6 فبراير، 2025 6:45 م

“أبحاث طهران” يكشف .. توجيه الكتلة المناهضة لـ”الإخوان” في سورية الجديدة (1)

“أبحاث طهران” يكشف .. توجيه الكتلة المناهضة لـ”الإخوان” في سورية الجديدة (1)

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

سقوط “دمشق” وسيّطرة الإسلاميين بقيادة (هيئة تحرير الشام)؛ يُمثل مجالًا جديدًا للفرص والتهديدات للفاعلين في “غرب آسيا”. بحسب ما استهل (مركز أبحاث طهران) الإيراني تحليليه المنشور مؤخرًا.

هذه التطورات قد تُذّكر بالانتفاضات العربية في العام 2011م؛ ودخول المنطقة في مرحلة جديدة من العمليات المضادة للاستقرار.

هذه القضية يمكن أن تُشكل ساحة لصراعات جديدة، خاصة بالنسبة لمحور الفاعلين المعارضين للتغيّيرات السياسية وجعل الأولوية للتنمية الاقتصادية. وكانت “المملكة العربية السعودية” قد أدركت؛ وكذلك “الإمارات العربية المتحدة”، باعتبارهما عضوين في الكتلة المناهضة لـ (الإخوان) بالمنطقة؛ (مع اختلافات دقيقة في النهج والمواجهة)، طبيعة تطورات الأسابيع الأولى في “سورية”، من زاوية ظهور تهديدات جديدة؛ لا سيّما صعود التيارات الإسلامية الجهادية السلفية وحتى الإخوانية.

ويملك التياران، بغض النظر عن إثارة منافسة خطابية على مستوى العالمين العربي والإسلامي للسلفية الوهابية السعودية والتعدَّدية السياسية والثقافية لـ”الإمارات”، تأثيرًا في المجال الاجتماعي لهذين البلدين؛ وخاصة التهديدات الوجودية للحكم السياسي في “الرياض” و”أبوظبي”، على مدى العقدين الماضيين، وحتى الآن.

رد الفعل “السعودي-الإماراتي”..

وفي ضوء ردود الفعل الإعلامية والمواقف شبه الرسمية في: “الإمارات والسعودية ومصر”، تظهر علامات قلق بين الأنظمة العربية المعادية لكتلة الإسلاميين؛ (الإخوان)، فيما يتعلق بقيادة نظام جديد بزعامة إسلاميين معتدَّلين في “سورية”.

وقد أكدت الصحف الغربية أن وجود (الإسلاميين) في السلطة بدولة “سورية الجديدة” يُثير قلق بعض حكام الخليج و”مصر”، تمامًا كما أثار قلق “إسرائيل” وحفزها على تدمير القُدرات العسكرية السورية في محاولة لخلق حالة من الفوضى للنظام الجديد.

هذا الموضوع، إلى جانب زيارة “أحمد الشّرع” الأخيرة إلى “السعودية”، يُثير تساؤلات حول نهج هذه الأنظمة وإمكانية تدخلها في “سورية” لتكرار تجارب “الربيع العربي”، خاصة في “مصر” عام 2013م، بهدف تشكيل: “سورية جديدة بدون إسلاميين”.

وبعد ما يقرب من شهرين من الاستقرار السياسي للنخب الجديدة في “دمشق”، ومع التحرك التدريجي للوفود الدبلوماسية والاتصالات السرية والوعود الاقتصادية من جانب دول الخليج، وفي إطار التوجيه السياسي لـ”الولايات المتحدة” و”تركيا”، نُقلت للحكام الجدَّد في “سورية” الاعتبارات والخطوط الحمراء لدول الخليج، التي اشترطت مراعاة مصالح “السعودية والإمارات”، للاعتراف بالنظام السوري الجديد وتقديم المساعدات.

وتُناقش هذه المقالة أولًا أسباب الاعتبارات الاستراتيجية لـ”السعودية”، وخاصة “الإمارات العربية المتحدة”، فيما يتعلق بصعود الإسلاميين “السلفيين-الإخوان”، ثم تُفسّر نوع السياسة التي تبّناها هذان الفاعلان في ضوء التطورات السياسية المستقبلية في “سورية”.

متَّغيران رئيسيان..

في تفسّير أسباب النهج المعادي لـ (جماعة الإخوان المسلمين) في “المملكة العربية السعودية”؛ وخاصة “الإمارات العربية المتحدة”، يجب التركيز بشكلٍ كبير على متغيَّرين داخليين يتعلقان بوجود تيارات وشخصيات إخوانية في هذين البلدين، بالإضافة إلى الديناميكيات السياسية في المنطقة التي تُركز على المنافسة بين الخطابات السياسية:

مفهوم التوحيد: هو المحور المركزي في الخطاب السّلفي بتفسّيراته المختلفة والمتعارضة أحيانًا. هناك أربع تيارات سلفية في التاريخ السياسي لهذه المدرسة، وهي: “السلفية العلمية، والتقليدية، والسرورية، والجهادية”، جعلت من التوحيد محورًا رئيسًا لفكرها.

لكن يبدأ الخلاف عندما تُصبح مصاديق السيّادة محورًا للتفسيّرات المختلفة. ويرى السلفيون العلميون والتقليديون، وقاعدتهم الفكرية والسياسية في “السعودية” وأفكار؛ الشيخ “محمد بن عبدالوهاب”، أن التوحيد يكون في الصفات والأفعال، وبالتالي يُركزون بشكلٍ كبير على علاقة الفرد المؤمن بحياة خالية من الخرافات والشِرك. وعلى المستوى السياسي، ونتيجة لذلك الوضع، يُحرّمون الفعل السياسي والخروج على الحاكم، وبالتالي قبول ولاية السلطان السياسية.

في المقابل يُجيّز تياري السرورية؛ وهو مزيج من أفكار الوهابية و(الإخوان المسلمين) في “السعودية”، والتيار السلفي الجهادي الذي يرى نفسه مطبقًا للمنطق الإسلامي الصحيح متمثلًا في العقيدة وفقه الجهاد وفقه السياسة الشرعية في الحكم، الإطاحة بالحكومات الطاغوتية وقبول العمل السياسي والنضال ضد الحكام الفاسدين وانتقادهم.

وما تبرير (القاعدة وداعش) في محاربة الحكومات الفاسدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك “آل سعود”، إلا انعكاسًا لهذا التفسّير المختلف.

نتيجة لهذا الوضع تتضح حساسية “المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر”؛ وإلى حدٍ ما “الأردن”، الملحوظة تجاه خطر التيارات السياسية الإسلامية؛ لا سيّما (الإخوان المسلمين) والسّلفيين الجهاديين، ويقدمونهم من زاوية المعارضة السياسية، واستثارة الرأي العام، وفي النهاية الإطاحة بالأنظمة.

وتكتسّب هذه القضية أهمية خاصة؛ نظرًا للفقه الديني الديناميكي لتياري السرورية، و(الإخوان المسلمين)، الذي يقدم صياغة أكثر حداثة لكيفية التعامل مع العالم، مما يمنحه مؤيدين متحمسَّين ومخلصين في العالم العربي، وخاصة دول الخليج.

وفي هذا السيّاق؛ قال الشيخ “عبدالله بن بيه”، رئيس “مجلس الإفتاء” في دولة “الإمارات العربية المتحدة”، وأحد كبار علماء الإسلام الذين يُعارضون التوجهات الثورية، ويرتبطون بعلاقات قوية مع الغرب: “الدعوة إلى الديمقراطية في المجتمعات غير المستَّعدة بعد، هي في الأساس دعوة إلى الحرب”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة