26 فبراير، 2025 5:11 م

ازمة التفكير ضد العقل الشيعي

ازمة التفكير ضد العقل الشيعي

تسميات شيعي وسني ومسلم ومسيحي ليس من اولوياتي فالكل محل احترام وتقدير ولكل انسان الحرية فيما يعتقد ، وفي نفس الوقت من حق كل من يعتنق دين ويعتقد بمذهب من حقه اظهار محاسن معتقده دون المساس بالاخرين ، ومن هذا المنطلق اكتب مقالي هذا بعد مطالعتي لكتاب ازمة العقل الشيعي للكاتب مختار الاسدي ( ماجد ) .

كثيرة جدا هي الشطحات وفي نفس الوقت كثيرة جدا المعلومات التي ضمنها الكتاب وليس كل ما جاء فيه هو مرفوض ، ولكن طبيعة الاستهداف والنقد لم يكن موفقا اطلاقا ، ومن يطرق هكذا باب لا يلتفت الى صحة الحديث طالما يتفق مع ما يريد ان يكتبه .

ذكر الكاتب في الصفحة /42 حديث للامام الصادق عليه السلام نصه ” المال اربعة الاف ، اثنا عشر الف كنز ، ولا يجتمع عشرون الفا من حلال ، وصاحب الثلاثين الفا هالك ، وليس من شيعتنا من امتلك مائة الف ”

وعلق على الرواية في الهامش قائلا : لاحظ النسبة وليس الرقم طبعا وقس على ذلك فقدان العدالة في تفاوت الدخول للافراد ….

اقول هذا الحديث من حيث النص فيه استفهامات منها ، هذا الرقم وفق اية عملة ؟ وان قلت الدرهم فانه سيصطدم بروايات اخرى لما يملكه المعصومين عليهم السلام ، والنقطة الاخرى وهي الجزم من قبل المعصوم بان كل من يملك عشرين الف ليس من حلال وصاحب الثلاثين هالك ، هذا القول يناقض كثير من الروايات التي تظهر جود وكرم اهل البيت عليهم السلام وهذه واحدة منها تنافس رجلان احدهما تابع لبني امية والاخر الى بني هاشم على من هم الاكثر سخاءً فانطلق صاحب بني هاشم الى الامام الحسن (ع) فامر له بمائة وخمسين الف درهم ثم اتى الامام الحسين (ع) فقال له الامام الحسين (ع) : هل بدأت بأحد قبلي؟ فقال الرجل : بدأت بالحسن . فقال (ع) : ماكنت لأزيد على سيدي شيئا . فأعطاه مائة وخمسين الف درهم .

ما حكم هذا العطاء الذي منح من معصومين عليهما السلام وهذا يعني بقي عندهم مال .

رواية اخرى عندما استدعى الامام الحسين عليه السلام عمرو بن سعد ليلة العاشر وبعد النقاش عرض عليه الامام الحماية والمال والمزرعة والملك اكثر مما عرض يزيد له ورفض من سوء عاقبته ، السؤال ما مقدار ملكية الامام الحسين عليه السلام ؟ اليست اكثر مما قيل في الرواية انفا ؟

في موضوع اخر يتحدث عن الشأنية والتقديس وينقل حديث السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله عن هذا الامر ويستنكر الشأنية والتقديس ، وهذا الامر يصدر من الاتباع في احترام وتقدير مراجعهم وهذا الاحترام يعتبره تقديس فهذا من اختلاقاتهم ، والشأنية في بعض الاحيان تكون مطلوبة اما من يطالب بها فانه لا شأنية له ، لان العالم المجتهد لوجه الله يمنحه الله شأنية واحترام وتقدير وقل تقديس قل ما شئت ، لكن دواعي المؤلف هو توجيه النقد لبعض المراجع .

يعود ليتحدث عن لقاء مع الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله بعدة نقاط منها مسالة الناس مسلطون على اموالهم لينتقدها شمس الدين بشدة ويؤيدها الاسدي يقول وليس من حقنا ان نمنعهم كما يقول الموروث الشيعي التقليدي واخر يقول ليس بالمطلق .

مسالة بسيطة جدا نعم الناس مسلطون على اموالهم بشكل ذاتي ولكن ماهية التصرف والمترتب على التصرف هذا حكم اخر ، فالذي يشتري بامواله خمر هذا حرام لانه اشترى خمر وليس لانه مسلط على ماله ، من يبني معملا يؤثر على البيئة حرام لان اصلا اذية الجار فيها حرمة فكيف باذية مجتمع ، فالانسان له الحرية في التصرف بماله وعليه ان يحسن الاختيار والشارع المقدس يؤكد على عدم اذية المجتمع وهذا امر مطلق .

هنالك عدة محاور ذكرها الكاتب ليجعل منها ازمة في العقل الشيعي ، من حيث ضرورة التوعية للنهوض بالعقل الشيعي هذا امر لا جدال فيه ولكن تشخيص ماهو غير صحيح من قبل المؤلف ومن اتفق معه هذا بحاجة الى مراجعة ، الحديث عن اصل التراث الشيعي شيء وعن من يمثل التراث الشيعي شيء اخر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات