-1-
لا أحد يُنكر ان هناك فارقاً كبيراً بين لغة الأحلام ولغة الأرقام .
الأمنيات كثيرة ولكنّ المتحقق منها ليس كثيراً في معظم الحالات …
وهذا هو الذي عناه الشاعر العربي بقوله .
ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يُدرِكُهُ
تجري الرياح بما لاتشتهي السفنُ
-2-
وثمة من يعيش بأحلامه وأمانيه ، بعيداً عن الواقع والحقائق .
وحين يكون راس المال أحلاماً وردية فانّ الصورة قد تكون قريبة من المهزلة ان لم تكن المهزلة بعينها …
-3-
أعرف مَنْ تصدّى للحصول على مقعد نيابي منذ انتخابات الجمعية الوطنية في (2005) وساقه حسابه الخاطئ الى ان تكون له (قائمة) من بين القوائم الانتخابية ، ولم يحصد منها الا الخيبة والمرارة …
-4-
وبَدَلَ ان يتعظ بالتجربة كررها ثانية في انتخابات (2010) ، وعمل في نطاق العشيرة واستنفر من يستطيع من الناس، فما حصد شيئاً غير الذي حصده في الجولة الاولى …
اعني أنه حصد الفشل الذريع رغم ما تكبدّه من خسائر ..!!
-5-
ولم تكن التجربتان الفاشلتان تصدانه عن الإصرار على تجربة ثالثة في انتخابات (2014)، سرعان ما التحقت بأختيها وجاءت فاشلة بامتياز ..!!
-6-
قال عن نفسه لبعض أصدقائه :
انه شكّل (60) لجنة انتخابية ..!!
وبمقدورك ان تفهم بناء على صدق المعلومة كم هي تكاليف هذه اللجان..؟!
-7-
وقبل ظهور نتائج الانتخابات ، قال لأحد أصدقائه انه حصد عشرة آلاف صوت ..!!
-8-
وحين ظهرت النتائج تبين أنه لم يحصد (350) صوتاً..!!
-9-
ومن المهازل المضحكة أنه أخذ يمنّي نفسه بعد هذا الفشل الذريع بحقيبة وزارية ، ويخبر بعض رفاقه أنها ستمنح له في الحكومة الجديدة ..!!
ان العلاقة بين الفشل وبين المناصب، في منطق هذا الغِرّ الساذج ،ودية للغاية ، بمعنى أنه كلما كان الفشل أكبر ، تصاعدت الى سقوف أعلى ..!!
وعلى الفطنة ، والدراية بحقائق السياسة ، ألف تحية وسلام .
-10-
سر هذه الانتكاسات الفظيعة كلها ، ان صاحب الحظ التعيس لم يستطع حتى الآن ان يميّز بين نوعين من الوجود
1 – الوجود القائم بالذات
2 – الوجود القائم بالغير
وقد تخيّل أنه أصبح صاحب وجود من النوع الأول، بينما هو في الحقيقة لايُعدّ اذا حضر، ولا يُفتقد اذا غاب – كما يقولون – .
لقد كانت له تجربة معيّنة في تمثيل كيان سياسي مهم ، وعلى ضوء ذلك التمثيل كان يحظى بمعاملة خاصة من سائر الاطراف السياسية، ولكن الكيان السياسي الذي كان يمثله، اتخذ قراراً بعزله ، فعاد الى المربع الأول ، مُجرداً من كل المقومات المطلوبة في الفائزين ….
-11-
وأطرف الطرائف انه مشغول الآن باعداد ورقة مهمة لتأسيس حزب سياسي يكون له دوره الفاعل والكبير في الساحة العراقية، وخفي عليه ان الحزب الناجح لايصنعه الفاشلون ..!!
-12-
ونحن لم نكتب هذه السطور من باب التشفي بمن حُجب عنه الفوز ، لان التشفي مرفوض، باعتباره عاهة أخلاقية، وانما كتبنا القصة باختصار ليكون صاحبها نموذجاً للحسابات الخاطئة التي كثرت في الآونة الأخيرة ،
وأوصلت عددَ المرشحين الى مازاد عن (9000) بينما المطلوب منهم هو فقط (328) .
ان هذا يعني ان اخوانه من الرضاعة ليس بالعشرات والمئات بل هم ألاف مؤلفة ..!!
ويا ساعد الله الشعب العراقيّ على تحمّل هولاء المنتفخِين ، الذين يضحكون على انفسهم أولاً قبل محاولة الضحك على الآخرين .