3 فبراير، 2025 6:12 ص

جلستُ تحت شجرة السدر الضخمة المخصصة للتدخين.لايُسمح لأي شخص أن يدخن سيكارته إلا تحت هذه الشجرة العملاقة . إصطف تحت ظلالها عدد محدود من المناضد الخشبية التي صُنعت بأتقان.جلستُ وحيداً أرتشف سيكارتي بيأس وحزن شديدين أفكر بزوجتي وأطفالي البعيدين عني نوعاً ما. اليوم هو اليوم الأول لعودتي إلى عملي بعد غياب دام عشرة أيام قضيتها كطيف حلم في ليلة صيف مقمرة.أفكر بالأيام التي سأقضيها بعيداَ عن البيت وعن أصدقائي وأقربائي الذين لايبعدون عني سوى عشرون دقيقة فقط ولكني لاأستطيع رؤيتهم إلا بعد عشرون يوماً بلياليها ونهاراتها. من بعيد تقدم نحوي أحد الزملاء إسمهُ رياض. كان يجر قدميه جراً وئيداً كأنه قادم من وراء النسيان. ظهر عليه إرهاق شديد وخطت الأيام تحت عينيه خطوطاً سوداء تنم عن إرهاق وتعب من ذلك الطريق الطويل الذي قطعه من أقصى مدينةٍ في شمال البلاد كي يأتي إلى هذا المكان الذي يشكل رزقه الوحيد في هذا العالم الدامي الشرس.رفع يده بضجر وسأم علامة التحية التي كانت تخرج من بين شفتيه كئيبه وكأن سلاسل الظلم والحزن قد قيدته إلى الأبد. لم أنطق بحرفٍ واحد سوى أن يدي إرتفعت قليلاً معلنه ترحيبها بالقادم من أقصى الشمال.رياض هذا الرجل المؤدب جداً القادم من غفلة الزمن في هذا العصر المحتدم بالصراعات والتفجيرات في كل مكان. رجل كردي ولكنه يتحدث العربية أفضل مني وأفضل من كل الزملاء في العمل. لم يجلس قريباً مني كعادته عندما نتواجد في هذا المكان المخصص للتدخين. وقف بعيداً عني بمسافة تقدر بخمسة أمتار. أخرج هاتفه الخلوي وراح يتحدث إلى زوجته بلغةٍ كردية.
من خلال الإشارات وإرتفاع نبرة صوته أحسستُ أنه يتكلم بحزن وأسى مع زوجته البعيدة عنه الأن وكأن هناك متعلقات وحيثيات تتطلب حلاً جذرياً إلا أن قدومه إلى العمل قد جعل تلك المتعلقات متعلقة إلى زمنٍ أخر للبت بها ووضع الحلول الجذرية لها. كم تمنيتُ أن ينهي مكالمته فورا ويأتي للجلوس قريباً مني كي نواسي بعضنا البعض بهذا الحزن الذي أسدل ستائرهُ على روحينا في هذا اليوم. دون سابق إنذار أغلق هاتفه النقال وتحدث الي بصوتٍ مرتبك كأنه يعرف سلفاً أنني لن ألبي طلبه. ” أبا سمير، هل يمكن أن ترسل لي دولاراً واحداً الأن لأن رصيدي قد نفذ وسأعيده اليك هذه الليلة؟”. دون أن أنبس ببنت شفه أخرجتُ هاتفي الخلوي وألقيته اليه طالباً منه أن يأخذ حاجته من الرصيد.تلقف هاتفي بصمت وراح ينقل دولاراً واحداً إلى هاتفه. عاد يتحدث إلى الطرف الأخر ولكن هذه المرة بلغة عربية راقية جداً. بعد أن نفذ الدولار أنهى مكالمته وجاء يجلس قريباً مني. بدأ يتحدث عن زوجته وأطفاله وصعوبة الطريق وحفلة عيد ميلاد إبنته ” شاهان” وكيف أنفق مبلغاً طائلاً لشراء مستلزمات الحفلة. دون مقدمات قلتُ له :” ما هو رأيك لو نقوم الأن بتسلية أنفسنا بطريقةٍ لم يفعلها أحد من قبل. لن تكلفنا هذه اللعبة إلا دولاراً واحداً”. نظر اليّ بأستغراب وكأن لسان حاله يقول” وما هي هذه اللعبة”؟. شرحت له أصول اللعبة بكل تفاصيلها. نبعثُ دولاراً واحداً لرقمٍ نتفق عليه. رقماً نختاره بطريقةٍ عشوائية ولنر ماذا سيكون رد فعل المستلم؟ تحرك في مكانه وأخرج سيكارة أخرى أوقدها على الفور قائلاً بتحمس :” حسناً ضع رقمي وغير الرقم ألأخير من سبعة الى ثلاثة ولنر ماذا سيكون رد الفعل؟”.
أوكلتُ له المهمه لأنه سريع جداً في عملية التحويل.بالتأكيد إستخدم هاتفي الخلوي لأن هاتفه قد نفذ رصيده وكذلك أنا صاحب الفكرة لذلك يتحتم عليّ وضع هاتفي لإنجاز هذه المهمة السخيفة التي لايقوم بها إلا من ضاق ذرعاً بكل شيء من حوله. تمت العملية وراح دولاراً واحداً من رصيد هاتفي إلى الفضاء الفسيح كي يستقر في هاتف نقال أخر مجهول لانعرف صاحبه. وقرأنا سوية ” لقد تم تحويل دولار واحد من رصيدك الى الرقم”………”. فجأةً شعرتُ أن قلبي يدق بشكل ملحوظ وتحمس رياض لهذه الفكرة وظل يراقب الرد. إنتظرنا نصف ساعة دون أن يحدث شيئاً ما. نظر اليّ بخمول وهو يقول:” يبدو أن دولارنا قد ضاع إلى الأبد في لعبةِ قمارٍ همجية. هذا حرام لقد أضعنا الدولار بلا فائدة. حقاً أن لعبتك سخيفة وزادت حزني هما على هم”.شعرتُ بكآبه حاده وكأنني فقدت آلاف الدولارات في لعبةٍ خاسره سلفاً. ذهب فكري بعيداً حيث نصائح زوجتي التي لاتنتهي حينما أشتري شيئاً ما للبيت وتبقى ساعات طويلة تتهمني بتبذير نقودي دون فائدة. حاولت النهوض والذهاب إلى فراشي الكئيب في الغرفة المزدحمه بالشباب الذين هم بعمر أبنائي. قررت النوم عدة ساعات كي أنسى هذه التجربة وهذه الفكرة السخيفة التي لاأدري كيف جاءتني ولماذا قمت يتنفيذها دون إنتظار .قبل أن أغادر المكان أخبرني رياض بأنه سوف يذهب الى مطعم الشركة التي نعمل فيها وسالني فيما إذا كنت أريد شيئاً أشربه – بيبسي أو أي شيء اخر — أخبرته بأنني لاأرغب بأي شيء.
في اللحظةِ التي توارى فيها عن الأنظار نهضتُ متثاقلاً أروم التوجه نحو البنايةِ الشاهقة التي تبعد مايقرب من العشرين متراً عن مكان جلوسي. فجأةً أعلن هاتفي النقال عن وصول رسالة. إرتعشت يدي اليمنى ودق قلبي بحذرٍ شديد. وردت رسالة من الطرف ألأخر المجهول وهي تقول بالحرف الواحد ” شكراً لأرسالك دولاراً واحداً ولكن من أنت وكيف عرفت رقمي؟ أرجو أن تفصح عن شخصيتك. سأكون في الإنتظار”. بعد قراءة نص الرسالة أغلقتُ هاتفي النقال ثم أودعته جيب قميصي وقررت نسيان الموضوع لأن حالتي النفسية لاتسمح لي بالخوض في جدالات ونقاشات عقيمة مع شخص لاأعرفه. بدأ صراع داخلي يتفجر رويدا رويدا يقرعني ويلومني على هذا التراجع والإنحسار بعد أن فتحتُ جبهه ضد مجهول قد تكون له ظروف خاصة ومتعلقات كثيرة. راح عقلي اللاواعي يحفزني للمضي قدما في اللعبة الجديدة التي جاءت دون توقع ” ومن طرق باب الناس طرقوا بابه”. الهروب في مثل هذه الحالة معناه الجبن الحقيقي ومن يزرع شيئاً لابد أن يجني ثماره حتى لوكان مراً.نظرتُ حولي كي أتأكد من أن شخصاً ما لايراقبني أو قد يسخر من هذا العمل الذي دخلتُ ضماره بلا قصد. كان المكان خالياً تماماً والصمت التام يحيط به من كل الجهات عدا صوت الطيور المختلفة التي كانت تتقافز من غصن إلى غصن فوق تلك الشجرة العملاقة كأنها تضحك عليّ وعلى هذا الظرف الذي جعلني أخترع هذه اللعبة. من بعيد ظهر رياض يحمل بيده علبه من المشروبات الغازية وراح يتجرعها ببطيء وكأنه كان يقوم بعمل روتيني إعتاد عليه كل يوم. أشار بيده الأخرى وكأنه يستفسر عن بقية اللعبة. أشرتُ له بان الحال على ما كانت عليه . لم أرغب أن أقل له شيء عن وصول الرسالة وكأنني شعرت بأنه يتحتم علي أن أمضي بهذه اللعبة وحيداً.
توجه نحو البنايةِ التي نسكنها معاً وأشار لي بأنه سوف ينام بعض الوقت ليتخلص من الكآبةِ التي غمرته بشكل ملحوظ. في اللحظة التي إختفى بها داخل البناية أعلن هاتفي النقال عن وصول رسالة ثانية. نظرتُ إلى العلامة الصفراء التي ظهرت في الجهة اليسرى العليا من شاشة الهاتف وبقيت فترة أحدق بها. ” هل أفتح الرسالة أم أتجاهلها إلى الأبد؟”. من جديد ظهر الصوت الداخلي القابع في حنايا روحي يحثني على مواصلة المشوار ومواجهة الواقع مهما كان. جاءت الرسالة حسب النص التالي :” لقد تأخرت بالأعلان عن نفسك. سوف أرسل لك دولارين ولاأعرف من تكون؟ هل أنت ذكر أم أُنثى؟ لايهم طالما هناك هدف وراء إرسالك الدولار. من يدري ربما تكون قد أرسلته بدافع المساعدة أو ربما هناك شيء أخر”. أغلقت الهاتف مرة أخرى وحاولت تجاهل الأمر إلى الأبد. بعد فترة وجيزة جاءت الرسالة التالية:” لقد تم تحويل دولارين من الرقم”…….” إلى رصيدك.نظرت إلى الرسالة لا أدري ماذا أقول؟. هل أضحك أم أتأسف لهذه الحالة التي وصلتُ اليها. دون تردد قررت إرسال رسالة قصيرة أعتذر بها عما بدر مني وأطلب السماح من الطرف ألأخر، وهكذا كتبت الرسالة التالية:” عفواً. لقد أخطأتُ معكم. أردتُ أن أخلق أي لعبة كي أنفس بها عن الكرب الذي يحل بذاتي الأن ولذلك أرسلت الدولار إلى رقم مجهول لكي أر رد فعل المتلقي. أنا غلطان وأعتذر. لم يكن قصدي الإساءة لأحد”.
طارت الرسالة إلى الفضاء الفسيح وأعلن هاتفي عن تسليمها إلى الرقم المجهول. طفق فؤادي يتحفز من جديد وقلت أحدث نفسي” ترى من هو هذا المجهول؟ هل يعتبرني شخص بلا عمل أو لمجرد قضاء وقت عبثي؟ خجلت من نفسي وقررت إنهاء اللعبة وأقسمت بأنني سوف أعيد الدولارين في اللحظة التي أستلم بها راتبي الذي بقي على إستلامه أيام قليلة. راودني إحساس دفين من الحزن الشديد. شعرتُ أنني مخادع يسلك مباديء غير أخلاقية يحاول من خلالها العبث بمشاعر ألأخرين. حاولتُ النهوض مرة أخرى وتوديع مكان التدخين والخلود إلى النوم بقية ساعات النهار الرتيبة. دون سابق إنذار وصلت رسالة أخرى فتحتها على الفور كان مفادها :” إذا كان لديك بريد أليكتروني تستطيع أن تكتب لي على بريدي الخاص أو أن أتحدث اليك من خلال الهاتف النقال.”. قفزت من مكاني وتوجهت الى الغرفة القريبة من مطعم الشركة. جلست على الفور وشرعت أكتب الرسالة التالية إلى الشخص المجهول” هذا هو بريدي الأليكتروني وسأكون سعيداً جدا إذا كتبتم لي رسالة ألأن”. إنتظرتُ أكثر من نصف ساعة وإذا برسالة طويلة تصل من فتاة أو إمرأة ولاأدري سنها لأن الرسالة كانت موقعه بأسم أنثى وهو ” جوليت المعذبه”. كانت نظراتي تلتهم كل كلمة من كلماتها وقلبي يدق بترقب شديد. بدأتُ أتحدث إلى ذاتي ” من يدري قد يكون رجل إخترع هذا الأسم لكي يثير إنتباهي. من يدري قد تكون أُنثى ولكن لماذا أطلقت على نفسها — جوليت المعذبة –؟. إستسغتُ اللعبة قليلاً وقررت عدم الكذب معها أو معه وليكن مايكن.لقد بدأت ُ اللعبة بالخداع ولكنني سأمضي بها بعيداً عن الغش والمراوغة.
الغريب أنني بدأتً أكتب الرسالة باللغة ألأنكليزية مع العلم أن الرسالة وصلتني باللغة العربية. لم أنتبه إلى ذلك إلا بعد أن نقرتُ على علامة ” إرسال”. غضبت على نفسي لأنني لم أنتبه إلى هذه الحالة إلا بعد فوات الأوان. ضجرتُ ونهضت متجها إلى المطعم الذي كان مكتظا بالعاملين والموظفين ورؤساء المكاتب. كان رياض قد جلس في الطرف البعيد يلتهم طعامه بشراهه وكأنه لم ير طعاما في حياته. نظرت اليه مبتسماً ورد عليّ بأبتسامه باهته وكأنه يريد أن يقول لي بأنه لم يستطع النوم ولذلك جاء ليقضي قليلاً من الوقت في تناول الطعام. عدتُ إلى طعامي. كان ذهني قد إنشغل بالحدث الأخير. كنت أمضغ الطعام بهدوء تام وذهني يحاول أن يرتب كلمات جديدة للرسالة القادمة التي قد تصلني ساخرة” لماذا لم تكتبها باللغة العربية؟”.خجلتُ من نفسي حينما وصلتُ إلى هذه المرحلة من إجترار ألأفكار. قررت ترك طعامي والذهاب مرة أخرى إلى غرفة البريد الأليكتروني وكتابة رسالة إعتذار عن السهو الذي حصل من جانبي، أو ربما محاولة إعادة كتابة نفس الرسالة الماضية بترجمتها العربية.حينما فتحت بريدي إزدادت دهشتي وصُعِقْتُ تماماً . لقد جاءني الرد بلغه إنكليزية أقوى بكثير من لغتي. يا الهي من يكون هذا الشخص ؟ وكيف إستطاع كتابة هذه الرسالة المدهشه؟ لقد تمت كتابتها بطريقه مذهلة تتخللها أبيات من الشعر ألأنكليزي و كلمات أغانٍ لمطربين مشهورين. أحسستُ أنني أمام شخص مثقف جدا ولذلك يتحتم علي ألأنتباه لما أكتبهُ في الرسائل القادمة.
بدأتُ أكتب رسالة أخرى بلغه أجنبية حاولتُ أن أضع فيها كل ماتعلمته في دراستي الجامعية . وضعتُ فيها كل المصطلحات التي إقتبستها من مشاهير الكتّاب والساسة والشعراء.وجائني الرد بعد ساعتين. رسالة لايمكن تصديقها، تصلح أن تكون مرجعاً لطلبة الجامعات. كيف ستكون لي القدرة على مجاراة هذا المجهول القادم من أعماق الفراغ؟ هل أستمر في اللعبة أم أعلن إندحاري؟ وأنطلقتُ أكتب الرسالة الثالثة وكانت الساعة قد إقتربت من الثامنه مساءاً. شرحت كل شيء عن حياتي وعائلتي والمعاناة التي مررت بها خلال سنوات الحرب المدمرة. كتبت ملاحظة تقول : ” سأذهب الأن إلى النوم لشعوري بالإرهاق الشديد”. دونت رقم هاتفي المعروف لدى الشخص المجهول وطلبت من الشخص محادثتي غدا عند الساعة العاشرة ليلاً أو الإستمرار برسائل البريد ألأليكتروني. إستلقيتُ على فراشي ورحت أفكر بمسار هذه اللعبة وماذا ستكون الخاتمة؟ على الرغم من صوت الزملاء الشباب الصاخب داخل الغرفة وصراعهم حول نوعية القناة التلفزيونية التي ينبغي عليهم مشاهدتها. كنت ساهماً وحيداً تحت الغطاء الصوفي أفكر كيف سأنهي هذه اللعبة التي بدأت تنعكس عليّ. كانت الرسالة الأخيرة التي أرسلها الشخص المجهول تقض مضجعي وتنقلني إلى عالم بعيد جدا ً عن الواقع الذي أعيشه الأن مع هؤلاء الشباب الذين لم يقرأو كتاباً واحداً في حياتهم. كان همهم الوحيد الصراخ والمزاح وكسب ود الفتيات الساقطات قدر الإمكان.أعيش معهم تحت سقف واحد ولكن هناك هوّه سحيقة جداً تفصلني عنهم. كلما نظرت إلى أحدهم أشعر وكأنني أتكلم إلى أحد أبنائي. هذا هو القدر الذي ألقاني في طريقهم أو القاهم في طريقي.
لو كنتُ الأن مدرساً في أحد الجامعات أو الثانويات لكانوا جميعاً طلاباً عندي. بين فترةٍ وأخرى يسألني أحدهم عن معنى كلمة أو ياخذ رأيي في موضوعه العاطفي الذي يعيشه مع فتاته الجديدة. حينما شاهدونني أغطي رأسي ولاأجيبهم حاولوا عدم أزعاجي والتراجع عن أسألتهم المملة كل يوم. زحفت الساعة نحو الثانية عشرة ليلاً ولم أستطع النوم. حاولتُ أن أجبر ذاتي للإستغراق في نوم عميق ولكن دون جدوى. نفذ صبري. نهضت من فراشي بعد منتصف الليل بنصف ساعة. إرتديتُ كافة ملابسي الصوفية تجنباً للبرد القارس. قررت النزول من الطابق الثاني للعمارة الكبيرة التي نسكن فيها والإتجاه نحو الشجرة السامقة حيث المكان المخصص للتدخين. إندهش الزملاء الشباب حينما شاهدوني أهّم بالخروج إلا أنني أشرتً لهم بيدي علامة التدخين. أغلقتُ الباب خلفي دون أن أهتم لنظراتهم المتسائلة. على الرغم من برودة الطقس إلا أن الجو تحت الشجرة كان مناسباً نوعاً ما. جلستُ في المكان الذي إعتدتُ أن أجلس فيه كل يوم. كان هناك ضوءأً باهتاً يصل الي من خلال ألأغصان الكثيفة.
يتبع……….