21 فبراير، 2025 11:58 م

“السياسة اليوم” الإيرانية تتهكم .. ماذا حدث لجحيم “ترمب” ؟

“السياسة اليوم” الإيرانية تتهكم .. ماذا حدث لجحيم “ترمب” ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لا يزال “غرب آسيا” المحور الرئيس للتطورات العالمية، رُغم سعي الغرب، من خلال هيمنته الإعلامية، إلى تهميش العديد من هذه التطورات، وتقديم قضايا مثل صعود “دونالد ترمب”؛ في “الولايات المتحدة”، وحرب “أوكرانيا” كمَّرتكز رئيس للمعادلات العالمية، وذلك ليظل الغرب – بزعمه – مركز صنُع القرار والمحدَّد لمصير العالم. بحسّب “قاسم غفوري”؛ في تقريره المنشور بصحيفة (السياسة اليوم) الإيرانية.

تصدر “غزة” اهتمام الرأي العام..

ورُغم خفوت “حرب غزة” إعلاميًا، بعد التوقّيع على اتفاق وقف إطلاق النار وفقًا لشروط المقاومة، لا الرغبة الأميركية-الصهيونية، لكن ما تزال التطورات الفلسطينية تحظى بالاهتمام بسبب الكارثة الإنسانية، والتجاهل العالمي لاستمرار الجرائم الصهيونية في “غزة” و”الضفة الغربية”.

والأهم في آتون هذه التطورات، هو تنفيذ المرحلة السادسة من تبادل الأسرى بين حركة المقاومة (حماس) والكيان الصهيوني، وإخلاء سبيل عدد (03) أسرى صهاينة مقابل عدد: (369) أسير فلسطيني.

هذه العملية؛ وإن بدت كاستمرار للمراحل السابقة من اتفاق تبادل الأسرى، لكن المهم والملفت في هذه المرحلة هو تهديدات “ترمب”، خلال الأسبوع الماضي، بشأن تحويل المنطقة إلى جحيم حال لم تُفرج (حماس) عن جميع الأسرى الإسرائيليين؛ وعددهم أكثر من: (70).

انتصار جديد لإرادة المقاومة رغم تهديدات “ترمب”..

في المقابل؛ كانت (حماس) قد أكدت الإفراج عن بعض الأسرى وفق اتفاق وقف إطلاق النار. والأهم أن عملية تبادل الأسرى تمت بالنهاية وفق معايير ومواقف (حماس) لا بناءً على رغبة وتهديدات الرئيس الأميركي، وهو ما يعني أنه توّعد باعتباره رئيس دولة تدعي تفردها بالقوة العالمية المطلقة، بتحويل “غزة” إلى جحيم لحركة (حماس) وسكان المنطقة؛ بحيث تكون عبرة للآخرين؛ بينما في الواقع، لا يملك “ترمب” ولا الصهاينة القُدرة أو الجرأة على تنفيذ هذا التهديد، ويُحاولون فقط إخفاء هذا الفشل في مواجهة المقاومة عبر إثارة الضجة وتسّليط الضوء على قضايا مثل “مؤتمر ميونخ” وبعض التطورات الإقليمية.

سلسلة من الفشل الذريع..

كما يمكن مشاهدة البُعد الآخر لذلك الفشل، في رد فعل “غزة” على خطة “ترمب” بشأن تهجيّر الغزاويين، وعودة آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى شمال “غزة”، وكذلك الدعم الشعبي في القطاع للمقاومة، ناهيك عن الإجماع الدولي ضد خطة “ترمب”؛ بداية من الدول العربية والإسلامية وحتى الدول الغربية والمحافل الدولية، المستَّمدة من القُدرات العالمية للمقاومة.

يتزامن هذا الفشل الذريع للصهاينة و”الولايات المتحدة”، مع بعض التطورات السياسية الأخيرة في الطرف القريب من “فلسطين”، وأعني “لبنان”؛ حيث اتخذ بعض السياسيين مواقف تتعارض مع الأعراف الدولية وعلاقات “إيران” و”لبنان” متعدَّدة الأوجه، شملت وقف الرحلات الجوية من “طهران” إلى “بيروت”، وذلك نتيجة خطأ في التقدير وضعف أمام الضغوط الأميركية.

حروب إعلامية..

في هذه الأجواء الملبَّدة بالغيوم، انتفضت وسائل الإعلام الصهيوني والغربية، لتقديم التطورات اللبنانية باعتبارها مؤشر على عجز وضعف المقاومة في المنطقة، للتقليل من أهمية مراسم تشييّع قادة المقاومة؛ “حسن نصرالله” و”هاشم صفي الدين” من جهة؛ لتجنب تكرار الفضيحة التي تعرضوا لها في “غزة”، والتي كشفت عن تبادل الأسرى وقوة المقاومة وفشل ادعاءات الصهاينة بالقضاء على (حماس).

يسّعون من جهة أخرى؛ عبر هذه الضجة إلى تقديم أنفسهم كمنتصرين في معادلات المنطقة، وتبرير احتلالهم لـ”الضفة الغربية وسورية ولبنان”، وتوسيّع نطاق الاحتلال، بحيث يشمل “مصر والأردن”.

في الوقت نفسه، يسّعون إلى تكرار السيناريو “الأميركي-الصهيوني” القائم على ادعاء إضعاف مكانة “إيران” الإقليمية والمقاومة، بهدف تقويض معنويات الإيرانيين وحلفائهم الإقليميين.

تأتي هذه التصورات التي تندّرج تحت لواء التطورات اللبنانية الأخيرة، في حين تُظهر التحركات الشعبية التلقائية لدعم العلاقات مع “إيران” والاحتجاج على تبعية بلادهم لـ”أميركا” من جهة، وخوف الصهاينة و”أميركا” من تشييّع جثمان “سيد المقاومة” من جهة أخرى، قُدرات المقاومة و”إيران”؛ التي لا يمكن إخفاؤها بهذه السلوكيات الظاهرية والمؤقتة.

والحقيقة التي لا يمكن إنكارها؛ أن مصيّر المنطقة ستكتبه بالنهاية المقاومة، لأن “ترمب”، ورُغم كل الادعاءات استسلم بالنهاية لقوة جزء صغير من المقاومة؛ وأعني (حماس)، في عملية تبادل الأسرى؛ بحيث كانت (حماس) هي من خلق الجحيم للصهاينة و”ترمب”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة