خاص: إعداد- سماح عادل
“وهب رومية” باحث وكاتب وأستاذ جامعي وناقد سوري. وهو عضو في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضو لجنة تحكيم برنامج “أمير الشعراء” في موسمه الحادي عشر الذي تقيمه هيئة أبو ظبي للتراث.
حياته..
ولد “وهب بن أحمد رومية” في اللاذقية عام 1944. تخرج من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة دمشق1967، ثم سافر إلى مصر لمتابعة دراسته العليا، ونال الماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة في الدراسات الأدبية بتقدير ممتاز، 1974. ثم شهادة دكتوراه الدولة في الأدب القديم من الجامعة نفسها 1977 بمرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات.
بعد العودة من مصر عمل مدرسا للأدب القديم في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دمشق 1978، وبدأ عمله أستاذا زائرا في معهد اللغات الأول في بكين، بجمهورية الصين الشعبية، 1978. ثم أستاذا زائرا في قسم الدراسات العليا بجامعة قسنطينة بالجزائر، 1979 و1980. ثم أستاذا في قسم اللغة العربية بجامعة صنعاء باليمن، من 1981 إلى 1985، وتولَّى رئاسة القسم عام 1982.
ثم إلى دمشق أستاذا مساعدا في قسم اللغة العربية بجامعتها من 1986 إلى 1992. ثم إلى الكويت للعمل أستاذا مشاركا في قسم اللغة العربية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، من 1992 إلى 2003. وعين رئيسا للجنة الترقيات في القسم من 1997 إلى 2001.
ثم في جامعة دمشق أستاذا للأدب القديم، و عميدا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة، عام 2009. درس في رحلته التعليمية عددا من المقرَّرات: الأدب الجاهلي، والأدب الأموي، والأدب العباسي، وعلم الأسلوب، وأدب الطفل، والدراسات الفنية والجمالية.
أشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة دمشق، وشارك في مناقشة عدد من الرسائل والأطروحات في جامعة دمشق، وجامعة حلب، وجامعة اللاذقية (جامعة تشرين سابقًا)، وجامعة قسنطينة بالجزائر.
وكان أيضا:
عضو في مجمع اللغة العربية بدمشق منذ 2016.
رئيس تحرير مجلة جامعة دمشق للعلوم الإنسانية.
عضو هيئة تحرير مجلة التراث العربي، في اتحاد الكتَّاب العرب.
عضو لجنة الترقية العلمية في: جامعة دمشق، وجامعة اللاذقية، وجامعة مؤتة بالأردن.
باحث محكَّم في: (سلسلة عالم المعرفة – الكويت)، و(مؤسسة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري – الكويت)، و(حوليات كلية الآداب – الكويت)، و(مجلة الدراسات العربية والإسلامية – الإمارات العربية المتحدة)، و(مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية)، و(مجلة بحوث جامعة حلب) وغيرها.
عضو لجنة تحكيم برنامج “أمير الشعراء” في موسمه الحادي عشر، عام 2024، برعاية هيئة أبو ظبي للتراث.
مؤلفاته..
قصيدة المدح حتى نهاية العصر الأموي بين الأصول والإحياء والتجديد، وِزارة الثقافة السورية، 1981.
الرحلة في القصيدة الجاهلية، مؤسسة الرسالة بيروت، 1982.
بنية القصيدة العربية، دار سعد الدين دمشق، 1994.
شعرنا القديم والنقد الجديد، سلسلة عالم المعرفة الكويت، العدد (207)، 1996.
الشعر والناقد: من التشكيل إلى الرؤيا، سلسلة عالم المعرفة الكويت، العدد (331)، 2006.
الشعر والذاكرة: التناصُّ بين الشعر العربي في القرن العشرين والشعر الجاهلي، دائرة الثقافة والسياحة، دار الكتب الوطنية، أبو ظبي 2019.
من قضايا الثقافة، وِزارة الثقافة السورية، الهيئة العامَّة السورية للكتاب، ضمن سلسلة آفاق ثقافية، 2020.
ثراء..
في مقالة بعنوان (وهب رومية.. رحيل ناقد أثرى الأدب العربي) كتبت “سعد عبد الراضي”: “رحل عن عالمنا الدكتور وهب رومية، عضو لجنة تحكيم برنامج «أمير الشعراء» في موسمه الحادي عشر، عن عمر ناهز 81 عاما، بعد رحلة طويلة من الإبداع والعطاء في خدمة الأدب العربي، حيث كان الراحل قامة أدبية وفكرية بارزة وأحد أعلام النقد الأدبي، وأثرى المكتبة العربية بالعديد من الدراسات النقدية والإسهامات الأدبية القيّمة.
