27 يناير، 2025 10:25 م

“بحوث طهران” يرصد .. زيارة “السوداني” إلى لندن واتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين العراق وإنكلترا !

“بحوث طهران” يرصد .. زيارة “السوداني” إلى لندن واتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين العراق وإنكلترا !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

كانت “إنكلترا” الوجهة الثانية بعد “إيران”؛ لرئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، في العام 2025م؛ بهدف تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية، والأمنية، والتجارية، والثقافية، والرياضية وغيرها، وفتح آفاق جديد للعلاقات الثنائية بين البلدين، ومن أهم نتائج هذه الزيارة التوقيع على اتفاقية المشاركة الاستراتيجية. بحسب ما استهل تقرير أعده معهد (بحوث طهران) الإيراني.

مجالات وأهداف الزيارة..

تنطوي زيارة “السوداني” إلى “لندن” على الأهمية من عدة أوجه، الأول: رغبة “العراق” في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الحساسة، إلى الموازنة بين الأطراف الأجنبية الفاعلة بـ”العراق”، ضمن إطار آفاق تغييّر المكانة السياسية لـ”العراق” على المستوى الدولي، وخلق حالة من الاستقرار الاقتصادي لجذب الاستثمارات الأجنبية.

الثاني: بالنظر إلى اتفاق خروج قوات (التحالف الدولي) من “العراق”؛ بحلول أيلول/سبتمبر 2025م، وكذلك الأوضاع الأمنية الحدودية في “العراق” بعد سقوط نظام “بشار الأسد” في “سورية”، تبدو آفاق الأوضاع الأمنية العراقية غامضة، وأن “العراق” بصدّد البحث عن حلول للحيلولة دون تبلور أزمة أمنية جديدة بـ”العراق”.

الثالث: خلال السنوات الأخيرة، سّعت أطراف فاعلة مختلفة إلى فصل “العراق” عن “إيران”، وفي هذا الصدّد شهدا العقدين الماضيين تقديم مقترحات للحد من الاعتماد العراقي على “الكهرباء والغاز الإيراني”، ولذلك كان على جدول أعمال زيارة “السوداني” إلى “لندن”، مشاريع مثل استكمال وصل شبكة كهرباء “العراق”؛ بـ”المملكة العربية السعودية”.

اتفاقية الشراكة الاستراتيجية..

يحتاج “العراق” للتقدم في برامج التنمية الاقتصادية، إلى الشراكة مع الدول الأوروبية المهمة، وعليه فقد ركزت الزيارة إلى “إنكلترا” بشدة على القضايا الاقتصادية، وخلصت إلى التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيحية بهدف المسَّاهمة في تطوير “العراق”، وتنويع مصادر دخل هذا البلد.

وتشمل الاتفاقية تنفيذ مشاريع بقيمة: (12.3) مليار إسترليني، تقريبًا أي ما يُعادل: (15) مليار دولار.

وبحسّب رئيس الوزراء البريطاني، فسوف ترفع هذه الاتفاقية مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى أكثر من عشرة أضعاف.

من النقاط المهمة كذلك في هذه الزيارة؛ الاتفاق مع شركة (بریتیش پترولیوم-‏BP‏) للعودة إلى “العراق”. وقبل ذلك، كان “العراق” قد وقّع في آب/أغسطس 2024م، اتفاق مبدأي مع ذات الشركة على تطوير (04) حقوق نفطية في “كركوك”؛ لكن اختلاف وجهات النظر حول الشروط الفنية حال دون تنفيذ الاتفاقية.

وكانت الشركة قد انسحبت من “العراق” عام 2019م، بعد انتهاء عقد بقيمة: (100) مليون دولار بهدف إجراء دراسات ميدانية في “كركوك”، نتيجة فرض قوانين غير مناسبة، والانفلات الأمني جراء هجمات عناصر تنظيم (داعش).

وبعد زيارة “السوداني” إلى “لندن”، أعلن وزير النفط العراقي، أن “بغداد” ستوقع مع شركة (بريتيش بتروليوم) عقدًا أكبر بحلول شباط/فبراير 2025م، من عقد العراقي مع شركة (توتال إنيرجي) بقيمة: (27) مليار دولار لتطوير حقول “كركوك”.

الاتفاقية الأمنية..

من المطالب المهمة للشعب العراقي، انسحاب ما يسَّمى بقوات “التحالف الدولي”. وكانت مفاوضات الحكومة العراقية الحالية قد بدأت مع قوات التحالف بهذا الخصوص بالتزامن مع عملية (طوفان الأقصى) ودعم بعض قوات (الحشد) المقاومة الفلسطينة.

وأدى ذلك إلى ضغوط من “الولايات المتحدة” و(التحالف) على الحكومة العراقية لحل (الحشد الشعبي). وكما أعلن “السوداني”؛ قبيل الزيارة، فقد قررت حكومته، تغييّر نوع التفاعل مع قوات (التحالف)، والسّعي إلى تغيّير التعاون من متعدد الأطراف إلى ثنائي، وفي هذا الصدّد، وقعت اتفاقية أمنية منفصلة مع “إنكلترا”.

النتيجة..

تسّعى الحكومة العراقية إلى اتباع سياسات اقتصادية جديدة في إطار جهود إعادة إعمار “العراق” بعد فترة طويلة من الفوضى، وفي هذا الصدّد تحتاج إلى دولة أوروبية مهمة.

في المقابل لدى “إنكلترا” دافع كبير للتعاون مع الحكومة العراقية من أجل منع هذا البلد من التقارب مع “إيران”، وكسب نفوذ فعال في المنطقة.

مع هذا من غير الواضح مدى نجاح أو فائدة الجهود السودانية للحفاظ على القوات الأجنبية بأشكال جديدة بينما تسّعى قوات المقاومة العراقية إلى طرد القوات الأميركية و(التحالف الدولي) من هذا البلد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة