11 فبراير، 2025 4:15 م

التفكير المفرط.. اجترار الماضي أو الخوف من المستقبل

التفكير المفرط.. اجترار الماضي أو الخوف من المستقبل

إعداد- سماح عادل

كإن رأسك يعمل كراديو لا يتوقف وعقلك يدور في دائرة مغلقة من الأفكار التي لا يستطيع الخروج منها، عقلك يفكر حتى وأنت نائم هذا هو مرض التفكير المفرط .

’’Overthinking‘‘..

أحد الاضطرابات العقلية التي تدفع الشخص إلى المبالغة في تحليل كل ما يدور من حوله بشكل يشعره بأن رأسه يكاد أن ينفجر. قد يصل الأمر إلى تفويته لبعض الأحداث التي تدور من حوله وفقدان التركيز، بل والتفكير في سبب الأفكار التي تراوده ومعانيها فيشعر الشخص بأنه على وشك الجنون!

نتيجة كثرة التفكير في الأحداث والمواقف البسيطة ابتكار نوع من أنواع التفكير السلبي يسمي الأفكار السلبية التداخلية التي تدفع الشخص إلى الشعور بمشاعر سلبية، والانزلاق إلى أشكال غير صحية من التفكير مثل: القلق والاجترار والهوس.

أنواع التفكير المفرط..

وله  سببان رئيسان:

اجترار الماضي والتفكير في كيف يمكن أن تكون الحياة أفضل لو كنت تعاملت مع الأشياء بشكل مختلف.

القلق بشأن المستقبل وتوقع حدوث الأسوأ واختلاق سيناريوهات سلبية وتشاؤمية.

في كلا الحالتين يشعر الشخص أنه يعيش في دوامة من الأفكار الهدامة والمؤلمة مما يجعله يشعر بالكرب والضغط المستمر بل ويجد صعوبة في التفكير في شيء مثمر وهادف وقد يصل به الأمر إلى الشعور بشلل في التفكير.

اضطرابات..

التفكير المفرط يصيب باضطرابات الصحة النفسية فالتركيز على العيوب والمشاكل والأخطاء الشخصية يزيد من الإصابة بالاكتئاب ومشاكل الصحة النفسية الأخرى.

كما يسبب التردد في اتخاذ القرار أو تجنب الأمر كليا أو المماطلة في إعطاء القرار النهائي.ويؤدي إلى العديد من أنماط الحياة غير الصحية مثل: تناول الكحول والطعام غير الصحي كوسيلة للهروب من اضطرابات الصحة العقلية.

أعراض..

تتمثل في..

الشعور بالقلق دائما حتى في ظل المواقف البسيطة.

القلق بشأن الأمور الخارجة عن السيطرة.

تذكير النفس بالأخطاء السابقة باستمرار.

استرجاع اللحظات والمواقف المحرجة مرارا.

سؤال النفس دائما أسئلة “ماذا لو…”.

وجود صعوبة في النوم والشعور بأن العقل لا يتوقف أبدا.

التساؤل المستمر عن سبب التفكير في أفكار معينة والبحث عن معنى أعمق لتلك الأفكار.

قضاء معظم أوقات الفراغ في التفكير في المعني الخفي وراء كلام الآخرين أو الأحداث التي تحدث.

قضاء الكثير من الوقت في التفكير في الأحداث الماضية أو القلق بشأن المستقبل لدرجة نسيان ما يحدث في الوقت الحاضر وعدم التركيز به.

وجود صعوبة في السيطرة على الأفكار.

أظهرت الدراسات أن كثرة التفكير يؤدي إلى جهل في اتخاذ القرارت، وعدم القدرة على حل المشاكل، وحجب للأفكار الواقعية، والإصابة بالحزن، إذ يفقد الشخص قدرته على النظر إلى النصف الممتلئ من الكوب؛ لانشغاله في التفكير بفراغ النصف الآخر منه. الإصابة بالأرق، فعندما يستمر الشخص بالتفكير في أحداث حصلت في الماضي ويعيد عيش التجربة بكل مشاعرها وآثارها يصبح من الصعب عليه أن ينعم بنوم هادئ ومريح، مما يزيد من فرص إصابته بمشاكل نفسية وجسدية.

علامات..

هناك ثماني علامات وضعها موقع  (Success Consciousness) تفيد بالإصابة بالتفكير المفرط:

1- تواجه مشكلة في اتخاذ القرارات:

مهما كان القرار بسيطا تواجه أزمة في اتخاذه، فيأخذ منك قرار الذهاب إلى مطعم لتناول الغداء وقتا.

أما إذا كان القرار مرتبطا بالعمل أو السفر أو القرارات المصيرية في الحياة فربما تحتاج لشهور.

2- اجترار أحداث الماضي:

أنت أسير ماضيك وأحداثه، تأخذك الساعات لكي تفكر في الأحداث التي مرت بك منذ سنوات.مرهق أن تقضي وقتا في لوم نفسك وتفكيك أحداث وربط مواقف حدثت بالفعل، ولن يفيدك اجترارها في شيء.

