أجواء ثلجية باردة وصلت درجة الحرارة فيها إلى درجة الانجماد، وكان الله في عون الذين يعيشون الآن في البراري والاجواء المفتوحة، تلفحهم نسمات البرد من كل الاتجاهات…
ولكن دفىء الصباح يأتي بوجود الناس الطيبين…
ورغم برودة الأجواء ورغم تساقط الثلوج هنا وهناك، إلا أننا سوف نستقبل نهارنا القادم بكل همة ونشاط، خاصة أن الشارع العراقي اليوم يعيش في أجواء سياسية ملتهبة بعيدة عن أجواء شهر شباط وانجماداته وثلجه وبرده. واننا نسمع من التصريحات الرنانة الكثير هنا وهناك، مؤتمر بتجمع سياسي وتأسيس لحزب أو ربما انطلاق كتلة معينة، لكنها كتلة سياسية حارة جدا وليست كتلة ثلجية باردة…
صباح جميل ونحن نسمع من وسائل الإعلام أن الحكومة المحلية قررت اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية لجميع طلاب المدارس، وربما سوف يتبعها عطلة أخرى في هذه الأجواء الثلجية الباردة.
على جانب آخر، وبعد أيام معدودة وليست بعيدة، ينتظر المسلمون في العالم أجمع وبفرحة كبيرة قدوم شهر رمضان المبارك، شهر الطاعة والغفران، الشهر الذي نزلت فيه فريضة الصيام، شهر ليلة القدر ونزول القرآن. ومع قربه وحلول أيامه، تجد العراقيين يتهيأون لهذا الشهر الفضيل ويذهبون الى الأسواق لشراء احتياجاتهم من بعض المواد الغذائية التي تكون دوما من ضمن المائدة الرمضانية المعروفة والتي لا تخلو منها أي مائدة رمضانية لدى أغلب العوائل العراقية: مثل الرز البسمتي، إضافة إلى العدس وشوربته اللذيذة والقيسي أو ما يسمى الطرشانة، وأنواع العصائر المجففة. والطرشي العراقي بنوعيه العادي والمدبس…
جميع هذه الاشياء سوف يكونان متواجدين على مائدة الإفطار بعد أيام قليلة بإذن الله تعالى. سوف يأتي هذا الشهر المبارك هذا العام في أجواء ربما باردة جداً، إضافة إلى قصر النهار فيه، وهذا سوف يقضي على كل الأعذار التي يتحجج بها بعض الناس من أجل الإفطار.
خاطرة الصباح اليوم أكتبها من مدينة الموصل، مدينة الحدباء أم الربيعين، وقد عادت بحلتها الجديدة وعادت إليها كل مرافق الحياة وعادت اليها مجمعاتها السياحية، وتعبدت شوارعها وتم إعادة بناء كل جسورها.
اليوم أصبحت مدينتي مدينة حضارية مبنية وفق الطراز المعماري الحديث، وأصبحت قبلة سياحية يقصدها أغلب أبناء المحافظات العراقية الأخرى. وقد عادت أسواقها التجارية القديمة إلى الحياة بطراز عمراني حديث ، فهذا سوق باب السراي المعروف تجده اليوم مزدحماً بالمتبضعين، وقسم منهم أتى من محافظات أخرى كون الأسعار في هذه المدينة ما زالت منخفضة بعض الشيء عن باقي المحافظات المجاورة. ولله الحمد والشكر على ذلك…
وإلى خاطرة أخرى وصباح جديد بإذن الله تعالى…