22 فبراير، 2025 11:56 م

“الكاتب” الإيرانية تكشف سر .. مركز ثقل الدبلوماسية العالمية !

“الكاتب” الإيرانية تكشف سر .. مركز ثقل الدبلوماسية العالمية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

استضافت “السعودية”؛ الحوار بين “الولايات المتحدة” و”روسيا”. وتبدو آفاق هذه المفاوضات واضحة نسبيًا إذ من المُرجّح أن تتجاوز مسألة إنهاء الحرب في “أوكرانيا” إلى دخول علاقات “روسيا” و”أميركا”، في عهد “دونالد ترمب”، مرحلة جديدة. بحسّب ما استهل “صابر ﮔل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

ولكن بغض النظر عن نتائج هذه المحادثات ومستقبل العلاقات “الأميركية-الروسية”، تُعدّ استضافة “السعودية”؛ وما تحمله من تداعيات في المشهد الجيوسياسي الإقليمي والسياسة الدولية، حدثًا مهمًا وجدير بالتفكير.

“دبلوماسية الوساطة” ودول الخليج..

تحولت الحوزة العربية في “الخليج” إلى مركز للدبلوماسية العالمية، وتحولت تقريبًا إلى وجهة للشمال والجنوب العالميين؛ لدرجة أنه يمكن القول: لا توجد منطقة في العالم تشهد هذا الكم الهائل من مرور القادة والمسؤولين العالميين.

فقد كانت “عُمان” وسيّط بين “إيران” و”أميركا”، لكن “قطر” كانت اللاعب الأكثر نشاطًا في العقدين الماضيين في “دبلوماسية الوساطة”، بحيث أصبحت قطبًا عالميًا في هذا النوع من الدبلوماسية؛ بدءًا من الاتفاق بين الأطراف اللبنانية في العام 2008م، مرورًا بالمصالحة في “دارفور”، وصولًا إلى الاتفاق بين “أميركا و(طالبان)، ومؤخرًا بين (حماس) و”إسرائيل”.

“السعودية” بوابة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط..

في غضون ذلك؛ وصل ملف المفاوضات والوسّاطة بين القوتين العالميتين؛ “الولايات المتحدة” و”روسيا”، إلى “الأخ الأكبر” في الخليج، أي “المملكة العربية السعودية”.

وهذا في حد ذاته يعكس دخول الدول العربية بالخليج عصرًا جديدًا. وقد قيل إن “السعودية” بصدّد التحول لتُصبح بوابة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

والسؤال: كيف تحولت جزيرة العرب، التي كانت يومًا مجرد صحراء شاسعة وغير قابلة للزراعة، إلى مركز للدبلوماسية العالمية، ومركز اقتصادي إقليمي، ومحط أنظار الشرق والغرب والشمال والجنوب في العالم، حتى أن دولًا تاريخية قديمة مثل: “مصر وتركيا وإيران” تشعر بالحسّرة تجاهها ؟، الإجابة على هذا السؤال تتجاوز نطاق مقالٍ قصير على تطبيق (تلغرام)، لكن من الخطأ الاعتقاد أن السبب الوحيد هو وجود “النفط”.

فالكثير من الدول لديها “نفط”، لكنه كان بالنسبة لها: “لعنة سوداء” أكثر من كونه: “ذهب أسود”.

عوامل تحول شياخات الخليج إلى قطب “اقتصادي-دبلوماسي” عالمي..

الحقيقة أن هذه الدول أدركت؛ رُغم تركبيتها التقليدية والقبلية، أهمية عنصر الاقتصاد والمال في العالم الحديث. وهذا الفهم بالتأكيد شرط ضروري، لكنه ليس كافيًا؛ فقد كان مثل هذا الفهم موجودًا على سبيل المثال في “مصر” منذ الماضي؛ ولكن في ظل عقود من أزمات الحوكمة، وغياب الإرادة والحوكمة الاقتصادية، وانعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي المسَّتمر، وأزمة صُنع القرار، لم يتحول هذا الفهم إلى واقعٍ عملي.

لكن في الواقع، هناك ستة عوامل أحالت شياخات الخليج إلى قطب اقتصادي ودبلوماسي في العالم:

01 – لا وجود لأزمات أو صراعات سياسية واجتماعية معقدَّة في هذه الدول، وهي تُعدّ رغم النظام الوراثي غير الديمقراطي، من بين أكثر دول العالم استقرارًا.

02 – عدم تعدَّد مراكز السلطة؛ وعدم تعقيّد نظام صنُع القرار في هذه الدول وسهولته.

في الواقع، تتملك هذه الدول حوكمة مركزية ومرنة تسَّهل عملية اتخاذ القرارات، ولا يوجد فيها تضخم مؤسسي أو قانوني معيَّق.

03 – الحوكمة الاقتصادية التي تهدف إلى تدويل الاقتصاد، مما جعل “النفط” نعمة وليس نقمة.

اليوم، وبفضل تنويع مصادر الدخل، لم تُعدّ هذه الدول بحاجة كبيرة إلى العوائد النفطية.

04 – تراكم الأموال ورؤوس الأموال في هذه الدول، وهو ما حدث نتيجة للعوامل المذكورة سابقًا، مما جعلها وجهة لقادة الدول المختلفة لجذب هذه الاستثمارات، وأصبح الجميع يسّعى إلى تعزيز العلاقات مع هذه الدول.

بالإضافة إلى ذلك؛ فقد منحتها هذه الثروة الهائلة نفوذًا كبيرًا في مراكز القوة حول العالم.

05 – استراتيجية الاستفادة من العقول والخبرات والمستشارين الأجانب المختصين في المجالات المختلفة. في حين تواجه دول مثل: “إيران ومصر” هجرة العقول المحلية.

06 – وجود سياسة خارجية متوازنة ونوع من الموازنة بين الشرق والغرب. هذا في حين إن هذه الشياخات حليف بالأساس لـ”الولايات المتحدة”.

مع هذا؛ أقامت خلال العقد الماضي علاقات استراتيجية مهمة مع: “الصين وروسيا”. ولا يُخفّى أن مثل هذا التوازن هو شرط ومفترض للحوكمة الاقتصادية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة