أعراض توجب النظر
غزة نموذج نظرية من الواقع:
القضية الفلسطينية فاعلة منذ 1948 عندما بدأ التقسيم وكان المهاجرين قد اتو تدريجيا وبأعداد قليلة منذ 1841- 1881 وكان نابليون أول من خاطب المشاعر الدينية في جذب اليهود إلى الأرض ثم بدأت عمليات التحايل من القنصليات بتبديل الأسماء من اجل البقاء، لكن في الحاضر أن هنالك محتل ومقاومة تريد العيش هدفها العيش والحرية في أرضها، بينما المحتل الصهيوني يريد إبادة هذا الشعب وهي فكرة يساعده بها مجموعة المنظمات والعملاء والاتباع للصهيونية وان لم يكونوا يهودا ، مسلمون وكثرة من المسيحيين لأسباب معتقدات وسرديات دينية، لكن في معركة السابع من تشرين (أكتوبر) والتي تميزت بمبادرة ومباشرة واضحة للمقاومة واحتجزت اسرى إضافة لما فعلته من أمور عسكرية أخرى وبشكل مفاجئ للعالم، فكان الرد عنيفا مدمرا للبنى التحتية والمساكن فوق ساكنيها ومعظمها عمارات عمودية تتسع لعدة اسر، فكان قتلا رهيبا وتعويقا وجرحى وبما تسبب بقتل ما يزيد عن 5% من سكان غزة وجرح ضعف هذا بجروح آلية موت رهيبة أمريكية وما يعنيه هذا ناهيك عن الأضرار المادية والنفسية وصعوبات العيش لأناس أصلا مساحة عيشهم ضيقة.
أمريكا وبعض الدول الغربية لم تك ترى كم شهداء غزة وتعتبر هذا دفاع عن النفس وهو اغرب تعبير يطلق على سلوك المحتل ولتبرر دعم وجود هذا الاحتلال فلا تحصل هجرة عكسية كل إلى موطنه في اوربا وفي ذات الوقت يبرر وجودها من ناحية استراتيجية كذراع للمصالح غير المشروعة وقاعدة على الأرض للقيام بالعدوان على أي مكان وسبب بعد ذلك للتدخل المباشر، وهم زودوا بالسلاح بظاهر التعاطف والتسامح مع الفعل الصهيوني، لكن الحقيقة هي سعي الصهاينة لتحقيق انتصار يبرر سبب استمرار وجودهم واحتلالهم للأرض، إلى النهاية لم تعترف أمريكا إن هذا الكم من الأبرياء قتل عدوانا، والى أن أتى تبادل الأسرى لنرى تجاهلا لآلام الفلسطينين، فيعبر رئيسا أمريكا المغادر والقادم عن سرورهما لخروج الأسرى الصهاينة والأمريكيين متجاهلين الأسرى الفلسطينين، متجاهلين الموت والدمار في غزة، ببساطة، بل أن وزير خارجية بايدن يقول اني لم أر أي جرائم حرب أو قتلى مدنيين والإحصائية تعد آنذاك نحو 22 ألف شهيد وضعفين من الجرحى الخطرة جراحهم مع قصف المستشفيات، رغم أن المحكمة الدولية أدانت قادة الكيان بجرائم الحرب واعترفت بقرارها عدد كبير من الدول وصمت رغم الاعتراف عدد آخر، الأمريكان كما الإسرائيليين يتمنون لو كان قضي على الجميع من اجل راحة قاعدتهم المتقدمة في الشرق الأوسط كما يظنون، لم ينصف الأمريكان القسام عندما شاهدوا بانوراما تسليم الأسرى الذي لايمكن وصفه فهو منهج إبداعي تماما.
هل إسرائيل قاعدة متقدمة:
النظام الرأسمالي والدولة الحديثة تحتاج شماعة لتبرير لِمَ الرفاهية التامة لم تأت، بل الجهد والجهد ، عجزت عن استمرا دعم الدولار بالناتج الوطني، فكونت منظومة عسكرية لتحمي المال والصناعات وقتال طواحين الهواء، فلابد من عدو ليكون دون كيخوتي فارسا قويا يهابه العالم ولابد من أسلحة فتاكة لتخيف العالم، كل مؤسسة لابد لها من عمل والا قامت هي بالعمل لتبرير وجودها، فالعدو موجود ومكافحة الإرعاب تتحول إلى منظمة ثابتة، والغرب كله كان داعما لإسرائيل بدرجة وأخرى، اوربا تخشى هجرة معاكسة فيسيطر الصهاينة على اوربا بشكل كامل وليس بالنفوذ القوي كما هو الآن، وأمريكا اقتصادها وإعلامها وهيكليتها باقية بإيحاءاتوقيادة الصهيونية لها كما اتضح جليا، افترض الكيان كقاعدة متقدمة لتبرير صيغة العلاقات والأموال والدعم اللامحدود، لكن هذا كله أسقطته 7 أكتوبر. عندما فاجأ ترامب نتنياهو وهو يزعم انه يعلم قبل هذا بتصريحه، ناسيا أن نتنياهو يعلم الحلم من الكابوس رغم انه تمسك بالوهم بعد تصريحات ترامب وهذا فقدانٌ للبوصلة، وغيبوبة بائعة اللبن.
ترامب فاقد الثقة بالكيان ومنطق وجود إسرائيل مهتز عنده، لهذا تكلم عن غزة وامتلاكها وتهجير أهلها والترحيل كضربة حظ أو الغجرية قارئة الطالع وهو يهبط بقيمة أمريكا كأكبر هبوط في داو جونز فالرجل تاجر وليس سياسي؛ عندما امتدح ابنه لنصحه في الانتخابات وجلب له 36 نقطة حد زعمه قال (انه يعرف السوق)،فالتدمير الذي حدث كان هستيريا من فقد رباط جأشه ويريد أن يكون كشمشون وتاريخيا كان شمشون في غزة، وليهدم أعداءه بعقلية متخلفة مستمدة من أساطير، اوربا ادركت أن الكيان تجاوزه الزمن، وأمريكا بأسلوب ترامب الذي يشبه نيرون في تاريخها، لكن غباء السياسة الأمريكية أنها وضعت العرب بالتكتيك وانها وصلت بالاستهانة بهم لدرجة تصدر الأمر وبلا حوارات ثم تريد أن تناقش التفاصيل للمهام المستحيلة، فمن باب أولى أن تتخلى عن استراتيجية الصراعات والعداء مادامت الدول العربية قابلة لبناء علاقة استراتيجية مع الغرب غير مكلفة ولا خطرة ككيان مستنزفهم.
كلا الطرفان (الكيان والمقاومة) منتصران كل لقيمه، فهنالك من انتصر لإهلاكه الحرث والنسل؛ وهنالك من انتصر بالصمود على تطبيق تعاليم دينه في الأسرى والحرب، فأبلى في الحرب وخدم أسراه وعاملهم بحب الله لدرجة تحول خوفهم وكرههم إلى محبة وثقة، وستبقى نزوات ترامب مشكلة اوربا فلن ينصاع له من حكام العرب من له ذرة من كرامة فطاعة ترامب الحداة موت وهو ينقل النار ليحرق الجميع.