13 فبراير، 2025 9:32 ص

هل من تبلورٍ لموقفٍ عربيٍ ما ( التهجير وترامب )

هل من تبلورٍ لموقفٍ عربيٍ ما ( التهجير وترامب )

قيمة المساعدات المالية السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لكل من الأرن ومصر , والتي لوّح وهدد الرئيس ترامب بقطعها عن هاتين الدولتين في حال رفضهما استقبال الذين سيجري تهجيرهم من غزة , فإنها تبلغ

72 ,1 مليار دولار للأردن و 45 , 1 مليار دولار لمصر .! , وهو مبلغ ليس بهائل او كبير للتهديد بسيادة وكرامة البلدين , وبإمكان بعض الدول العربية النفطية وغير النفطية تقاسم قيمة هذا المبلغ ودفعه لهذين البلدين , وفق المتطلبات القومية الواجبة , وتخليصهما من الوعيد والتهديد الأمريكي . يشار هنا أنّ العديد من حكومات الأقطار العربية قد قدّمت مساعدات مالية سخيّة لمصر وسوريا والأردن بعد نكسة حرب حزيران لعام 1967 , كتعوبضٍ ” على الأقل ” عمّا فقدته من اسلحةٍ في الطائرات والدبابات والمدفعية واللوجستيات الأخرى , ولم تكن آنذاك أية مساعدات امريكية تسبق تلك الحرب , < فما عدا ممّا بدا .؟ > , لماذا لا يتكرر ذلك المشهد حالياً في ظل هذه التراجيديا الأسرائيلية – الأمريكية , وما الذي يمنع ذلك .! , ثمَّ لماذا انعدام الضغط الجماهيري العربي ونُخب الإنتلجنسيا الثقافية والسياسية في الضغط على حكوماتهم لدعم مصر مصر والأردن , ولإتخاذ مواقفٍ أكثر تشدداً تجاه او بالضد من مسألة التهجير , مواقف تحمل مؤشراتٍ مسبقة في التعامل والتعاطي اقتصادياً ” على الأقل ” مع المصالح الأمريكية .

من المحزن والمؤسف كذلك أنّ ” التلويح ولو على صعيد الإعلام .! ” بوقف او تعليق عملية التطبيع مع اسرائيل ولا حتى سحب السفراء العرب من تل ابيب , قد اضحى وامسى غير قابلٍ للصرف فيّ ايّ مكتبٍ للصيرفة ولا حتى في البسطات .!

   من زاويةٍ اخرى تسبق ما وصلت اليه الأمور آنياً حول غزة ومداخلاتها , وحتى الإشارات والمؤشرات الأسرائيلية المدعومة امريكيا بحرارة حول احتلال الضفة الغربية وضمّها الى اسرائيل , ففي بدايات الحرب بين حركة حماس والكيان الصهيوني وتشديد القصف الهمجي على معظم اروقة القطّاع , فكان الهدف الستراتيجي الأسرائيلي ( الأوّلي ) هو منع ” حماس ” من محاولة تكرار خرق الحدود الأسرائيلية والعبور نحو داخلها الى المدن والمستعمرات او المستوطنات ”  ففي حينها كانت كلّ منطقة القطّاع تشكّل مِنطقةً ملتهبة ” تعمل اسرائيل على التعامل معها وقائياً بالدرجة الأولى , وقبل ما يعقبها من ممارساتٍ اخرى ” , إنّما التساؤل الذي تأخّر وفات وقته .! لماذا لم تطرح الجامعة العربية اوبعض الدول العربية ذات الثقل السياسي , بإنزال وإدخال قوات عسكرية عربية ” من اقطارٍ محددة ” لتغطية الشريط الحدودي بين اسرائيل وغزة وصولاً الى الحدود المصرية , كردٍّ موضوعي على الذريعة الأسرائيلية , وايضاً لوضع كوابح آنيّة ” مهما طالت ” للحد في الخلاف بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس , وهو بمثابة اجراءٍ وقتي للإتجاه بإتجاه التهدئة , ولا نزعم هنا أن ذلك كان سيغدو اجراءً مقبولا كلياً من الأمريكان والأسرائيليين , لكنه يقع ضمن المسؤولية العربية وما تتطلبه من زخمٍ وجهدٍ مشترك وحتى على صعيد الإعلام .!

  ربما والى حدٍ ما , فقد يمكن الإستفادة النوعية حول طرح ادخال قوات عربية تنتشر في عموم القطاع , مقابل مجابهة مخطط التهجير الذي لا يطرح ولا يشير الى ايّة مبررات او مسوغات , طالما القيام بتأمين الشريط الحدودي بين غزة واسرائيل , ومهما كان ذلك لا يقع ضمن أمد السلام البعيد المدى .!