11 فبراير، 2025 8:53 م

الروتين.. يخلصك من الاكتئاب ويشعرك بالانجاز

الروتين.. يخلصك من الاكتئاب ويشعرك بالانجاز

خاص: إعداد- سماح عادل

عن التأثيرات النفسية والعقلية للعمل على الإنسان، أجريت دراسة في جامعتَي آلتو وأولو لفهم كيفية تأثير الروتين اليومي على النشاط الدماغي على مدى فترات طويلة. الدراسة استمرت خمس أشهر، وشملت مراقبة النشاط الدماغي لفرد واحد باستخدام فحوصات دماغية دقيقة وبيانات جمعت عبر أجهزة قابلة للارتداء وهواتف ذكية.

 

وأوضحت ، الباحثة المسؤولة عن الدراسة”آنا تريانا” أن البحث سعى إلى  تجاوز الفهم المحدود لردود فعل الدماغ حيال الحوادث في شكلها المتفرق، والتركيز على كيفية تفاعل الدماغ مع التغيرات البيئية والفسيولوجية والسلوكية التي تحدث على مدى أسابيع وأشهر.

وأشارت النتائج إلى أن الدماغ لا يتفاعل مع الروتين اليومي بشكل فوري ومعزول، بل يستجيب على مدار أيام لتغييرات مثل إيقاع النوم والنشاط البدني والمزاج. ويشير إلى أن تأثير هذه العوامل يمتدّ إلى أكثر من أيام قليلة. ومثلاً، يمكن لتمرين بدني أو قلة النوم أن يستمر تأثيره على الدماغ لأيام لاحقة، ما يؤثّر على الإدراك والانتباه والذاكرة.

وكشفت الدراسة عن وجود صلة بين تقلّب معدل ضربات القلب وبين التواصل بين أعصاب الدماغ، خصوصا أثناء فترات الراحة. ومما يشير إلى أن التحكّم في مستويات الإجهاد من خلال تقنيات مثل التأمل أو التنفس العميق، يمكن أن يعزّز صحة الدماغ على المدى الطويل. وكذلك أظهرت الدراسة أن النشاط البدني له تأثير إيجابي على التفاعل بين مناطق عدة في الدماغ، ما يحسّن من الذاكرة والمرونة الإدراكية. وتترك تلك التغيرات بصمات دائمة على الدماغ، قد تستمر لمدة تصل إلى 15 يوماً.

وأكدت تريانا أن فحوصات الدماغ التقليدية تعطي صورة محدودة عن نشاط الدماغ في فترات قصيرة، ولا تعكس بشكل كامل تعقيد تفاعل الدماغ مع البيئة المتكررة على مدار مجموعة من الأيام.

أوضحت أن هذا الدور المزدوج جلب رؤى مباشرة حول كيفية الحفاظ على شفافية البحث وتحقيق نتائجه. وقالت: “في البداية كان الأمر مثيراً ومرهقاً، لكن مع مرور الوقت، يصبح الروتين طبيعياً وتنسى أنك تخضع للمراقبة”.

تمكن الباحثون  في الدراسة من تحديد نمطين رئيسيين في استجابة الدماغ. تمثل الأول بالموجة القصيرة الأمد التي تستمر أقلّ من سبعة أيام، وتعبّر عن التكيفات السريعة مثل تأثير ضعف النوم على التركيز. وتجسد الثاني بالموجة طويلة الأمد التي تستمر حتى 15 يوما، لأنها تعبر عن التأثيرات التدريجية والدائمة، وخصوصاً في المجالات المرتبطة بالانتباه والذاكرة.

تمهّد نتائج هذه الدراسة الطريق لدراسات مستقبلية تعتمد على البيانات اليومية، وتجمع بين الفسيولوجيا والنشاط الدماغي؛ للحصول على فهم أعمق للصحة النفسية، وربما تصميم تدخلات علاجية مخصّصة أكثر فعالية.

يقول المشارك في الدراسة الدكتور “نيك هايوارد”: “نحتاج إلى جلب البيانات من الحياة اليومية إلى المختبر، كي نفهم الصورة الكاملة لكيفية تأثير عاداتنا على الدماغ”.

تقدم هذه الدراسة أيضا إثباتا لمفهوم البحوث التي تجرى مباشرة على المرضى ويمكنها تتبع التغيرات الدماغية في الوقت الفعلي، وهي تشكل أداة قوية في الكشف المبكر عن الاضطرابات العصبية، خصوصاً الحالات النفسية التي قد لا تُظهر أعراضاً واضحة في البداية.

وتضيف “تريانا”: “ربط النشاط الدماغي بالبيانات الفسيولوجية والبيئية قد يفتح الباب أمام ثورة في الرعاية الصحية الشخصية، ما يؤدي إلى تدخلات مبكرة ونتائج أفضل في معالجة الاضطرابات النفسية والعصبية”.

الاكتئاب..

أفضل علاج للاكتئاب عبارة عن مزيج من العلاجات النفسية والجسدية تحسن الصحة العقلية، ومنها  تأثير الروتين اليومي على الاكتئاب، وخصوصا أنه اضطراب نفسي معقد يؤثر على الأشخاص بطرق متعددة، مما يستدعي معالجة شاملة تأخذ في الاعتبار احتياجات كل فرد، وتشمل العلاجات الأكثر فعالية العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، والأدوية المضادة للاكتئاب، وبالإضافة إلى تحسين نمط الحياة من خلال ممارسة الرياضة، النوم الجيد، والتغذية السليمة، ومن خلال إتباع خطة علاجية متكاملة، يمكن للأشخاص المصابين بالاكتئاب أن يستعيدوا قدرتهم على التفاعل مع الحياة بشكل إيجابي وتحسين نوعية حياتهم.

