التشافي الروحاني.. هل هو نصب أم علاج صعب قياسه علميا؟

التشافي الروحاني.. هل هو نصب أم علاج صعب قياسه علميا؟

خاص: إعداد- سماح عادل

الطب الروحاني أو طب الطاقة أحد فروع الطب البديل بناء على اعتقاد بقدرة المعالجين على توجيه طاقة شافية للمريض مسببين نتائج إيجابية. يستخدم الممارسون عددا من الأسماء بما في ذلك المرادفات المختلفة للطب (العلاج بالطاقة) وأحيانا يستخدمون مصطلح طاقة الذبذبة لوصفه. لا توجد تجريبيا أي طاقة قابلة للقياس بأي شكل من الأشكال، ولهذا يلجأ أتباع هذا الفرع إلى وصف هذه الطاقة بالخفية.

يصنف الممارسون أسلوب العلاج إلى: العلاج باستخدام اليدين ودون استخدام اليدين وعن بعد، وفي هذا الأخير يكون المريض والمعالج في منطقتين مختلفتين.

مدارس العلاج بالطاقة..

هناك العديد من مدارس العلاج بالطاقة: (العلاج باستخدام طاقة المجال الحيوي والعلاج الروحي والعلاج بالاتصال والعلاج عن بعد واللمسة العلاجية والريكي أو الكيغونغ). يحدث الشفاء الروحي بين الممارسين الذين لا يرون العقيدة الدينية التقليدية كشرط أساسي لإحداث العلاج. بينمت يحدث الشفاء الإيماني ضمن سياق ديني تقليدي أو غير طائفي كما مع بعض المبشرين الإنجيليين.

انتقد الأساس النظري للعلاج باعتباره غير معقول، وانتقدت كذلك البحوث والمراجعات الداعمة لطب الطاقة لاحتوائها على عيوب منهجية إضافةً إلى انحياز الاختيار، ونُسِبَت النتائج العلاجية الإيجابية إلى آليات نفسية معروفة.

قال الأستاذ السابق في الطب البديل والطب التكميلي في جامعة إكستر “إدزارد إرنست”: «إن التعافي مستمر على الرغم من عدم وجود أساس حيوي منطقي أو أدلة سريرية مقنعة. على امتلاك هذه الأساليب فائدة علاجية مع الحاجة إلى الكثير من العمل لإثبات عدم جدواها». يحتال البعض على الناس بتقديمهم أجهزة لطب الطاقة، وقد أدت ممارساتهم التسويقية إلى اتخاذ إجراءات قانونية في ما يخص هذا الأمر في الولايات المتحدة.

تاريخيا..

يسجل التاريخ الاستغلال المتكرر للاختراعات العلمية من قبل الأفراد الذين يزعمون أن العلم المكتشف حديثًا يمكن أن يساعد الناس على الشفاء. في القرن التاسع عشر، كانت الكهرباء والمغناطيسية لا تزال اكتشافات حديثة العهد، وفي هذه الفترة، انتشر الدجل الصحي المتعلق بالأمر. استمرت هذه المفاهيم في إلهام الكتاب خلال العصر الجديد. في أوائل القرن العشرين، عرّضت الادعاءات الصحية المرتبطة بالمواد المشعة حياة العديد من الأشخاص للخطر، وفي الآونة الأخيرة، قدمت ميكانيكا الكم والنظرية الموحدة العظمى فرصا مماثلة للاستغلال التجاري. تستخدم حاليا الآلاف من الأجهزة التي تدعي الشفاء من خلال طاقة مفترضة أو حقيقية في جميع أنحاء العالم.

يعتبر العديد من تلك الأجهزة غير قانوني أو خطير، إذ أنّ تسويقها يعتمد على ادعاءات كاذبة أو غير مثبتة، ولهذا، حظرت العديد من هذه الأجهزة. يرتبط الاعتماد على العلاجات الروحية والحيوية بأضرار جسيمة وقد تصل حد الوفاة عند تأخر المرضى في طلب العلاج الطبي أو التخلي عنه.

الشفاء عن بعد..

في مراجعة منهجية نشرت في عام 2000 لـ 23 تجربة حول الشفاء عن بعد لم تطلع باستنتاجات نهائية بسبب القيود المنهجية بين الدراسات. في عام 2001، نشر المؤلف الرئيسي لتلك الدراسة، “إدزارد إرنست”، كتابا تمهيديا عن العلاجات التكميلية في رعاية مرضى السرطان أوضح فيه أن نصف هذه التجارب قالت إن الشفاء فعال، ولكن مع ذلك، كانت الأدلة متضاربة للغاية وأوجه القصور المنهجية حالت دون استنتاجات مؤكدة. خلص إرنست إلى ما يلي: «طالما لم يستخدم هذا النوع من العلاج كبديل للعلاجات الفعالة، سيبقى الشفاء الروحي خاليا من المخاطر». لم تجد تجربة سريرية عشوائية أجريت عام 2001 من قبل نفس المجموعة أي فرق ذي دلالة إحصائية حول الألم المزمن أي فرق بين المعالجين عن بعد والمعالجين المصطنعين. في عام 2003، خلصت مراجعة أجراها إرنست لتحديث عمله السابق إلى أن الأدلة أصبحت ضد استخدام العلاج عن بعد لاحتمالية أن يترافق بآثار ضارة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة