اليوم، ونحن نعيش عصر النهضة التكنولوجية ومع انتشار الوسائل الحديثة في قطاع الإعلام، سواء كانت في المجالات المرئية أو المسموعة، وبوجود وسائل الاتصالات الحديثة، أصبحنا نعيش عصر السرعة في نقل الخبر ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون مراعاة للظروف المتعلقة بتلك القضية أو الموضوع المنشور، ودون بحث عن الأسباب أو حتى تبعات تلك القضية وما يرافقها من أمور سلبية…
نعم، إن العصرنة التكنولوجية ووسائل النقل الحديثة قد خلقت واقعًا إعلاميًا جديدًا مختلفًا كليًا عما كان موجودًا قبل عقدين من الزمن، فلم يعد للخبر الصحفي لهفة ترافقه من قبل المستمع والمشاهد مع وجود الآلاف من المدعين بألقاب إعلامية ومصطلحات رنانة بعيدة كليًا عن مهنة الإعلام الحقيقي وعن الأمانة الإعلامية…
لقد وصل بنا الحال إلى وجود أشخاص يحملون اسم هذه المهنة والأمانة بمجرد امتلاكهم لجهاز الموبايل أو كاميرا التصوير، وأصبح شغلهم الشاغل تصوير كل المناسبات المحيطة بواقعهم ونشرها بصفحتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسميات المكتب الإعلامي الفلاني. وللأسف الشديد، أن أغلبهم مدعومون من قبل شخصيات برلمانية أو جهات حكومية وضعتهم كواجهة لنشاطهم اليومي ولتحسين صورة كل نشاطات وعمل هذا المسؤول…
وبما أن هذا الشخص بعيد كليًا عن ثقافة الإعلام وعن مفهوم إعداد أي موضوع ثقافي كونه لا يمتلك أي مفهوم ثقافي، تجد أن الجهة المستفيدة قد تستخدمه أداة للقذف والشتم لكل الخصوم الذين ينتقدون طريقة أداء تلك الجهة، كونها تعرفه أداة رخيصة قد تم شراؤها مقابل المال أو باب المجاملات الكاذبة…
لقد أصبحنا نعيش سماع الخبر من وسائل نقله بدون معرفة الأسباب أو حقيقة حصوله، وخاصة مع التسابق الذي يعيشه بعض المتطفلين على وسائل الإعلام. والطامة الكبرى أحيانًا دون مراعاة حتى للمشاعر الإنسانية بحجة السرعة في نقل الأخبار. يضاف إلى ذلك عدم دقة ومصداقية النقل، وهذا ما يصل أحيانًا إلى نشر دعايات كاذبة تخص الوضع الأمني العام في تلك المناطق، ويعود أحد أسبابها إلى اعتبار أن الناقل الذي يدعي انتماءه للإعلام لا يفهم ظروف وملابسات تلك الحوادث والبيئة التي حصلت فيها، وربما أحيانًا تجده لا يفقه التبعات وحساسية الموضوع والنتائج التي يمكن أن تتبعها نقل تلك الأخبار…
إن جميع أبناء المجتمع اليوم مطالبون بتوخي الحذر من نشر أي موضوع أو صورة مجتمعية والغاية مجرد الحصول على زوبعة إعلامية ربما يتبعها ضرر كبير لأشخاص أو عوائل أخرى… وعلى الإخوة المتلقين من القراء والمشاهدين التأكد من صحة ذلك والقيام بردع الناشر في حالة مخالفته لنقل الخبر وعدم وجود مصداقية له