في برنامج «أمير الشعراء»، الذي انضم إليه في أكتوبر 2024، ترك الدكتور وهب رومية بصمة خاصة، حيث قدم رؤى نقدية عميقة شكلت مزيجاً من الحكمة والمعرفة، مما ساهم في توجيه الشعراء وإثراء ملكاتهم ونصوصهم الشعرية، فلم يكن مجرد ناقد، بل كان نموذجا للعالم الملتزم بقضايا الأدب والثقافة، مؤمناً بدور الشعر في التعبير عن القيم الإنسانية السامية”.
النقد..
في حوار معه لصحيفة “الاتحاد” يقول “وهب رومية” عن تأخر النقد عن الإبداع: “إن الأعمال الإبداعية موازاة رمزية للواقع الاجتماعي، فهي تقدم صورة فنية له تصوره وتضيف إليه وتكمله، وهي تفسره، وتقترح بديلاً له، وتتنبأ به. والنقد هو قراءة موضوعية ذاتية للعمل الإبداعي تحاول تفسيره، وتقريبه، بعبارة أخرى: إن النقد هو تعقيد وهوامش على الأعمال الإبداعية، ولولا وجود هذه الأعمال لكان وجود النقد مستحيلا. أعلم أن هذا الرأي قد يغضب بعض النقاد، ويظنونه استخفافاً بهم وبما يكتبون، وقد يستظهرون على غضبهم بأسماء لامعة في تاريخنا النقدي كالجرجاني والآمدي من القدماء، وفلان وفلان من المعاصرين. وأنا لا أنكر أهمية هؤلاء النقاد، ولكن كيف كان سيكتب الجرجاني «وساطته» لولا المتنبي؟ وكيف كان سيكتب الآمدي «موازنته» لولا وجود أبي تمام والبحتري؟ والحديث قياس كما يقول الفقهاء.
إن من طبائع الأمور أن تتقدم الأعمال الإبداعية على النقد، وهذا شأن الإبداع والنقد في كل آداب العالم. أما لماذا لم يواكب النقد العربي الأعمال الإبداعية العربية؟ فالإجابة عن هذا السؤال تستدعي الظروف التاريخية للثقافة العربية المعاصرة، وعن اضطراب مفهوم «الهوية» وعلاقته بالآخر، وهو اضطراب ظهر منذ بداية عصر النهضة العربية. إن النقد خطاب تصوري يتصل بالثقافة اتصالا وثيقا، أما الإبداع فخطاب تخييلي ولا سيما الشعر مرهون بالموهبة الفردية أولا، ثم بالثقافة ثانيا. وما تزال الثقافة العربية ثقافة مأزومة تبحث عن «هويتها» في خضم متلاطم الأمواج من صراع الهويات. وهذا موضوع شاسع ينبغي أن تعقد له المؤتمرات. وعلى الرغم من كل ما تقدم، أرى أن النقد العربي يحاول بدأب مواكبة الأعمال الإبداعية”.
رصيد غني..
في مقالة بعنوان : “د.وهب رومية:ما تركه سيبقى شاهدا على علمه وعمق ثقافته).
كتبت “أمينة عباس”: “مازال خبر رحيل د.وهب رومية مدويا في الأوساط الثقافية والأدبية المحلية والعربية، قامةً من أهم القامات على المستوى السوري والعربي بمسيرته المهنية الحافلة بالعطاء والإنجاز والزاخرة بالإنجازات الأكاديمية والأدبية الرفيعة ومؤلفاته وأبحاثه التي تميزت بالعمق والجدة، فكان منارة للمثقّفين والأدباء والنقّاد.
رحل وهب رومية تاركا وراءه منجزا ثقافيا مهما، ليس فقط في مجال الدراسات الأدبية بل في مجال العلاقات الثقافية بين البلدان العربية والأجنبية التي عرفته عن قرب وهو الذي حل فيها أستاذا وأستاذا زائرا وباحثا مثل: الكويت، اليمن، الصين، الجزائر، وقد شكل خبر رحيله صدمة كبيرة لمثقفيها وأدبائها وأكاديمييها الذين اعتبروا فقدانه خسارة لا تعوض، في حين وصف رحيله د.محمود السيد رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق في نعيه له باسم المجمع بـ “خسارة كبيرة على مختلف الصعد، وطنيا وقوميا وإنسانيا” مشيراً إلى خدماته الجليلة للّغة العربية، كما تقدم اتحاد الكتاب العرب في سورية بأصدق التعازي إلى عائلة الفقيد وطلبته والمثقفين والاكاديميين في سورية والوطن العربي، مؤكدا رئيسه د.محمد الحوراني أّ ما تركه رومية سيبقى شاهداً على علمه وعمق ثقافته، وسيبقى حاضرا في المحافل والمؤسسات والمراكز الثقافية والعلمية والتعليمية التي ترك بصماته الخالدة فيها”.
وفاته..
توفي في الإمارات العربية المتحدة، يوم الثلاثاء 28 يناير (كانون الثاني) 2025، عن عمر ناهز واحدا وثمانين عام.