تشوّه المجرد المحسوس بالأذهان في جلسة التصويت على القوانين الثلاث

تشوّه المجرد المحسوس بالأذهان في جلسة التصويت على القوانين الثلاث

الجميل بالعودة الى التأريخ العربي انه يعلمنا كيف استقتتل الأجداد بالذود عن الأوطان والأخلاق والقيم السماوية واستنهضوا البعيد والقريب على ذلك , وكيف يقدر ان يقدم لنا مانحتاج من التجارب الإنسانية عن الذين وهنوا وجبنوا امام الفتن واضاعوا ملكهم  وامسوا اذلاء ,

وكل هذا لنرى مايمكن ان نعرفه عندما تضيق او تهربمعارفنا وثقافتنا عن تقديم الإجابات لعدد كبير من المفاهيم المجردة التي لاتدرك بالحواس كالحب والإخلاصوالحرية  والتأريخ والوقت  , وعن المفاهيم المحسوسة التي تدرك بالحواس كبناية البرلمان والبنك المركزي والقاصةوالسيارة ..الخ ,

وعند هذه النقطة بالتحديد نود الإشارة الى ان علماء النفسيرون  في البحث الوصفي والإرتباطي والتجريبي عن الإنسان ,  يمكن ان نفهم بالدرجة الأولى ماهيّة  السلوك الإنساني وهذا ينطبق على  ماهيّة الأشياء , فعند البحث بهذه الطريقة يمكن التوصل الى معرفة الإستدلالات السببيةالتي يتشكل بها اي مفهوم من تلك المفاهيم , عندئذ نبلغ مرحلة التقبل او الرفض او الإقتناع .

ولكي نختصر نص المقالة لبلوغ التقبل والإقتناع عما يجري من جدل حول تداعيات تشريع القوانين الثلاث الأخيرة في مبنى البرلمان , علينا ان نفهم ماهية  البرلمان ;فهي مرة   مفردة لها مدلول مجرّد ومحسوس ومرة لها مدلول ملموس , فعندما تكون ذات مدلول مجرد ومحسوس ,

فهذا يعني ان الإنسان عندما يقرأها في اي نص مكتوب  يتبادر الى ذهنه انها  تعني هيئة تشريعية  لنظام ديمقراطي تتكون من مجموعة من الأفراد تم انتخابهم من قبل الشعب , وهذه المجموعة لها مهام أهمها ; التشريع والرقابة على سير اعمال الحكومة وتمثيل الشعب امامها ,وفق قوانين دستورية وضوابط  داخلية توظف عند عقد الجلسات وتكون معلومة لدى الجميع ولايمكن الإخلال بها تحت اي ظرف كان ,

اما عندما تكون ذات مدلول ملموس , فهذا يعني انها بنايةحجرية فحسب يتم تخصيصها لإجتماع ممثلي الشعب لإصدار القوانين والتشريعات وعرضها على التصويتوانتهى الأمر , اما  الإنسان نفسه عندما  نراه ممثلآ بالنائب يوسيف الكلابي أو غيره  داخل جلسة التصويت ويرى ماحدث في ليلة التصويت على القوانين الثلاث الآنفة بالذكر , لاشك  الهمه   فكره ان ماجرى هو مخالف لماهية البرلمان من الناحية المجردة المحسوسة التي تبقيه امدآ طويلآ كما الهم عددآ كبيرآ ,

شاركوه بالضجة داخل بناية  البرلمان , لكون الذي استلهموه من الجلسة انها  جرت مختزلة وبسرعة  وبتطبيق ثقافة برلمانية غريبة وغير متوقعة  , فضلآ عن آلية ومنهجية  سابقة تم انتقادها ورفضها , ولعلنا نسأل : هل الضوابط القانونيةتطبق بجلسة التصويت بشكل اختياري ؟  وهل ماموجود في فكر السيد رئيس البرلمان هو شكل آخر يختلف عن ماهية البرلمان من ناحية المجرد المحسوس ؟ والمعروف ان ماموجود لدى النائب الكلابي ورئيس البرلمان هو واحد وبقاؤه في الأذهان واحد وهذا الذي احتج عليه النائب وغيره .

ختامآ , لم تبلغ جلسة التصويت على القوانين الثلاث الخاصة بالعفو عن المعتقلين وتعديل الأحوال الشخصيةوقانون اعادة العقارات الى اصحابها , أذهان المحتجين بمحسوساتها المجردة من قوانين وضوابط ليتم القبول والإقتناع بها  , ولم تتم فكرة العودة الى التأريخ لإستلهام العبر والأخطاء لغرض الإفادة منها  قبل الجلوس تحت قبة البرلمان ,

بل تمت بطريقة اجتهادية ومأخوذة بالتساؤل , هل سيبقى رئيس البرلمان بهذه المنهجية في جلسات التصويت القادمة لتتشوه بالأذهان ماهية المجرد المحسوس في مفردة البرلمان ؟! , أم هناك زورق انقاذ قضائي للغارقين بالنوم عن ذلك التشويه ليخرجهم الى بر الأمان ويتلو عليهم احكام الدستور ؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات