يحقق العرب أكبر إنتصار في تأريخهم على دينهم , فلم تلحق هزيمة بالدين على أيدي العرب مثلما هو عليه الآن , إذ تحولوا إلى أعداء أنفسهم , وبهذا فهم يشنون العدوان على دينهم وبأموالهم التي أغدقها النفط عليهم , ولو أنهم لا يعادون دينهم لسخروها لخدمته بإنشاء المشاريع الإنسانية اللازمة لزيادة أنواره المعرفية والحضارية , ولأسهموا بتقديم المثال الحَسن والقدوة الصالحة للدين.
لكن العرب يقدمون ما هو ضد الدين ويقرنون كل قبيحة ومشينة بالدين!!
فأضحى القتل من طقوس الدين والجرائم المشينة من عرفه , وانبرى الكثير من أبناء العمائم الضالة الرجيمة بإطلاق الفتاوى والرؤى , لتسويغ ما هو منافي لأبسط أخلاق الدين ومبادئه وقيمه الرحيمة.
وما عاد العرب أنوار دين , في زمن ينتشر ما يحصل في أي مكان فيه بسرعة البرق في أرجاء الأرض.
فالأعمال القبيحة المتكررة المدمرة القاسية الشنيعة صارت تقرن بالدين , والوجوه الملتحية ذات النظرات العدوانية , أصبحت في الإعلام تمثل الدين.
ويقدم العرب المثل السيئ على أن الدين إحتراب وإقتتال ومحق للآخر , وتدمير للتعايش والتفاعل الإنساني الرحيم , حتى وجدت الجار يجور على جاره , ويشرده ويستحوذ على أملاكه وأمواله بإسم الدين , ووصل بهم الأمر إلى القتل على الهوية والمحق الفئوي والمذهبي , وهم أبناء ذات الدين.
وتتحقق في بلاد العرب أفظع حالات تشويه الدين , وإقرانه بالسيئات والتفاعلات المناهضة للحياة , فبإسم الدين يتم القيام بأقبح الفبائح , فما يجري في الدول التي تورطت بالديمقراطية يقدم صورة فاضحة عن علاقة العرب بالدين , مما حدى بأعدائهم أن يستثمروا في هذه السلوكيات , التي توفر لهم أدلة ومواد سيئة دسمة عن العرب ودينهم.
هذا الدين القويم المشرق السامي النبيل , حوله العرب لموطن أوجاع وصراعات وتناحرات وفساد وخسران , وإستنزاف للقيم والأخلاق والمبادئ والضوابط السلوكية الرحيمة االعالية , التي عرفها ومضى عليها على مرّ القرون.
فالعرب في مأزق حضاري ودينهم يُنحر بأيديهم وبسلوكهم المشحون بالسلبيات , وبمفردات الضياع والهلاك وتخريب الماضي والحاضر , وجزر المستقبل بمدية الجهل والأمية والأفكار البغضاء والكراهية والعدوانية على الدين والدنيا.
فالدين عندما يتحول إلى عدوان على الحياة وأهله , فأن إحتمالات ضموره وغيابه ستتحقق في الأجيال القادمة , وقد حصل ذلك في حضارات سابقة فقدت دينها وأضاعت وجودها الحضاري الإنساني , وما بقي لها أثر أو دور في الحاضر , وأصبحنا نقرا عنها وحسب!
وهذا من المرجح أن يتحقق إذا تواصل العرب في غفلتهم , وجهلهم وفظائعهم الأخلاقية وسلوكياتهم القاتلة للدين.
فهل سيبقي عند العرب دين؟!!
ولعنة الله على النفط الذي أهان العرب والدين!!