يعد الروتين اليومي من أبرز الطرق لعلاج الاكتئاب، حيث أنه يمكنها أن تكون فعالة لعلاج الاكتئاب لعدة أسباب:

– يساعد وجود روتين ثابت على تقليل الشعور بالارتباك والضياع، وهو ما يمكن أن يزيد من مشاعر الاكتئاب.

– ممارسة الأنشطة اليومية بشكل منتظم، مثل العمل، الرياضة، أو الهوايات، تعزز من النشاط العقلي والجسدي. نجد هذا يساهم في تحسين المزاج.

– عند إتمام المهام اليومية، حتى البسيطة منها، يشعر الشخص بالإنجاز، مما يعزز من ثقته بنفسه ويقلل من مشاعر العجز المرتبطة بالاكتئاب.

– يسهم الروتين اليومي في تحسين نوعية النوم من خلال تحديد أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ، وهو أمر مهم جدا في علاج الاكتئاب.

– عندما يكون لديك جدول محدد، يقل الوقت المتاح للتفكير المفرط في المشاكل والهموم. هذا يساعد في تقليل القلق والاكتئاب.

– يساعد الالتزام بروتين يومي الشخص في بناء بيئة مستقرة وداعمة، مما يسهم في تعزيز شعوره بالراحة النفسية.

– من خلال تضمين الأنشطة الاجتماعية في الروتين، مثل التواصل مع الأصدقاء أو العائلة، يمكن أن يتحسن المزاج ويقل الشعور بالعزلة.

– يساعد في تحقيق التوازن بين فترات العمل والراحة، مما يمنح الشخص فرصة للاسترخاء وإعادة شحن طاقته.

– تساعد الأنشطة المنتظمة مثل الرياضة أو الأنشطة المبدعة في زيادة إنتاج هرمونات السعادة مثل الإندورفين والسيروتونين، مما يساهم في تحسين المزاج.

– يساعد الروتين في وضع أهداف واقعية ومحددة، مما يقلل من مشاعر الفشل والإحباط المرتبطة بتوقعات غير قابلة للتحقيق.

– تعزيز القدرة على التركيز والإنتاجية، مما يعزز الشعور بالإنجاز والقدرة على التعامل مع المهام اليومية.

يتضمن الروتين اليومي فترات للعناية الذاتية مثل التأمل، والقراءة، والاستماع إلى الموسيقى المريحة. يساهم هذا في تحسين الصحة النفسية.

الأنشطة اليومية علاج للاكتئاب..

الأنشطة اليومية المفيدة للاكتئاب أو لتحسين الصحة النفسية بشكل عام التي تعزز من النشاط العقلي والجسدي:

– ممارسة الرياضة مثل المشي، والجري، أو اليوغا تحسن المزاج عن طريق زيادة إنتاج الإندورفين والسيروتونين.

–تقنيات مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق تساعد في تقليل التوتر والقلق وتعزز من الاسترخاء.

– تحديد مهام يومية واضحة ينظم الوقت ويمنح الشخص شعورا بالإنجاز.

–القراءة أو الكتابة سواء كانت قراءة كتب تحفيزية أو كتابة يوميات، فإنها تساعد في تحسين التفكير والتركيز.

–الأنشطة الإبداعية مثل الرسم، العزف على آلة موسيقية، أو الحرف اليدوية، حيث أن هذه الأنشطة تساعد في تقليل التوتر وتحفيز العقل.

–التحدث مع الأصدقاء أو العائلة له تأثير إيجابي في تقليل مشاعر العزلة.

–تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ يحسن نوعية النوم.

–قضاء وقت في الهواء الطلق أو في الطبيعة يمكن أن يكون له تأثير مهدئ ويسهم في تحسين الحالة النفسية.

النوم المنتظم ..

–النوم المنتظم يساعد في تحسين الذاكرة والتركيز. يعزز من القدرة على اتخاذ القرارات والتفاعل مع المحيط بشكل أفضل. ولذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب غالبًا ما يعانون من صعوبة في التركيز. لذا فإن النوم الجيد يمكن أن يساعد في تحسين هذه القدرة.

– يساعد في تقليل مستويات القلق، وهو أحد العوامل التي تساهم في الاكتئاب. وبالتالي فإن النوم المنتظم يسهم في استعادة الطاقة العقلية والجسدية، مما يقلل من مشاعر التوتر والقلق.

– يعد النوم هو الوقت الذي يقوم فيه الجسم بإصلاح نفسه، بما في ذلك إصلاح الخلايا وتجديد الأنسجة. ولذلك فإن قلة النوم تؤثر سلبًا على قدرة الجسم على التعافي، مما يمكن أن يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية والجسدية.

– الأشخاص الذين يحصلون على نوم كاف يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين يعانون من اضطرابات النوم. ولذلك النوم المنتظم يساعد في تحسين المزاج العام ويقلل من مشاعر الحزن واليأس.

– عندما يحصل الشخص على نوم منتظم، فإنه يكون أكثر قدرة على أداء الأنشطة اليومية بشكل أكثر فعالية، مما يعزز من شعوره بالإنجاز ويحسن من جودة حياته بشكل عام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة