12 فبراير، 2025 7:16 ص

الخيار بين الرغيف والكرامة

الخيار بين الرغيف والكرامة

درس غزة درس عمومي وليس خصوصي ومتاح مجانا وهو درس للحكومات العربية بالاخص والاسلامية بالخصوص والعالم بالعموم ، واخر درس لها هو ايقاف تبادل الاسرى بالرغم مما صرح به مدير البيت الابيض باطلاق سراحهم وهو نفسه الذي عربد قبل دخوله البيت الابيض على حماس اطلاق سراح الاسرى جميعا ولم يساوي كلامه عفطة عنز عند المقاومة ولم ينفذ منه حرفا واحدا،و بخلاف الابواق والساسة الذين يتناقلون هذيان البيت الابيض على اعتبار انه امر مفروغ منه لتحقيقه .

لا اريد ان اتحدث عن الحكومات العربية او الاسلامية بل اريد ان اتحدث عن حكومتنا وانا اطالع الاخبار التي تتحدث عن رفض امريكا ان يتعامل العراق مع ايران وطلب العراق الاذن من امريكا لتزوده بالكهرباء ، ما هذا الخضوع ؟

ستقنعون انفسكم ايها الرئاسات الثلاث بان ما تقومون به سياسة ، هل السياسة تسمح لتلويث الكرامة من اجل الحصول على نفايات امريكية ؟ هل الكرامة تسمح لكم باهانتها مقابل الحفاظ على الكراسي وليس الشعب العراقي ؟ عندما يتحدث عراقيان في اي مجلس تذكر فيه الحكومة العراقية وكل فرد يحمل طن من اخبار الفساد ، لربما فيه كذب او مبالغ فيه بل لنقل انه كله كذب ولكن لماذا يكون الحديث عن فساد الحكومة ؟ لان الارضية تسمح لذلك لان الاعلام نشر الكثير من ملفات الفساد ، اصبحت العقول تتقبل حتى الكذب ، وما اكثر التناوش بين السياسيين واخرها بين حنان الفتلاوي ورئيس الجمهورية ليظهر لنا حجم الفساد في العراق .

الان يتحدثون عن ان اعمال مصرف الرافدين هي بامر المصرف الفيدرالي الامريكي ، فهل هذا الحديث ياتي من فراغ ؟ ماذا انتم فاعلون لو هدم سوق النفط ؟ من اين تاتون برواتب الترهل والتخمة بالموظفين الذي لا يعملون ؟ من اين تاتون برواتب التقاعد للبرلمانيين منذ سنة 2005 والى الان ؟ هذا حديث الشارع .

هل تمتلك غزة افضل مما يمتلكه العراق لترد على مدير البيت الابيض وبكل شجاعة بل لا يستمعون لهذيانه ؟ هذه السياسة التي تعملون بها الا تمكنكم من حفظ حقوق العراق واولها كرامة العراق ؟

تزوير المستندات في العراق والتصريحات السياسية الخاصة بالمراوغة التي تصدر منكم يا اعضاء الرئاسات الثلاث الا تمكنكم من دفع تهديدات امريكا للحشد الشعبي ؟

وامر مفروغ منه لولا الحشد الشعبي لكنا مثل سوريا وسوريا لو فيها حشد شعبي لما كانت بهذا الحال ، فالحفاظ على هذا الحشد يتطلب ايجاد غطاء يدفع تهديدات امريكا كأن يعتبر فيلق او فرقة حسب تسميات الجيش العراقي لرد تخرصات امريكا ضدهم .

المادة الاساسية لاي سياسي يجرى معه لقاء هي فضح الاخرين والتلويح بمستندات تثبت فسادهم ، هذا اضافة الى ما يعرض من هذه الوثائق من على وسائل التواصل الاجتماعي ، ظاهرة مزرية .

على الجانب الاخر الا يشعر المواطن العراقي بالمواطنة ؟ الا يقوم بدور الناصح بدلا من الشاتم ؟ الا يمكن ان يكون نقده بناء بدلا من الهدام ؟ لماذا لا نسعى جميعا لحفظ العراق من افواه الوحوش التي تريد ان تنهش لحم العراقيين ؟ بل حقيقة في كثير من المتابعات لي من على مواقع التواصل الاجتماعي اجد افلاما وصورا سيئة يدعي اصحابها انها في العراق وعند البحث يظهر كذبها ، لماذا هذا التسقيط للعراق ؟

يتحدث اباؤنا ايام نوري السعيد انه كان يحرض الشعب عن طريق طابوره للقيام بمظاهرات ضده للمطالبة بخدمات معينة حتى يقول للمندوب البريطاني ان الشعب تظاهر ضدي ولابد من تنفيذ طلباته حتى لا يكون متمرد على العمالة البريطانية .

هل اصبح الرغيف اغلى من الكرامة ؟ اغلى من القيم ؟ اغلى من الوطن ؟