هناك أشخاص وقامات اجتماعية وعلمية مهما كتبت عنهم بقلمك المتواضع، فإنك لا تستطيع أن تكتب عن سيرتهم العطرة نقطة في بحر.
لقد سطر هؤلاء بعظمة أعمالهم وحسن معاملتهم وسيرتهم التي صنعوها بأيديهم، سواء بمكانتهم في المجتمع أو بشهادتهم الأكاديمية في مجال تخصص عملهم الإنساني المهم…
نعم، إن أقلامنا تنحني دوماً وتعجز عن تقديم لهؤلاء كل ما يستحقونه من مدح ومكانة عليا في المجتمع العراقي.
إننا اليوم نتحدث عن شخصية الدكتور سعد علي محمود الخطابي، أحد أعمدة ورموز قبيلة الجبور، هذه القبيلة العربية العريقة التي تمتد جذورها إلى مئات السنين…
وما زالت تتقدم في كل الميادين أسوة بباقي القبائل الأخرى الممتدة في ربوع وطننا العربي.
إن الدكتور سعد الخطابي شخصية اجتماعية يحمل كل الصفات والأخلاق الحميدة العالية، وهذا ما لمسناه من خلال تعامله الإنساني مع جميع المرضى الذين يراجعون المستشفى الذي يديره أو من خلال مراجعة عيادته الخاصة،
ولقد ذكرنا في مقالات سابقة بأن الإنسانية التي يحملها هذا الشخص بعيدة كل البعد عن الجوانب المادية. بل وربما العكس في بعض الأحيان، وهذا ما شاهدته بعيني في مستشفى ابن سينا العام، من خلال قيامه بتوزيع مكافآت لعمال الخدمة الموجودين هناك من جيبه الخاص.
نعم، إن مقياس الرجال بكرمهم وشجاعتهم ومواقفهم الإنسانية التي سوف تكتب في سجلاتهم وتبقى شهوداً يسطرها تاريخهم بأحرف من نور.
ان من يتقرب جيداً من شخصية الدكتور سعد أبو شام يجد أن هذا الإنسان قد عاش في بيئة نموذجية تمتلك من الطيب ما يعجز وصفه، ويجد فيه كل الصفات الحميدة التي كان يتقلدها سلفنا الصالح…
هكذا تكون القيادة شامخة عالية عندما يكون القائد هو الإنسان والمواطن قبل أن يكون هو المسؤول وصاحب القرار في دائرته، وتجد أن أبواب غرفته مفتوحة للجميع ولا تعنيه البروتوكولات الرسمية بشيء إلا ضمن حدود ما هو مطلوب من العمل الإداري.
نعم، دكتورنا الفاضل،
كل ما نقوم بكتابته هو تجسيد لواقع لمسناه من خلالكم في مستشفى ابن سينا العام والتغيير الذي شاهده جميع المراجعين هناك، رغم أن الأمور تتعلق أحياناً بسلسلة مراجع وعقود إدارية تابعة إلى الوزارة المعنية.
أما من الجانب الاجتماعي والذي نقوله دوماً، فإننا نرى فيك أحد وجهاء القبيلة، وخاصة أنك من الأشخاص الذين يلتزمون بكل المناسبات التي تدور حولهم ولا يتأخرون عن أي موقف إنساني تجاه أبناء قبيلتهم…
هكذا هو عهدنا بك وما زلنا نتفاخر بكل مواقفك الإنسانية المشرفة، فأنت أحد سيوف القبيلة وأحد قاماتها الكبار الذين استطاعوا أن يثبتوا من خلال حضورهم في كل المحافل الاجتماعية، بأن هذه القبيلة ما زالت ولادة برجالاتها الأشاوس. وايضا هذا هو عهدنا بك كطبيب اختصاص تحمل شهادتك الأكاديمية وأنت تعالج مرضاك بإنسانيتك وابتسامتك وتشجيعك للمريض قبل أن تكتب له وصفتك الطبية.
شكراً وفخراً وعذراً لقلة الأحرف والكلمات أمامكم أيها الجبل الشامخ.
