شهدت الأقطار العربية في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي مراحل في انتعاش المد الجماهيري ( القومي ) .. وفي الوقت الحاضر خفت بريق هذا المد لأسباب متعددة .
ففي مرحلة الأربعينيات كان شعار الإستقلال والحرية هو السائد في معظم الأقطار العربية وكان يصاحب هذا الشعار الاستعداد للتضحية من أجل طرد المحتل . وتجلى هذا الشعور القومي باحلى صوره في فلسطين للقتال ضد الصهاينة للحيلولة دون إقامة كيان لدولة لقيطة في قلب العالم العربي . وبالعكس من ذلك ، ساعدت بعض الأنظمة العربية التي كانت قائمة آنذاك من ضرب هذا المد ، وتم سلب الجماهير إرادتها .. وتم تسليم الصهاينة الأرض العربية بدون قتال .
وجاءت مرحلة الخمسينيات وكنا في ذلك الوقت أطفال لا نفقه شيء غير ان هناك أرض فلسطينية مغتصبه ، وفتحنا عيوننا نسمع عن قائدعربي مؤثر بخطاباته هو ( جمال عبد الناصر ) .. كذلك عاصرنا سقوط الحكم الملكي في العراق عام 1958، وبعدها جاءت ثورة الجزائر .. لذا فان مرحلة الخمسينيات كانت بمثابة فترة انتعاش لنصرة جماهير اي قطرعربي يتعرض لإعتداء خارجي .
وجاءت مرحلة الستينيات بضربة قوية وذلك بانفراط الوحدة بين مصر وسوريا .. وكانت هناك محاولة لقيام الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا ..
بعد ذلك ، وفي عام 1965 اعلنت الثورة الفلسطينية بيانها الاول .. ووضعت الجماهير العربية امالها عليها . وبعد ذلك جاءت نكسة 5 حزيران عام 1967.
وفي السبعينيات تعلقت الجماهير العربية بالكفاح الفلسطيني وانخرط في صفوفها مقاتلون من اغلب الجنسيات العربية . ولكن ما يؤسف له ان بعض تلك الفصائل كانت تنتمي في ولاءاتها الى الانظمة العربية .. وكانت فترة السبعنيات عملية انتعاش وفي نفس الوقت تراجع في المد القومي .
وقد بدأ الانتعاش بعد حرب تشرين 1973 وهذه أول مرة يبدأ العرب الحرب مع العدو الصهيوني .. وتبين لاحقاً انها كانت حرب تحريك وانتهت بتوقيع اتفاقات فصل القوات وانتهت بزيارة السادات ل ( اسرائيل ) …
وبعد ذلك .. ومع شديد الأسف بدأت مرحلة التطبيع مع الكيان الصهيوني لبعض ( الدول العربية ) .. وبعد ذلك.. جاءت احداث 7 اكتوبر 2023 .. ووقفت الانظمة العربية تتفرج على كيفية ذبح شعب غزة العربي ..
واذا ما بقيت الأمور على ما هو عليه .. فمن المحتمل ان يأتي يوم وتطلب ( اسرائيل ) الانتماء الى ( الجامعة العربية ) وتطلب انعقاد مؤتمرالقمة ( في تل ابيب ) !!.. وهذا هو تأريخ الزمن العربي الرديء .
