27 فبراير، 2025 4:13 م

الفارس الأول أو واحد… جنوب الموصل

الفارس الأول أو واحد… جنوب الموصل

في كل محفل أو مجتمع، وفي كل موقف، تبرز ظاهرة مميزة يحملها شخص معين في موقف رجولي مميز، فيطلقون عليه الفارس الأول أو رقم واحد في تلك المنطقة أو المدينة. ومن هنا، وبهذا القلم المتواضع، حاولت أن أبحث جاهدًا عن هذا الفارس في منطقة جنوب الموصل، كوني أنتمي إليها بكل جوارحي ومسمياتي بطفولتي وحاضري ومستقبلي. بدأت بالبحث أولاً في جانبها الثقافي، فوجدت بدلاً من فارس واحد عشرات الفرسان الذين يحملون الثقافة والأدب ويتحدثون بلهجة الشعر بكل مفرداته والأدب بكل ثقافاته بماضيه وحاضره. ولذلك لم يحق لي أن أختار شخصًا واحدًا لكثرة هذه الكفاءات التي وجدتها فرسانًا في ساحات معارك الثقافة.
فذهبت إلى جانب آخر، عسى ولعَلي أجد مبتغاي الذي أبحث عنه في عالم الشهادات العليا، عالم الأكاديميين بكل فروعه بعلميته وأدبياته وهنا، وبدهشة كبيرة، وجدت أن منطقة جنوب الموصل أصبحت لديها إمكانيات علمية كبيرة جدًا من خلال ما يحمله أبناؤها من شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والذين أصبح عددهم بالآلاف  وأصبحوا هم من يقودون العملية التدريسية سواء في المدارس أو في المعاهد والجامعات. وخير دليل الجامعات الموجودة مثل جامعة الموصل وجامعة نينوى وجامعة تكريت، إضافة إلى الجامعات الأهلية الموجودة. لقد أصبح أبناء هذه المناطق يتسابقون لنيل الشهادات العليا بكل فخر وتنافس شريف، وأصبحوا مبعثًا نفتخر به جميعًا ونحن نرى الطبيب والمهندس والموظف الإداري والمعلم وهم يقودون الصفوف الأولى في المجتمع. فأي فارس تختار أيها القلم وجميعهم فوارس كتبوا أسماءهم في تاريخ العلم والعلماء، فوارس وصلوا إلى المطاف العالمي في بعض مفاصل العلم والجوانب الأكاديمية. نعم، إنهم فوارس العز والفخر.
ولنبحث في جانب آخر، فذهبنا إلى الجانب الاجتماعي، هذا الجانب المهم الذي أصبح المجتمع بحاجة ماسة إلى من يقوده في المحافل العامة ومن يمثل تلك العشائر في الدولة. فوجدت وجهاء المجتمع وشيوخ العشائر وهم يحملون الأمانة والمسؤولية ويبحثون جاهدين عن حلول السلام في المجتمع دون كلل أو ملل، ويتحدثون بمصداقية وهم يقومون بحلحلة المشاكل التي تواجه المجتمع وفق مبدأ الحظ والبخت. فإذا قلت فلان هو الفارس الأول في هذا المجال، فإنني سوف أظلم شخصًا آخر. ولذلك أقول إن جميع وجهاء وشيوخ القبائل في منطقة جنوب الموصل هم فرسان لخدمة المجتمع، شجعان بقراراتهم وإرادتهم القوية، يحبهم الجميع لطيبة قلوبهم وتواضعهم مع الصغير والكبير. وسوف أذهب إلى واقع مهم آخر، وهو واقع اندفاع الشباب في القطاع الجيش والشرطة. وأنا أشاهد هنا الضباط والمراتب الشجعان الذين يستحقون لقب فارس الشجاعة، أبناء تلك المناطق وابناء تلك العوائل التي قدمت أبناءها شهداء دفاعًا عن العراق وعن لحمته الوطنية. وهنا أقف إجلالاً وإكرامًا أمام كل هؤلاء الفرسان قادة المجتمع، حاملي البندقية وهم يسهرون الليل لتوفير الأمن والأمان لأبناء مجتمعهم…
انتهى البحث إلى هذا العدد من هذه الطبقات المجتمعية فقط. فعاد قلمي وكتب:
((لقد وجدت في منطقة جنوب الموصل فرسان شجعان كثيرون في كل المجالات بدلاً من الفارس الواحد أو الفارس الأول. فتحية إجلال واحترام لكل هؤلاء. دمتم ودام طريقكم بالمحبة والسلام بالقلم والبندقية بالثقافة والشهادة الأكاديمية.))

أحدث المقالات

أحدث المقالات