقين، قال تعالى: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176]، وقال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111]، وهذا ما يدعو اليه العقل والأخلاق، والإعتبار لا يتحقق الا بالقراءة الواعية للتاريخ وصدق الشاعر حين يقول:
اقرؤوا التاريخَ إذ فيه العِبَر ضلَّ قوم ليس يَدرون الخبَرْ
فالأمة التي لا تقرأ تاريخها بصورة واعية لاتستطيع مواكبة الحياة ومواجهة التحديات فضلا من أن ترتقي وتتطور، حتى وان كانت تملك تأريخا مشرفا، وهذا ما تعيشه الأمة العربية والإسلامية اذ لا وجود لقراءة واعية للتاريخ مع شديد الأسف، ولهذا وغيره جدد المرجع الصرخي الحسني خلال المحاضرة الثانية والعشرون من بحثه ( وقفات مع … توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) جدد دعوته الى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة حتّى نتعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنفوس وتتحد تحت عنوان جامع يرجع إلى ثوابت الإسلام ومبادئ الإنسان والأخلاق …

فقد قال متأسفاً ومستغربا ً : (( ونحن العرب مع كلّ ما نحن فيه من مأساة نجد من الإفلاس واليأس والضعف والهوان أنّنا نحاول أن نأتي بأمجاد تاريخيّة إمّا غير حقيقة أصلا ولا واقعيّة لها أو مبالغ فيها، وإمّا أنّها لا تدخل في سلوكنا ومنهجنا ولم تكن للاقتداء بها، مجرد عبارة عن كلام وشعارات ليس أكثر من هذا وواقع الحال يناقض ما يُقال وما يُستحضر من وقائع وشواهد تاريخيّة، والشيء المؤسف هنا والغريب جدًا أنّ من يتمسّك بالقومية ونحن قلنا الإسلام أولًا لكن الانتماء للقومية موجود ، فكما ينتمي الغير لقوميته ويتمسّك بمنطقته وببلده وبأسرته وعائلته وعشيرته ويذكر العنوان والانتساب إلى تلك الجهات فأيضًا العربي له أسرة وعائلة وقبيلة وعشيرة ومكان ومدينة وقومية ودين فمن حقّه أن يتمسّك بها، التفت جيدا إلى هذا الأمر: مِن فقدان القيم والموازين تجد مَن يتحدّث بالعروبة والقوميّة ويتحدّث و يتكلم ويدافع ويرفع السيف ضدّ باقي القوميات فعندما يفتخر بالقادة الأبطال الشجعان الفاتحين المحررين الموحّدين للبلاد العربية تجده يفتخر بصلاح الدين وصلاح الدين ليس بعربي!!!!! ))، واضاف قائلا:
(( لاحظ كيف يصل الإنسان إلى هذا الحال، وهو على مستوى أكاديمي وعالم وعارف ومحقق فضلًا عن باقي الناس، وهنا اتحدّث عمَّن يتحدّث بالقوميّة ويتمسّك ويرفع شعار القوميّة، فأنت لماذا ترفع شعار القومية وتقتدي وتفتخر بقائد ليس من قوميّتك وتنتقد قومية هذا القائد؟!! لا أعرف سبحان الله!!! إذن نحتاج إلى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة حتّى نتعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنفوس وتتحد تحت عنوان جامع يرجع إلى ثوابت الإسلام ومبادئ الإنسان والأخلاق )) .

https://www.youtube.com/watch?v=q_vs…ature=youtu.be

المحاضرة الثالثة والعشرون “وَقَفات مع…. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري”