23 فبراير، 2025 5:43 ص

“إيران واير” يكشف أسرار .. “غرفة التوبة” في مترو طهران

“إيران واير” يكشف أسرار .. “غرفة التوبة” في مترو طهران

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

فتيات بأظافر مطلية يبكين ويلمّسن ضريحًا مزيفًا، وشعرهن يظهر من تحت الشال، ويتحدثن بحالة من التأثر عن إظهار الولاء لأئمة الشيعة و”قاسم سليماني”. وعلى الجدران صور مقاتلي (الباسيج) الذين قُتلوا خلال الاحتجاجات، وكذلك قتلى (محور المقاومة)، و”قاسم سليماني”، و”آية الله الخميني”، وشخصيات أخرى تُكرمها الحكومة. هكذا تستهل “شیما شهرابي”، تقريرها المنشور بموقع (إيران واير).

يُسمع صوت امرأة بنبرة هادئة ولطيفة مبَّالغ فيها، تُقدم لهن حجابًا “مُباركًا”؛ وتطلب منهن ارتداءه والوعد بالحفاظ على حجابهن من الآن فصاعدًا.

وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا الفيديو تحت عنوان: (غرفة التوبة في مترو تجريش)، والسؤال: ما هي “غرفة التواب” وماذا يحدث بداخلها ؟

تحول مفاجيء للفتيات غير المحجبات !

والفيديو المتداول تحت عنوان: (غرفة التوبة في مترو تجريش)، يصور التحول الغريب والمفاجيء للفتيات اللواتي بدون حجاب، هو جزء من فيديو مدته سبع دقائق بثته قناة (القرآن)؛ التابعة لـ”الإذاعة والتلفزيون”، بتاريخ 19 شباط/فبراير 2025م.

وقد صنّف البعض “غرفة التوبة”؛ كإحدى مبادرات “علي رضا زاكاني”؛ عمدة “طهران”؛ لا سيّما وأنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بلدية “طهران” بخطوات مشَّابهة لا تمَّت لعملها بصلة.

ففي العام الماضي، وبالتوازي مع ذكر انتفاضة (المرأة، الحياة، والحرية)؛ انتشرت صور وجود قوات حفظ الحجاب بكثافة على مداخل “مترو طهران”، وبخاصة محطة (مسرح المدينة)، تلك الخطوة التي أثارت نقد رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام والوجوه المحسوبة على التيار المقرب من رأس السلطة والمعروف باسم “الأصولي”.

آنذاك نفى “علي رضا زاكاني”؛ عمدة “طهران”، علاقة البلدية بهذه القوات وأكد أنها حركة ذاتية، لكن وصف أعضاء مجلس المدينة، هذه التصريحات: بـ”شكل من أشكال الإسقاط”.

من جُملة إجراءات بلدية “طهران”، خلال السنوات الماضية، وتحديدًا منذ تولي “زاكاني”، والتي أثارت موجة انتقادات واسعة، يمكن الإشارة إلى: دفن “الشهداء المجهولين” في الجامعات، والأماكن الترفيهية، والحدائق، وكذلك إنشاء مساجد في الحدائق.

لكن في الفيديو المتداول؛ توضح “بهاره جنگروي”، المسؤولة عن مجموعة (فتيات الثورة)، التي تعمل في مجال الأمر بالمعروف ونشر الثقافة التي تتبناها الحكومة، أن فكرة وتنفيذ “غرفة التوبة”، هي من إنتاج المجموعة التي تُشرف عليها، وكذلك الموكب الذي يضم ضريح مصغر للإمام الثالث للشيعة باسم (ملتقى الوفاق حسيني)، بهدف توجيه الفتيات اللائي لا يلتزمن بالحجاب الذي تُفرضه “الجمهورية الإيرانية”.

ما هي مجموعة “فتيات الثورة” ؟

هي مجموعة من عناصر (الباسيج) والأمر بالمعروف، تعمل على ترويج ثقافة الحجاب ونشر الإيديولوجيات التي تتبّناها الحكومة الإيرانية.

تقوم هذه المجموعة بتنظيم فعاليات مختلفة، مثل تنظيم مؤتمرات لتشجيع النساء والفتيات على ارتداء الحجاب الكامل، كما تعقّد لقاءات مع المرشد “علي خامنئي”، وتدعو شخصيات مثل: “إلهام چرخنده”، (وهي ممثلة إيرانية).

وتدعي هذه المجموعة أنها تهدف إلى جذب المعارضين للحجاب الإلزامي من خلال “التثقيف” و”اللغة اللطيفة”.

في سيّاق متصل، تُظهر هذه المجموعة أيضًا دعمًا لقضايا أخرى، مثل حالة “هادي”؛ الشاب اللبناني الذي فقد نصف وجهه بسبب انفجار أجهزة (بيجر) حزب الله، حيث قام هو وزوجته “إيلاف” برفع علم مجموعة المقاومة في حفل زفافهما وجمع التبرعات. هذه المجموعة تعكس جزءً من الجهود الحكومية لتعزيز القيم التي تتبناها الدولة في المجتمع.

وعن الاسم؛ قالت “بهاره”، في حوار لوكالة أنباء (فارس)، في آيار/مايو 2023م، بالتوازي مع انتفاضة (المرأة، الحياة، والحرية) احتجاجًا على الحجاب الإلزامي: “مُستوحى من اسم (فتيات شارع الثورة) اللواتي كن يُعارضن الحجاب الإلزامي عن طريق رفع الحجاب على عصا، لذلك قررت أن أتخذ إجراءً وأن أشكل حدثًا مؤثرًا من خلال مشاركة الفتيات والنساء المحجبات. كنا نبحث عن اسم يطغى على ذلك الاسم، اسم يعتمد على ثقافة الثورة ونهج القائد (الخميني) والشهداء. وفي الواقع، هذه الحركة النسائي هو انتفاضة في مواجهة تيارات التحرر من الحجاب، لأن فتيات الثورة تسببن في فرض العزلة على متبرجات شارع الثورة”.

وفي الفيديو المتداول؛ توضح “بهاره” طبيعة عمل (فتيات الثورة)، بالقول: “عندما تقترب الفتيات من الضريح، نضع على أعينهن نظارات ثلاثية الأبعاد، وندُخلهن في تجربة بين الحرمين، وحين يرون فضاء حرم الإمام الحسين (ع)؛ عن طريق تحريك رؤوسهن، حينها تذرفن الدموع. ثم نأخذهن داخل ضريح سداسي الأضلاع، بداخله حجر من حرم الإمام الحسين (ع) حصلنا عليه من خُدام الحرم. يتعاملن مع هذا الحجر في جو من الخصوصية. وإلى جانبهن توجد صور جميع الشهداء، من الحاج (قاسم) إلى الشهيد (عجميان) وحتى (آرمان علي وردي)؛ أحد عناصر الباسيج، الذين قُتلوا خلال الاحتجاجات الشعبية عام 2022م، والشهيد (حسن نصر الله) ثم نسألهن: هل تعرفن هؤلاء الشهداء ؟ معظمهن يكنّ إعجابًا كبيرًا بالحاج (قاسم)”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة