منذ أشهر والمشهد السياسي يعيش فوضى عارمة، اجتاحت أروقة البرلمان العراقي، وبات الموقف السياسي اكثر ضبابية وسوداوية من قبل، وفقد اغلب اعضاء البرلمان أبسط مقومات المسؤولية الوطنية تجاه المواطن الذي انتظر وما زال ينتظر اقرار واحد من اهم القوانين التي تعيد الحياة لكثير من مرافقه التي تعيش في غرف الانعاش، الا وهو قانون الموازنة لعام 2014.
الكل في ترقب لنتائج العملية الانتخابية، وما تسفر عنه، اغلب الكتل نادت بالتغيير، ما دفع بالكثيرين منا ان يحلموا بغـد مشرق، ومستقبل افضل ليس لنا بل لأبناءنا الذين لم يعوا المعنى الحقيقي لحياة شعب له حضارة وثروات طبيعية، يفتقر اليها ابسط بلد فقير لهذه المقومات التي نمتلكها، يعيش شعبه كبشر متحضرين ينعمون بالرفاهية والسلام والامن كا ماليزيا. التي غدت واحة للسياحة والاستجمام والراحة التي فقدناها من زمن طويل.
المرشحون الذين تجاوزت اعدادهم الـ 4000 مرشح، اغلبهم للأسف يفتقر الى قواعد وابجديات العملية السياسية والحملات الانتخابية، فهو لا يفرق بين ديمقراطية، وديكتاتورية. لبسوا القوط ، ووضعوا العطور الراقية، الا ان الجهل ارتسم واضحا على محياهم، وهم يخوضون سباق الماراثون نحو البرلمان. بعضهم من نقطة البداية، فقد توازنه. واخر مشى متكأ على اخرين، خدعوه باصواتهم التي لم تمنح الا لمن دفع اكثر. واخر تكلف عناء استخدام الهاتف الجوال. بعضهم عمل بجد ونشاط فتحرك بكل الاتجاهات، لكنه نسى ان يقرأ واقع المنطقة واجنداتها وولاءاتها العشائرية والسياسية والدينية. اخرون استندوا الى القاعدة الوظيفية، تأملوا مواقف الزملاء، والاهل، والجيران، وهم قبل هذا الوقت لم يكلفوا انفسهم عناء السؤال عن احوالهم. المضحك ان احدهم ركبه غرور السلطة قبل ان يصل الى المقعد، فجيشا، حماية عرمرم، تسير خلفه، يلتفتون بحثا عن قناص يرونه في احلامهم المفزوعين منها بعد رؤية فيلم لـ هتكشوك. وهناك من راح يعلن فوزه حتى قبل ان تخضع العملية الانتخابية للعد والفرز. لا نريد ان نخوض في تفاصيل اكثر، فمنها ما يدمي اكثر مما يُضحك.
المشكلة ليست في هؤلاء الجدد والطارئين، بل في الشعب الذي يختار من يمثله. كيف لشعبٍ يريد التغيير، يعيد اختيار من تركه ينتظر دون اقرار موازنة 2014، والتصويت لمن تصدرت ملفات الفساد الاداري والمالي، وسرقته لاموال الشعب وشراء فلل، ملئت سجله الحافل، وانتخاب من تعاضد مع حلفاء لاسقاط حليف اخر، ليكسب جولة، وليذهب المواطن الى الجحيم، واختيار من لم يعرف شعبه وينزل الى ناسه الا في الانتخابات…؟ الم تملوا الوعود والعهود الرنانة…؟ الم تملو المفخخات والكواتم، والمحاصصات الطائفية، والقومية، وانتهاء فلذات اكبادكم بلا مستقبل واضح…؟ انها الديمقراطية … عيشوها بلا خوف… لا نقول غير ان الشعب هو الذي اختار ….والسلام.