3- تكرار نفس الأسئلة:

ربما تجد نفسك ممن يكررون نفس الأسئلة في مناسبة واحدة، مثل” ما أخباركم؟ كيف حالك؟ هل من جديد؟، لا تستطيع فتح حوارات جديدة، أو تخشى الاندفاع في حوار يترتب عليه قرار ما، سيمل أصدقاؤك سريعا من أحاديثك وقراراتك المؤجلة وتكرارك المستمر.

4- تجنب المواجهات:

تنشغل بأمور الآخرين، وتبحث دون وعي عما يشتت انتباهك، فتدور في رأسك الأفكار دون الإفصاح عنها متجنبا ذلك خوفا من الالتزام بالتنفيذ أو لكثرة الحسابات التي تدور في ذهنك، هذه العادة ستتسبب في تراكم الأفكار في رأسك، ثم تجعلك فريسة سهلة لها.

5- البحث عن المعلومات:

عندما يتعلق الأمر بالبحث عن معلومة ربما يصبح الأمر ضروريا في القرارات المصيرية، أما إذا كان الأمر يتعلق بنوع طعام أو مطعم أو تقارير عن الأفلام لاختيار أي منها ستشاهد فهذا يعني أنك شخص غير طبيعي وتعاني من التفكير المفرط.

6- انت غائب حاضر: 

انشغالك الدائم بالأفكار يجعلك غير موجود بالنسبة لمن حولك، لا تجاريهم، ولا تلتفت إليهم، ولا تنتبه لحياتك معهم، عليك الاهتمام والتفاعل مع من حولك.

7- لا تنام جيدا:

عقلك لا يتوقف عن الدوران، تفاجئك الأفكار في صحوك ونومك وأحلامك، وفي الليل يتحول عقلك لطاحونة، تفاجئك الأفكار أيضا في منامك فتستيقظ مجهدا وكأنك لم تنم على الإطلاق.

8- القلق يمنعك من التقدم:

التفكير المفرط له درجات، وأصعبها عندما تتوقف حياتك بسببه، ويصبح سؤالك المستمر “ماذا لو؟”، في هذه الحالة لا تتردد في طلب المساعدة الطبية فهناك العديد من العلاجات المعرفية والسلوكية التي تساعدك على استعادة عقلك من بئر الأفكار.

نصائح لمواجهة التفكير المفرط..

بحسب موقع “تايمز ناو”.

اصرف انتباهك:

هناك أنشطة تلفت انتباهك، وفقا للخبراء، كلما شعرت أنك تدخل في حالة من الإفراط في التفكير، جرب ما يلي:

تعلم بعض مهارات المطبخ الجديدة من خلال تحضير وصفة مثيرة للاهتمام.

اذهب إلى  التمرين المفضل لديك مع الأصدقاء.

مارس هواية جديدة مثل الرسم أو تعلم العزف على آلة موسيقية.

تطوع فى عمل خيري

على الرغم من أنه قد يكون من الصعب أن تبدأ شيئا جديدا عندما تكون أفكارك غارقة بالفعل إلا أن الخبراء يعتقدون أن ذلك ليس مستحيلاً.

تمارين التنفس:

الطريقة التي تتنفس بها لها تأثير مباشر على جسمك وعقلك ويمكن أن تساعدك على صرف انتباهك عن الإفراط في التفكير.

مارس تمارين التنفس لمدة لا تقل عن 5-10 دقائق يوميا.

تعرف على أفكارك السلبية:

تشير الأفكار السلبية التلقائية  إلى الأفكار السلبية غير المحسوبة، والتي عادة ما تنطوي على الخوف أو الغضب. وفقا للخبراء، هذه معتقدات اعتيادية لا إرادية تعتمد على معتقدات أساسية عن نفسك أو الآخرين أو العالم. يمكن أن تكون أفكارك الأولى عندما يكون لديك رد فعل قوي تجاه شيء ما أو يمكنك تكرار موضوعات الخوف أو الخطر. نظرًا لأن الأفكار السلبية تؤدي إلى الشك في الذات والغضب والتهيج والاكتئاب والقلق، فيجب ملاحظة هذه الأفكار  والرد عليها.

اعترف دائما بنجاحك:

بينما تكون في منتصف التفكير الزائد في موقف ما، تأكد من إدراج ما لا يقل عن 4-5 أشياء مهمة حدثت في الأسبوع الماضي وما هو دورك فيها على الرغم من أنها قد لا تكون إنجازات ضخمة، إلا أن الإنجازات الصغيرة في مهامك اليومية ستمنحك السعادة والشعور بالرضا.

التعاطف مع الذات:

يعد التعاطف مع الذات أمرًا هاما يأتي التعاطف مع الذات فقط عندما تنتبه لمشاعرك وتعترف بأن مشاعرك حقيقية بالنسبة لك في الوقت الحالي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة