7 فبراير، 2025 12:53 م

السيد السيستاني و د ساتشدينه

السيد السيستاني و د ساتشدينه

دأب رجال السلطة في الاغلب الاعم كتابة مذكراتهم وجميعهم على الاطلاق لا يمكن اعتمادها لاسيما مواقف المديح لنفسهم والتسقيط لعدوهم وذلك باختصار شديد لا يؤتمن لشهادة السياسيين لاسيما العلمانيين ، ولكن بالنتيجة هذه المذكرات هي وثيقة .

وفي نفس الوقت اغلب ان لم يكن كل مجتهدينا لاسيما الذين كانوا على راس هرم الافتاء لم يكتبوا مذكراتهم بل كتبها ممن كان بالقرب منهم وعلى تواصل دائم معهم، وهكذا مذكرات ايضا قد تثير الجدل .

وبين هذا وذاك انا شخصيا اميل الى قراءة المواقف التي تصدر عن اي شخصية دينية او سياسية يكتب عنها في حياته وحسب رد فعلهم نعلم بحقيقة الموقف وما يتعلق بها .

هنالك مواقف كبيرة جدا تصدر عن شخصية ما تجعلنا على ثقة مطلقة بان المواقف التي على شاكلتها عندما تعلن لاحقا انها صدرت عنه ، وغاية ما اريد ان اتحدث عنه هو شخصية سماحة السيد علي الحسيني السيستاني  اطال الله في عمره .

هذه الشخصية التي اخذت صدى واسعا في العالم وليس المنطقة لما صدر عنه من مواقف وبيانات واراء كانت من صلب الحدث مع الحلول الناجحة التي ايضا جاءت سليمة مائة بالمائة .

في يوم ما كتبت عن موقفين للاخضر الابراهيمي ممثل الامم المتحدة في العراق والصحفي الكبير والشهير محمد حسنين هيكل عندما التقيا بالسيد والتقيا فيما بينهما وذكر كل شخص موقفه مع السيد ليعربا عن بالغ اعجابهما وتقديرهما لعقلية السيد السيستاني واطلاعه الواسع على مايجري في العالم وما يخص المنطقة دينيا سياسيا ثقافيا ويدلي برايه وملاحظاته عليها .

اليوم وقع بيدي كتاب بعنوان ( لقاء امتد ربع قرن بين السيد السيستاني و د. ساتشدينه ) تاليف السيد محمد رضوي ترجمة محمد حيات ، ملخص الكتاب ان الدكتور عبد العزيز عبد الحسين ساتشدينه المولود في تنزانيا ولكنه درس في الهند وايران والعراق ثم اكمل دراسته في كندا كانت له محاضرات وخطابات في الغرب ينتقد فيها افكار الشيعة وبعد ان التقى بالسيد محمد رضوي وكيل السيد السيستاني في كندا ادت الى اللقاء بالسيد السيستاني ، وتم اللقاء سنة 1998 انتبهوا الى السنة والكتاب هذا صدر سنة 2024 ، فتاملوا ما في جعبة تاريخ المرجعية من مواقف ومناظرات لم يكشف النقاب عنها .

هذا الكتاب فيه كثير من المعلومات لكنني ساستشهد بموقف واحد للسيد السيستاني او بالاحرى لملاحظاته الدقيقة على ما كتب د ساتشدينه ، طبعا في الكتاب يعبر عن السيد بكلمة ( الاغا ) وهذا النص

“اشار الاغا الى مثال الاية ” ان الدين عند الله الاسلام ” وادعاء ساتشدينه ان كلمة الاسلام في هذه الاية ( وكما تكتب في الانكليزية al-Islam ) قد كتبت باستخدام حرف بالتصغير ( الذي يفيد معنى التعميم ) ولم تكتب باستخدام حرف(  I) المكبر ( والذي يفيد معنى التخصص ) والفرق ان الاسلام في الاولى يشمل دين الله منذ زمن آدم الى (رسول الله )  محمد ( صلى الله على نبينا واله وانبيائه ) وفي الثانية يعني الاسلام الدين الخاص الذي ظهر في القرن السابع من بعد الميلاد يعلق السيد قائلا للدكتور بانه لو نظر في الاية بفهم نحوي عربي فلن يكن حينها قد وقع في هذا اللبس ، فالاسلام هنا ـ يعني المقصود بالاية ـ هو الدين الذي جاء به النبي محمد ( صلى الله عليه واله )”

في هذا الاستشهاد اقول : تاكيد السيد على استخدام الحرف الانكليزي المكبر وما تدل عليه الكلمة واطلاع السيد على هكذا ثقافة انكليزية، ذكر تاريخ ظهور الدين الاسلامي بالسنة الميلادية حيث قال القرن السابع من بعد الميلاد .

المناقشات كانت ذو فائدة عظيمة وكان السيد كما هو شانه دقيق في قراءة ما يكن الدكتور في نفسه مع احترام السيد له بانتقاده واخيرا بعد ان اعترف الدكتور بخطاه طلب منه السيد ان يكتب اقرار خطي بيده وان يعمل على تصحيح الافكار لدى من كان يروج لها عندهم مستخدما كل الوسائل المتاحة .

الاقرار الخطي هذا يقطع التاويلات والزيادات التي يتداولها من لا يعلم بحيثيات اللقاء لان هنالك من كان على وشك تكفير الدكتور وهنا بعد هذا اللقاء يكون السيد قد قطع الاقاويل التي قد تقال هنا او هناك .

أحدث المقالات

أحدث المقالات